هناك العديد من التساؤلات التي تشغل بالنا حول نماذج الشخصية في علم النفس، ومن أبرزها المعلومات المتعلقة بالشخصية النرجسية السيكوباتية. وهذا يعد سؤالًا عميقًا يحمل العديد من الآراء المختلفة، وهو ما سنستعرضه في مقالتنا اليوم.
تعريف النرجسية
على مر العصور، غالبًا ما نجد أن الأفراد الذين يتقلدون مناصب سلطة هم من يميلون إلى امتلاك سمات الشخصية النرجسية السيكوباتية.
حيث ترتبط الرغبة في السلطة عادةً بسمات شخصية سلبية مثل الأنانية والجشع وانعدام التعاطف. وغالبًا ما يكون الأشخاص الأكثر إصرارًا على السلطة هم الأكثر قسوة ويفتقرون للقدرة على التعاطف.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر الأفراد الذين يتقلدون السلطة سمات سيكوباتية ونرجسية. في السنوات الأخيرة، وُجد أن القادة السيكوباتيين هم عادةً في البلدان ذات الاقتصادات الأقل تقدمًا، والتي تعاني من بنية تحتية ضعيفة ومؤسسات سياسية واجتماعية غير مستقرة.
يواجه الأفراد الذين يعانون من النرجسية تحديات كبيرة في بناء علاقات عميقة بسبب افتقارهم للتعاطف ورؤيتهم السطحية الآخرين.
اضطراب الشخصية النرجسية هو اضطراب نفسي يتسم بشعور عظيم بالعظمة والحاجة الملحة للاهتمام والإعجاب، بالإضافة إلى العلاقات السطحية مع الآخرين ونقص في التعاطف، وغالبًا ما يترافق مع اضطرابات نفسية أخرى مما يجعل علاجه صعبًا.
ملامح الشخصية السيكوباتية
السيكوباتية هي مصطلح يشير إلى الاعتلال النفسي، ويُعرف بأنه اضطراب في الشخصية حيث يفتقر الشخص عادةً لأدنى درجات الاهتمام بالصواب والخطأ، مما يؤدي إلى انتهاك القوانين وحقوق الآخرين.
عادةً ما يفتقر الأشخاص السيكوباتيون إلى التعاطف، ويظهرون سلوكيات غير اجتماعية كما أنهم لا يلتزمون بالحدود.
من أبرز سمات الشخصية السيكوباتية ما يلي:
- عدم الإحساس بالتعاطف أو الشعور بالذنب أو الندم.
- عمق ضحل في المشاعر والعواطف.
- اندفاع وقلة القدرة على ضبط النفس وتأجيل الإشباع.
- عدم تحمل المسؤولية عن أفعالهم.
- شعور مرتفع بمكانتهم الشخصية.
لا يوجد علاج نهائي للاضطراب النفسي، ولكن الاكتشاف المبكر للميول السيكوباتية قد يسهم في تقديم مساعدات أكثر فعالية.
رغم صعوبة تعليم الشخص السيكوباتي التعاطف، إلا أن العلاقات المحبة والعلاج يمكن أن تسهم في تعزيز سلوكيات اجتماعية صحية.
تسع علامات وأعراض النرجسية
تشمل الأعراض التي تمثل السمات الأساسية لاضطراب الشخصية النرجسية ما يلي:
- الشعور بالعظمة.
- إحساس مبالغ فيه بأهمية الذات.
- الإيمان بالتفوق على الآخرين واستحقاق المعاملة الخاصة.
- غالبًا ما تكون مشاعرهم مصحوبة بأوهام من النجاح غير المحدود أو القوة أو التألق أو الجمال أو الحب.
- احتياج مفرط للإعجاب.
- يجب أن يكون محور الاهتمام في المحادثات.
- غالبًا ما يسيطر هذا الشخص على الحوار.
- يشعر النرجسيون بالإهانة والغضب عندما يتم تجاهلهم.
- يظهرون علاقات سطحية واستغلالية.
- علاقاتهم تستند إلى القيم الظاهرة وليس السمات الفريدة للآخرين.
- غالبًا ما يفتقرون للتعاطف.
- قدرتهم على التعاطف مع احتياجات الآخرين وعواطفهم محدودة للغاية أو معدومة.
- اضطراب الهوية.
- الإحساس بالذات سطحي وهش.
- يواجهون صعوبة في التعلق والتبعية.
- تتواجد العلاقات فقط لدعم صورة الذات الإيجابية.
شخصية النرجسية
- النرجسيون هم أشخاص يجذبون الانتباه، وسمتهم الرئيسية تتمثل في تضخيم تقدير أنفسهم على حساب تقليل قيمة الآخرين.
- يعتبرون أنفسهم مميزين وخاليين من العيوب، مما يمنحهم شعور كبير من الفوقية، بينما لا يقدمون للآخرين شيئًا يذكر.
- يؤمنون بأنهم دائمًا على حق وأن القوانين لا تنطبق عليهم، حيث يرفضون الاعتراف بأخطائهم أو تحمل المسؤولية.
- إذا كانت الأمور تسير بنجاح، يعتبرون أن الفضل يعود لهم، ولكن في حال الفشل، يعزون ذلك للآخرين.
- والأهم، أنهم لا يستطيعون رؤية أي شخص آخر على مستوى متساوي، حيث يقللون من شأن الآخرين (زملاء العمل، المرؤوسين، أفراد الأسرة) ويحنطون تطلعاتهم أو ينتقدونهم أو يتجاهلونهم.
- يفتقرون إلى التعاطف الحقيقي وفهم الآخرين، ويميلون إلى رؤية أنفسهم مثاليين في كل شيء.
كيف يرى الشخص النرجسي نفسه؟
هذه السمات تحدد النرجسي:
بالنسبة للشخص النرجسي، لا يحتاج للاعتذار، بل يتوقع أن يفهمه الآخرون ويتقبلوا تصرفاته مهما كانت.
بينما يدرك الشخص النرجسي وجود قواعد والتزامات، إلا أنه يعتقد أن معظمها لا ينطبق عليه لأسباب متعددة منها نقص الوقت أو الرغبة في الالتزام.
كيف يتم تشخيص النرجسية؟
يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية وفقًا لمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
يجب على الشخص أن يفي بخمسة على الأقل من التسعة سمات التالية للإصابة باضطراب الشخصية النرجسية:
- إحساس كبير بالأهمية الذاتية.
- الانشغال بأوهام غير محدودة من النجاح أو القوة أو التألق أو الجمال أو الحب المثالي.
- الإيمان بأنه “خاص” ولا يمكن فهمه إلا من قِبل الآخرين الفريدين أو المؤسسات الرفيعة.
- الإعجاب المفرط بنفسه.
- شعور بالاستحقاق.
- استغلال الآخرين.
- افتقار التعاطف.
- الغيرة أو الاعتقاد بأن الآخرين يغارون منه.
- سلوك متعجرف ومغرور.
طرق علاج النرجسية
يمكن أن يكون علاج اضطراب الشخصية النرجسية تحديًا، ولكنه قد يكون فعالًا في كثير من الحالات. تشمل أساليب العلاج:
العلاج النفسي الداعم الذي يتضمن تقنيات الديناميكيات النفسية السلوكية والمعرفية، وغالبًا ما يترافق مع الأدوية النفسية.
أيضًا، قد تشمل العلاج:
- علاجات نفسية منظمة.
- العلاج القائم على الوعي.
- تدريس المرضى التأمل الذاتي.
- العلاج النفسي الذي يركز على التحويل.
- تحديد أهداف العلاج وإبرام عقد علاج بين المعالج والمريض.
- استخدام العلاج السلوكي المعرفي، ونظرية التعلق، والعلاج النفسي الديناميكي لتعزيز الرؤى الإيجابية عن الذات والآخرين.
- يمكن استخدام العلاج السلوكي الجدلي، الذي يجمع بين العلاج الفردي والعلاج الجماعي.
- قد تُستخدم الأدوية لعلاج اضطراب الشخصية النرجسية، خاصة في الحالات الشديدة أو حيث توجد مخاطر على الذات أو الآخرين، وكذلك لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى.
الشخصية النرجسية السيكوباتية
- سريريًا، يُعتبر الأشخاص السيكوباتيون من الذين يظهرون سمات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، حيث يظهرون تجاهلًا لحقوق ومشاعر الآخرين.
- بعضهم قد يشعر بالحزن بسبب تصرفات لا يمكنهم التحكم بها، مما يزيد من عزلتهم عن الآخرين.
- يواجه السيكوباتيون العنيفون خطر تعزيز الاضطراب تجاه أنفسهم بنفس القدر تجاه الآخرين.
- يتعرض العديد من السيكوباتيين للموت العنيف بعد فترة قصيرة من الخروج من العلاج، بسبب تصرفاتهم الخطرة، مثل القيادة بسرعة أو الانخراط في مواقف متهورة.