تُدَرَّس كل نظريات فيثاغورس في المدارس والجامعات ضمن تخصصات متنوعة، بدءاً من الفيزياء والرياضيات والكيمياء، وصولاً إلى العلوم الطبيعية العامة والتجريدية.
العالم فيثاغورس
وُلِدَ العالم فيثاغورس الساموسي في عام 569 قبل الميلاد في جزيرة ساموس الواقعة مقابل ساحل آسيا الصغرى، والتي تتوافق حالياً مع تركيا. المعلومات المتعلقة بحياته قليلة نسبياً، لكن يُعرف أنه تلقى تعليماً جيداً، وخاصة في القراءة والعزف على آلة القيثارة:
- كان والده، منيسارخوس، تاجراً في مدينة صور، ووالدته فيثاي من جزيرة ساموس. حصل والده على جنسية الجزيرة تقديراً لمساهمته في إحضار الذرة أثناء فترة المجاعة التي تعرضت لها.
- أمضى فيثاغورس فترة طفولته برفقة والده في أسفاره المتعددة، مما أتاح له زيارة العديد من المدن مثل إيطاليا، وتوضح المصادر أنه عاد إلى مسقط رأس والده.
- تلقى تعليمه في مجموعة من العلوم على يد الكلدانيين ورجال الثقافة والعلم في سوريا.
- درس على يد ثلاثة من أفضل الفلاسفة، وهم فيرسيديس، وتلميذه أناكسيمندر، وطاليس، مما جعله واحداً من أبرز الفلاسفة والعلماء اليونانيين في ذلك الوقت.
إنجازات فيثاغورس في الرياضيات
ابتكر فيثاغورس العديد من النظريات الرياضية بالإضافة إلى القوانين المرتبطة بها، ومن أبرزها ما يلي:
- نظرية فيثاغورس، المعروفة أيضاً باسم The Pythagorean theorem، والتي لم يكن هو من اكتشفها، بل سبقه عالم هندي يدعى بودهايانا في عام 800 قبل الميلاد، وكان البابليون والمصريون القدماء على دراية بها أيضاً.
- ومع ذلك، قام فيثاغورس بتقديم البرهان عليها وأثبت صحتها ونشرها في اليونان.
- دَرَسَ الأرقام الفردية والزوجية والمثلثات والنسب المثلثية لدعم نظريته.
- أثبت من خلال هذه النظرية أن مربع طول الضلع المقابل للزاوية القائمة، المعروف بالوتر، يساوي مجموع مربعات أطوال الضلعين الآخرين في المثلث القائم الزاوية.
- كان قد أطلق على هذا الوتر اسم C، بينما أطلق على الضلعين الآخرين A وB، حيث تمت صياغة النظرية على النحو التالي: ٣C²=A²+B².
- ساهم في تطوير الرياضيات من خلال وضع عدد من القوانين الأساسية والهامة لعلم الهندسة، واعتبرها من المسلمات والبديهيات ذات الدلالات المنطقية.
- ومن بين ذلك مبرهنة الخط المستقيم التي تفيد بأن أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم الذي يربط بينهما.
- استنتج العديد من النظريات المتعلقة بالنقاط والخطوط والزوايا والمنحنيات والمستويات، بما في ذلك نظرية مجموع الزوايا الداخلية للمثلث، التي تساوي مجموع الزاويتيْن القائمتين.
أبرز إنجازات فيثاغورس في الموسيقى
دَرَسَ فيثاغورس الموسيقى، حيث لاحظ أن جميع الأنغام المتناسقة تنتج عن اهتزاز الأوتار، وهي تعتمد على نسبة الأطوال في تلك الأوتار التي تكون أعداداً صحيحة:
- تشير بعض المصادر إلى أنه استمع للأصوات المنبعثة من السنادات الخاصة بالحدادين، فوجد أن الضرب على تلك السنادات يولد أنغامًا جميلة ومتناسقة.
- لذا قام بتخمين وجود قواعد علمية تسبب هذه التوافقات الموسيقية.
- قام بالبحث بشكل مكثف لكشف السر وراء التناغم بين الأصوات، حيث تعتمد على نسب طولية بسيطة.
- أحدها يتعلق بالنصف والثلثين من حجم السندان، وهو من الأفكار الأولى التي توصل إليها فيثاغورس لإثبات ارتباط الكون بالأعداد الصحيحة.
يمكنكم التعرف على:
إسهامات فيثاغورس في علم الفلك
ساهم فيثاغورس في تقدم علم الفلك من خلال تقديم العديد من الأفكار والمبادئ القديمة، ومنها:
- كان فيثاغورس أول من اعتقد بكروية الأرض وأنها تدور في الكون مع الكواكب والشمس.
- رأى أن الرقم 10 هو رقم سحري يرتبط بوجود 10 كواكب.
- قدم تنسيقًا خاصًا للكواكب، معتبرًا إياها منطقة متناغمة ومنسجمة تتوافق مع الأجسام الموجودة فيها وفقاً لقواعد منطقية ورقمية.
- استنبط فكرة ميل مدار القمر تجاه خط استواء الكرة الأرضية.
- يُعتبر واحداً من أول العلماء الذين قالوا إن كوكب الزهرة هو النجم المرتبط بالصباح والمساء، وقد ربط طبيعة الكون بالأرقام ودرس ذلك بتمعن من منظور علم الرياضيات.
تأسيس الأخوية الفيثاغورسية
أسس فيثاغورس الأخوية الفيثاغورسية التي صاغت المبادئ التي أثرت في معتقدات أرسطو وأفلاطون، على الرغم من أنها كانت تحمل نزعات دينية. من خلال هذه الأخوية، كتب العديد من المبادئ، والتي تتضمن:
- مبادئ التطوير في علم الرياضيات، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير هذا العلم، بالرغم من عدم وجود كتب تحمل اسمه، بينما توجد كتب للعلماء اليونانيين الذين جاؤوا بعده موثقة لاكتشافاتهم.
- تطوير علم الفلسفة المنطقية في الغرب.
- استخدم أسلوب التشفير نظراً لشخصيته الغامضة لتنظيم قيادة الأبوة التي أسسها، حيث اتبع نمطاً يجمع بين العلم والدين.
- تعرضت الأخوية للاضطهاد عام 508 قبل الميلاد، مما اضطره للفرار إلى ميتابونتوم.
- نُسب إليه تعريفات خاصة لبعض المصطلحات، مثل “الفلسفة” التي شرحها بمعنى حب الحكمة، و”الرياضيات” التي وصفها بأنها الأنظمة التي تُستخدم للاستفادة منها.
وفاة فيثاغورس الساموسي
تباينت الروايات حول تاريخ وفاة فيثاغورس، إذ ذُكِرَ في العديد من المراجع أنه عاش مئة عام، وتوفي عام 480 قبل الميلاد، قيل إنه عاش من 570 حتى 490 قبل الميلاد، وقد قيل أنه انتحر.