جزر كوريا موريا
تعرف جزر كوريا موريا حاليًا بجزر الحلانيات، وهي تتكون من خمس جزر صغيرة تقع على بعد أربعين كيلومتراً من الساحل الشرقي الجنوبي لسلطنة عُمان، ضمن محافظة “ظفار”. تبعد هذه الجزر حوالي ثلاثمئة كيلومتر عن صلالة وتبلغ مساحتها نحو ثلاثة وسبعين كيلومتراً مربعاً، حيث يتجاوز عدد سكانها مئة وخمسين ألف نسمة. تُنَشر العائلات بين هذه الجزر، فيما تظل بعض الجزر غير مأهولة. يشتهر سكان المنطقة بصناعة الغضف وسعفيات الغضف، التي تُعتبر واحدة من أقدم الحرف اليدوية المرتبطة بحياة السكان اليومية. إضافةً إلى ذلك، تم اكتشاف احتياطي نفطي ضخم في أراضي هذه الجزر.
تضاريس الجزر
تشمل جزر كوريا موريا أو الحلانيات الخمسة كل من: جزيرة القبيلية، وجزيرة الحاسكية، وجزيرة سوداء، وجزيرة الطيور، بالإضافة إلى جزيرة الحلانية، والتي تعد الأكبر من بين هذه الجزر. تحتوي الجزيرة على معالم أثرية تعود إلى ما قبل الإسلام، مثل المقابر والمستوطنات في وادي “أنظور” ومغارة “مغاره”. تُعرف هذه الجزر بتنوع تضاريسها، حيث تضم سهولاً وصحاري ومرتفعات وعيوناً وخلجاناً ورؤوساً بحرية.
التاريخ السياسي للجزر
في عام 1856، تنازل السيّد سعيد بن سلطان عن الجزر لصالح بريطانيا العظمى بعد أن حكمها منذ عام 1836. جاء ذلك بعد أن قدمت بريطانيا عرضًا لشرائها بمبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني، لكنه فضل التنازل عنها كهدية للملكة فيكتوريا بهدف إقامة محطة للاتصالات التلغرافية. انتقلت الجزر بعد ذلك إلى محمية عدن، واستمرت تحت السيطرة البريطانية حتى عام 1963. في نهاية المطاف، أعيدت الجزر إلى سلطنة عمان في 30 نوفمبر 1976 خلال حكم سعيد بن تيمور.
عقب تسليم بريطانيا الجزر لعمان، اعترضت اليمن على عملية الضم، مشيرةً إلى تبعيتها لمحمية عدن. قام الشيخ غالب بن علي الهنائي بإرسال رسالة للأمين العام لمجلس الأمة طالبًا حلاًّ للمسألة وضم الجزر لعمان، وهو ما تم تحقيقه في عام 1992 بعد وضع حدود بين اليمن وعمان في زمن السلطان “قابوس بن سعيد”.
