فهم الفلسفة الوجودية وفقًا لتعاليم سارتر

تتطلب الفلسفة الوجودية كما قدمها جان بول سارتر فهمًا عميقًا لما تعنيه هذه الفلسفة من وجهة نظره، إلى جانب المبادئ التي تستند إليها.

ما هي الوجودية؟

  • تعتبر الوجودية مدرسة فلسفية تركز على الإنسان ككائن فردي، مستخدمة التفكير والشعور والفعل، مما يعكس تعقيد الحياة الإنسانية.
  • ارتبطت الوجودية بشكل رئيسي بفلاسفة أوروبيين من القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث تميزت بتنوع الآراء والأفكار بالرغم من المبدأ الفلسفي المشترك.
  • تدور القيمة الجوهرية في الفكر الوجودي حول مفهوم الحرية، حيث تمثل الأصالة أحد الأسس الفلسفية التي ينطلق منها الوجوديون.
  • ملاذ الفرد يبدأ من “الموقف الوجودي”، والذي يعكس شعوره بالقلق أو الارتباك تجاه عالم غير حساس أو ذو معني.
  • يعتبر سورين كيركغور عادةً كأول فيلسوف وجودي، على الرغم من عدم استخدامه لكلمة “الوجودية” في كتاباته.
  • افترض كيركغور أن على كل فرد مسؤولية إيجاد معنى لوجوده بنفسه، دون الاعتماد على الدين أو المجتمع.
  • انتشر الفكر الوجودي بعد الحرب العالمية الثانية، وتأثر سارتر بشكل ملحوظ بأعمال مارتن هايدغر بينما كان كذلك في معسكرات الاعتقال.
  • تأثرت مجالات شتى بالفكر الوجودي، بما في ذلك الفلسفة وعلم النفس والأدب والفن.

جان بول سارتر

  • سارتر هو روائي وكاتب مسرحي وفيلسوف وناشط سياسي فرنسي. اشتهر بمؤلفاته المتنوعة، فضلًا عن نشاطه السياسي في اليسار المتطرف.
  • قام سارتر بإعادة تفسير الفلسفة المسيحية الوجودية بواسطة أفكاره المستمدة من سورين كيركغور، محوّلًا إياها إلى نظام فلسفي يؤكد على حرية الإنسان.

كيفية تغيير سارتر لمفاهيم الوجودية؟

  • قدم سارتر محاضرة بعنوان “الوجودية هي الإنسانية” في عام 1946، حيث أثرت على الكثير من المفاهيم التقليدية، مكونةً بنيان الوجودية الحديثة.
  • تم نشر هذه المحاضرة في كتاب يحمل نفس الاسم، حيث بدأ بتعريف الوجودية من خلال مفهومين رئيسيين.

1- المبدأ الأول: الوجود يسبق الماهية

  • تعبر هذه الجملة عن جوهر تفكير سارتر، لكن ما معناه؟
  • عندما تفكر في كتاب، تدرك أن وجوده إنما يكون لأن شخصًا ما قرر أن يجمع أفكاره في كتاب.
  • وبالتالي، فإن معنى الكتاب يرتبط مباشرةً بالكاتب، مما يتضح أن وجود الكتاب مسبوق بعزيمة الكاتب ورؤيته له.
  • سمح سارتر بتطبيق هذا المبدأ على البشر، إذ أن وجود الشخص يأتي قبل أي تعريف أو معنى للحياة، مما يسهل الوصول لفهمه.
  • قام سارتر في محاضراته بشرح كيف يولد الإنسان بدون خيارات مسبقة، ويتفاعل مع التحديات ليكتشف معنى وجوده.
  • من وجهة نظره، لا يمكن تطبيق مفهوم الماهية الخاصة بالأشياء والآلات على طبيعة الإنسان لتعقيدها.

لماذا كانت الجملة “الوجود يسبق الماهية” مؤثرة جدًا؟

  • تطرح هذه الجملة تساؤلات أساسية عن معنى كوننا بشرًا، وكيف نفرق بين الإنسان والحيوانات والأشياء منذ بداية الوعي.
  • غالبًا ما كانت الإجابات ترتكز على فرضيات حول وجود جوهر بشري مختلف عن باقي العناصر.
  • هذه الفكرة تتعارض مع مفهوم سارتر الذي نفى الحتمية أو الجوهر، مؤكداً أن الشخص ليس ملزمًا بمعنى أو قدر مسبق.
  • بدلاً من ذلك، يشير سارتر إلى أن الناس يولدون بلا غرض، وبالتالي قاعدتهم الوحيدة تتعلق بالأهمية التي يختارون خلقها لأنفسهم.

2- المبدأ الثاني: القيمة تأتي من داخل الإنسان

  • يرى سارتر أن الوجودية تقوم على افتراض أن الكائن البشري موجود أولاً، ثم يرتبط بالعالم من حوله، حيث تتشكل شخصيته.
  • بالتالي، ينبغي على الفرد أن يختار لنفسه قيمة وهدف في الحياة، حيث يمثل هذا الخيار تحديًا للإنسان.
  • ليس هناك حظ أو قدر يتحكم في هذا، بل على الفرد بناء هويته ومبادئه بنفسه، مما يتجلى في المبدأ الثاني للوجودية.
  • بهذه الأفكار، يلخص سارتر فكره الوجودي، إذ أن غاية الإنسان وقيمته تُحددان بمبادراته الخاصة، مما يعطي معنى للحرية التي يحملها كل فرد.

الفلسفة الوجودية في كتابات سارتر

  • كان سارتر شخصية محورية في الفلسفة الوجودية، حيث تناول خلال كتاباته مفهوم الوجود وتحليلات المجتمع.
  • أكد في أحد أقواله: “الوجود ليس إلا عبثًا، والوجود الإنساني لا مبرر له في الأساس”.
  • تساؤلاته تحث القارئ على تأمل معنى الحياة في عالم يبدو عديم القيمة.
  • في قوله: “أنا أختلف عن نفسي بين الماضي والحاضر والمستقبل، أنا كوجود، يميني عدم وأمامي عدم، أنا وجود بين عدمين”.

تعريف سارتر للوجودية

  • يعتبر سارتر أن الوجودية فلسفة متفائلة تعيد الإنسان إلى موقف يؤهله لتحمل المسؤولية عن اختياراته.
  • كثير من الناس يشعرون بالقلق من هذه المسؤولية، لكن سارتر يراها كأمر ضروري للعمل والنمو الشخصي.
  • الوجودية ليست فلسفة تشاؤمية، بل تدعو الإنسان لإدارة مصيره بين يديه، مما يجعلها مليئة بالأمل.
  • التوجه الوجودي عند سارتر ينقسم إلى وجهي المسيحية والإلحاد، حيث يمثل الإلحاد البعد الذي يتبناه سارتر في كثير من كتاباته.
  • يؤكد على أن الإنسان كان موجودًا قبل وجود الرب، وهذا يبين ظهور القدر الذي يتم تحديده من خلال الإنسان نفسه.

أقوال مؤثرة لسارتر

  • تعكس أقوال سارتر فلسفاته العميقة، ويبقى صداها خالداً على مر الزمن، مما يمكّن الأجيال من الاستفادة من أفكاره.

هناك العديد من الاقتباسات الشهيرة لسارتر، ومنها:

  • الإنسان محكوم عليه أن يكون حرًّا، لأنه ذات مرة أُلقي في العالم، وهو مسؤول عن كل ما يفعل.
  • ما يهمني من المشتري؟ العدالة قضية بشرية، وليست بحاجة إلى إله لتعليمها.
  • عندما يتقاتل الأثرياء، يدفع الفقراء الثمن.
  • نحن لا نعرف ما نريد، ونحن مسؤولون عما نحن عليه، وهذه هي الحقيقة.
  • الحرية تعني اجعلها هدفك، ولكنها تتحقق عبر مساواتك مع الآخرين.
  • المعركة الخاسرة هي التي يعتقد المرء أنه فقدها.
  • علينا أن نتصرف بحذر قبل أن نشعر بأي عاطفة.
  • الإنسان مسؤول بشدة عن طبيعته واختياراته.
  • الوجود هو، الوجود بحد ذاته، الوجود هو ما هو كائن.
  • أكره الضحايا الذين يحترمون جلاديهم.
  • الجحيم هو الآخرون.
  • الحياة تبدأ من اليأس.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *