الفرق بين القلق المرضي والقلق الطبيعي

لا يمكن إنكار أن القلق الشعوري قد يتعرض له الإنسان من حين لآخر، حيث تكثر المواقف في حياتنا التي تستدعي إحساسنا بالقلق. يتفاوت هذا الشعور من موقف لآخر، اعتمادًا على أهمية الموقف وتأثيره على حياتنا.

القلق، في سياق الطب النفسي، يعتبر شعورًا مقبولًا من حين لآخر، لكن عندما يتجاوز شخص ما الحدود الطبيعية للسلوك، يُمكن تصنيفه كسلوك مرضي.

ما هو مفهوم القلق الطبيعي؟

القلق الطبيعي هو رد فعل إنساني يظهر نتيجة موقف يجلب التوتر أو الحاجة إلى الانتظار لخبر مهم في الحياة الاجتماعية أو المهنية. يُعتبر هذا النوع من القلق شيئًا طبيعيًا وسهل التكيف معه. في الواقع، يُمكن أن يوفر لنا دافعًا يحفّزنا لأداء المهام بشكل جيد، حتى لا يتكرر هذا الشعور بالقلق.

هناك العديد من المواقف الشائعة التي يُعتبر القلق فيها أمرًا طبيعيًا، مثل:

  • انتظار نتائج الثانوية العامة، حيث يُعتبر القلق في هذا الموقف أمرًا شائعًا.
  • تقديم طلب عمل، مما يثير شعور القلق المرتبط بمستقبل الشخص.
  • مرض شخص قريب، مما يولّد مشاعر القلق والخوف.
  • الخوف من فقدان أحد أفراد الأسرة، وهو شعور طبيعي.
  • انتظار مولود جديد، والذي يستتبع القلق حتى يتم تأكيد صحته.

كل هذه المواقف تُعتبر استجابات طبيعية يُظهرها الإنسان السوي، بينما من غير الطبيعي عدم الشعور بالقلق في مثل هذه الحالات.

هذا الشعور يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، فهو يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، ويمنحنا قدرة على الحماية والدفاع عن أنفسنا وأحبائنا.

ما هو القلق المرضي؟

عندما يتجاوز الشخص الحدود الطبيعية للسلوك، يتسبب ذلك في ردود أفعال متطرفة قد تُعاني الشخص من مشاكل جسيمة، مثل الأمراض النفسية الخطيرة.

هناك عدة أنواع من الاضطرابات التي ترتبط بالقلق المرضي، منها:

اضطراب تكيف الشخص

  • حيث يبدأ الشخص بالمعاناة من القلق المرضي عندما يجد صعوبة في التكيف مع محيطه، مما يؤدي إلى التوتر والعصبية عند مواجهة صدمة عاطفية أو انفصال.

اضطراب القلق العام

  • يُعتبر أحد أكثر أشكال القلق شيوعًا، حيث يُصيب حوالي خمسة بالمائة من السكان. تتساوى نسب الإصابة بين الجنسين تقريبا.
  • تظهر الأعراض من خلال عدم القدرة على التحكم في المشاعر، وسرعة في التنقل بين المشاعر، مما يسبب الانتظار المترقب للأحداث واضطرابات النوم.

اضطراب الهلع

  • يميل هذا النوع من القلق لأن يكون أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال.
  • يتجلى عن طريق نوبات هلع شديدة عند التعرض لأماكن مفتوحة بين حشد من الأشخاص الغرباء.

الأعراض تشمل:

  • زيادة سرعة نبضات القلب.
  • التعرق المفرط.
  • الإحساس بالاختناق.
  • الشعور بألم في البطن والصدر.
  • التنميل في الأطراف.

ما هي أعراض القلق المرضي وأسبابها؟

من الأعراض التي تشير إلى القلق المرضي:

  • صداع مزمن.
  • عصبية مبالغ فيها.
  • تشتت الانتباه.
  • شعور مزمن بالتعب.
  • عدم القدرة على تحمل السلوكيات البسيطة للآخرين.
  • اضطرابات النوم.
  • آلام في البطن قد تؤدي للإسهال.
  • شعور بالارتعاش.
  • دوار أو شعور بالإغماء.

ما هي الأسباب الشائعة للقلق المرضي؟

  • التعرض لمواقف صعبة في مراحل الطفولة.
  • ضغوط نفسية ومالية غير محتملة.
  • مشكلات صحية جسدية مستمرة.
  • عدم الاستقرار الأسري.
  • قد يكون هناك عامل وراثي.

كيف يؤثر القلق المرضي على الصحة العامة؟

  • تزايد الشعور بالدوار وآلام الرأس والاكتئاب.
  • زيادة في ضربات القلب وقد تصل لمشاكل قلبية خطيرة.
  • آلام في الجهاز الهضمي.
  • احتمالية الإصابة بالاكتئاب الحاد.
  • ارتفاع ضغط الدم وصعوبة التنفس.
  • عدم القدرة على النوم مما يزيد من الأعراض.
  • يمكن أن يؤدي إلى الجلطات بسبب التوتر المستمر.

ما هي طرق علاج القلق المرضي؟

تُعتبر العلاجات السلوكية المعرفية فعالة في معالجة القلق المرضي. في بعض الحالات الحادة، يمكن للأطباء وصف الأدوية. والعلاجات السلوكية تشمل:

التعود على مسببات القلق

  • مواجهة البيئة التي تسبب القلق بشكل متعمد والتأقلم معها.

ممارسة التمارين الرياضية

  • تساعد التمارين المنتظمة على تخفيف الضغوط النفسية وتحسين الاسترخاء.

تنظيم التنفس

  • التنفس الهادئ يمكن أن يُساعد على تخفيف حدة نوبات القلق.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *