جالينوس هو طبيب وفيلسوف وكاتب يوناني من القرن الثاني الميلادي، وُلِد في مدينة بيرغام، ويعتبر واحداً من أبرز الأطباء في تلك الحقبة.
كان جالينوس أول من دمج بين الفلسفة والعلوم البيولوجية، مما أكسبه شهرة واسعة ومعرفة عميقة في مجاله.
وُلِد في عام 130 ميلادي، وتلقى تعليمه في آسيا الصغرى والإسكندرية واليونان، حيث عالج العديد من الأباطرة.
استمد جالينوس إلهامه من والده الذي كان مهندساً معمارياً، مما زاد من رغبته في الحصول على تعليم ذي جودة عالية. لذلك، سافر إلى عدة أماكن للارتقاء بمستواه الأكاديمي.
التعليم والتدريب لجالينوس
بدأ جالينوس اهتمامه بدراسة الطب منذ سن السادسة عشر، حيث سافر إلى كل من كورينس وسميرنا قبل أن يتوجه إلى مصر.
جاء إلى مصر بهدف الدراسة في الإسكندرية، حيث كانت الفرصة متاحة للطلاب لتشريح الجثث، وهو ما ساهم في تعليمه بشكل كبير.
درس في الإسكندرية لمدة خمس سنوات، ثم انتقل إلى اليونان حيث عمل كطبيب في مدرسة المجالدين.
في روما، أسس عيادة خاصة وبدأ في التدريس وإعطاء المحاضرات، بعد انتقاله من اليونان.
المهنة والإنجازات لجالينوس
بعد أن استقر في روما، تم تعيين جالينوس طبيب الإمبراطور ماركوس أوريليوس، حيث عاد إلى المدينة بعد انتشار وباء الطاعون.
تلقى دعوات عديدة من الأباطرة لمساعدتهم في الحملات العسكرية في شمال إيطاليا قبل أن يستقر مرة أخرى في روما عقب وفاة لوسيوس فيروس.
قضى معظم وقته في البلاط الإمبراطوري في إجراء الأبحاث والتجارب والدراسات على الحيوانات.
عمل أيضاً على دراسة الوظائف الإدراكية لأعضاء الجسم، واهتم بفهم الآليات المرتبطة بها.
أعمال جالينوس الطبية
تميّز جالينوس في مجاله الطبي، وقد أسهمت إنجازاته في تعزيز المعرفة الطبية حتى اليوم.
اعتبر جالينوس أن عملية تشريح الجثث تُعد من أهم الطرق لتطوير الطب وزيادة المهارات الطبية.
توصل إلى أن وظيفة العقل تتمثل في التحكم في الصوت، وقدم شروحات مفصلة حول آلية عمل الكلى والمثانة.
كان رائداً في قياس النبض واستخدم ذلك كأداة تشخيصية لمجموعة متنوعة من الأمراض.
أجرى تجارب حول العلاقة بين انكسار العمود الفقري وانقطاع الحبل الشوكي ومتلازمة الشلل، بالإضافة إلى دراسة آلية عمل العضلات وتكوين الدم.
أحد أفكاره البارزة تشير إلى أهمية توازن مجموعة من السوائل داخل جسم الإنسان، والتي إذا اختل توازنها، يؤدي ذلك لظهور أمراض مختلفة.
تتركب هذه السوائل من الدم، العصارات الصفراء، البلغم، والعصارات السوداء.
ألف جالينوس حوالي 300 كتاب في مجال الطب، حيث اعتمد في كتاباته على تلك الدراسات العميقة لتشريح الجسم وتجاربه الشخصية.
قسم الجسم البشري إلى أجهزة رئيسية، يُعد الدماغ والأعصاب هما الأهم في التحكم بالمشاعر والتفكير.
أصبحت مؤلفاته مرجعاً هاماً في الطب، حيث تم تدريسها في الإسكندرية في القرن الرابع الميلادي، حيث قام العرب بترجمتها والاستفادة منها.
أشهر اقتباسات جالينوس
أفضل طبيب هو أيضاً فيلسوف.
اجعل من الجهاز العصبي محط تركيزك للحفاظ على الصحة المثلى.
العمل هو طبيب الطبيعة، وهو ضروري لتحقيق سعادة الإنسان.
الحياة الشخصية لجالينوس
نشأ جالينوس في أسرة غنية كان والده فيها مهندساً معمارياً ورياضياً، مما أثّر إيجابياً على اهتمامه بالتعليم.
قدّمت له بلاده في تلك الفترة بيئة ثقافية غنية وعاملاً مهماً في نجاحه الأكاديمي، ما ساهم في تسهيل تلقيه للمعرفة.
حصل على المعرفة الطبية والفلسفية السائدة في عصره، حيث تتلمذ تحت مدارس أرسطو وأفلاطون.
سافر في رحلات علمية متعددة لتوسيع معرفته.
توفي جالينوس في روما عام 201م، أثناء فترة عمله طبيباً للإمبراطور ماركوس أوريليوس.
