ما هي أنواع الأجسام المضادة المرتبطة بالحمل؟ سنستعرض في هذا المقال أنواع الأجسام المضادة التي تشكل خطراً أكبر خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، حيث تتساءل العديد من النساء عن طبيعة هذه الأجسام ومدى تأثيرها على الجنين، بالإضافة إلى كيفية معالجتها لتجنب حدوث الإجهاض.
تعد الأجسام المضادة بروتينات توجد في الدم والأنسجة، ويقوم الجهاز المناعي بإنتاجها لمكافحة الكائنات الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات. سنتناول خلال هذا المقال كافة الاستفسارات المتعلقة بهذا الموضوع.
تعريف الأجسام المضادة
- الأجسام المضادة هي بروتينات موجودة في الدم وسوائل الجسم والأنسجة المختلفة.
- ينتجها الجهاز المناعي لمكافحة السموم والبكتيريا والفيروسات التي قد تهاجم الجسم.
- تنتجها بشكل خاص الخلايا المناعية المعروفة بالخلايا البلازمية، والتي تتطور من الخلايا البائية.
- تقوم هذه الخلايا بالتفاعل مع الأجسام الغريبة وتتحول إلى خلايا بلازمية تطلق الأجسام المضادة.
أنواع الأجسام المضادة في الجسم
- النوع الأول هو lgG: وهو الأكثر شيوعاً بنسبة تصل إلى 80% من الأجسام المضادة في الجسم.
- يتواجد في الدم وسوائل الجسم ويمثل خط الدفاع الأول ضد الفيروسات والبكتيريا والسموم.
- لأنه صغير الحجم، يمكنه عبور أغشية الخلايا، مما يسمح له بالانتقال من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، مما يمنح الجنين مناعة جزئية.
- النوع الثاني هو lga: يتواجد في اللعاب والدموع، وكذلك في الأغشية المخاطية للجهازين الهضمي والتنفسي.
- يساعد أيضاً في توفير المناعة للرضيع من خلال حليب الأم في الأيام الأولى بعد الولادة.
- النوع الثالث يعتبر lgM: وهو النوع الأكبر حجماً، ويتواجد في الدم والسائل الليمفاوي.
- يعد أول جسم مضاد يتفاعل مع أي عدوى جديدة يتعرض لها الإنسان.
- النوع الرابع هو lgE: يتواجد في الجلد والرئتين والأغشية المخاطية ويرتبط بالحساسية.
- على سبيل المثال، يُعتبر المرتبط بحساسية اللقاح وحساسية الطعام.
- النوع الأخير هو lgD: وهو الأقل نسبة في الدم ويعمل كمستقبل لمولدات الضد على الخلايا المناعية البائية، مما ينشطها.
الأجسام المضادة المرتبطة بالحمل
- يمتلك بعض الأشخاص فصيلة دم إيجابية تختلف عن الآخرين لوجود بروتين يسمى “العامل الرايزيسي” أو Rh على سطح خلايا الدم الحمراء.
- عندما يكون هذا البروتين غائبًا، تكون نتيجة الدم سلبية. ونسبة قليلة من الأشخاص تفتقر إليه، دون حدوث أي مشاكل صحية ضارة.
- تكمن المشكلة عندما تكون فصيلة دم الأم Rh سلبية وفصيلة دم الجنين Rh إيجابية.
- في هذه الحالة، يبدأ دم الأم في إنتاج أجسام مضادة ضد خلايا دم الجنين، حيث تعتبرها كأجسام غريبة يجب مقاومته.
- هذه الأجسام المضادة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية للجنين، على الرغم من أن الحمل الأول قد يمر بدون مشاكل.
- تزداد الخطورة في الحمل الثاني، حيث تنتقل الأجسام المضادة من الحمل الأول إلى الجنين، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل مرض انحلال الدم الوليدي، حيث تهاجم الأجسام المضادة خلايا الدم الحمراء للطفل مسببة فقر دم شديد وربما الوفاة.
فهم الأجسام المضادة للغدة الدرقية
يُعرف دور الأجسام المضادة في الجسم بأنه محاربة الكائنات الضارة. ولكن في بعض الأحيان، قد تهاجم هذه الأجسام الأنسجة والأعضاء الخاصة بالجسم، مما يؤدي إلى أمراض المناعة الذاتية، مثل الأجسام المضادة للغدة الدرقية.
الغدة الدرقية، التي تتخذ شكل فراشة وتقع في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة، تلعب دوراً حيوياً في تنظيم العديد من وظائف الجسم.
تؤثر الأجسام المضادة بشكل كبير على الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة والالتهابات، وبالتالي يؤثر على إفراز الهرمونات. ومن أبرز الأمراض التي تتسبب فيها:
- مرض جريفز، والذي يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية وزيادة إفراز الهرمونات.
- التهاب الغدة الدرقية، والذي يؤدي إلى قصور في نشاط الغدة وقلل إفراز الهرمونات.
أعراض الأجسام المضادة للحمل
تظهر هذه الأعراض عند ولادة الطفل بسبب عدم توافق عامل Rh خلال فترة الحمل، حيث تهاجم الأجسام المضادة لدم الأم خلايا الدم الحمراء للجنين.
ينتج عن ذلك تراكم عناصر معينة في الدم، مثل البيليروبين، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الشهيرة، منها:
- اصفرار لون الجلد وبياض العينين، والمعروف بمرض اليرقان.
- الخمول والكسل والنوم المفرط.
- نقص القوة العضلية والبنية الجسدية لدى الطفل.
الأضرار الناجمة عن الأجسام المضادة للحمل
تعتبر الأجسام المضادة في الحمل الأول عادة أمراً غير مقلق، ولكن في الحمل الثاني، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات إذا اختلفت فصيلة دم الأم عن الجنين.
إذا كانت الأم تحمل فصيلة دم Rh سلبية وفصيلة دم الجنين Rh إيجابية، فإن الأجسام المضادة الناتجة من الحمل السابق قد تشكل تهديداً للجنين، حيث يمكن أن تعبر المشيمة لتصل إليه.
لذلك، قد يتعرض الطفل لأعراض عديدة، مثل:
- تكرار التشنجات.
- مشاكل متعددة في القلب.
- تلف خلايا الدم في الدماغ.
- تراكم السوائل في الجسم.
- صعوبات في الوظائف العقلية والحركية والنطق.
- تلف خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم الذي قد يهدد حياة الطفل، حيث يكون هجوم الأجسام المضادة أسرع من قدرة الطفل على مقاومة التلف.
فحص الأجسام المضادة قبل الولادة
يُنصح كل سيدة على وشك أن تصبح أم بإجراء فحص الأجسام المضادة قبل الولادة.
يساعد هذا الفحص في تحديد ما إذا كانت هناك أجسام مضادة أو بروتينات خاصة يتم إنتاجها من قبل الجهاز المناعي داخل دمها.