تُعَد الحجامة إحدى أشكال الطب البديل التي تمتد جذورها إلى العصور القديمة، وهي تُعتبر من السنن النبوية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتتم العملية عن طريق وضع مجموعة من الكؤوس بشكل مقلوب على سطح الجلد.
ينتج عن هذا الإجراء ضغط قوي يسحب الجلد في تلك المنطقة، مما يوفر العديد من الفوائد الصحية. من أبرز هذه الفوائد هو تقليل آلام الشد العضلي وتعزيز عملية شفاء الخلايا وإصلاحها.
الاستحمام بعد الحجامة الجافة
يبدي العديد من الأشخاص اهتمامًا بشأن مشروعية الاستحمام عقب الحجامة؛ حيث يوجد اختلافات في الآراء بين المذاهب المختلفة بهذا الخصوص، وهذه هي وجهات النظر المتنوعة:
آراء الشافعية حول الاستحمام بعد الحجامة:
يرى بعض أئمة الشافعية أن الغسل والدخول إلى الحمام بعد الحجامة أمر مستحب، وقد نص على ذلك الشافعي في كتب قديمة. وقد أقر ذلك أيضًا العديد من العلماء مثل ابن القاص والقفال، بينما عارضه البعض الآخر، إلا أن الغزالي ذكر ذلك في مصنفاته وأكد على الغسل.
الآراء الحنبلية بشأن الاستحمام بعد الحجامة:
تنص الآراء الصحيحة في مذهب الحنابلة على أن الاستحمام غير مستحب. في كتاب “الإنصاف” للمرداوي، الذي يعتبر مؤلفًا حنبليًا، تم الإشارة إلى أن من الأغسال المستحبة يُعَد الغسل بعد الحجامة أحدها، لكن ثمة آراء مختلفة متعلقة بموقف الغسل.
الاستحمام بعد الحجامة وفقًا للحنفية:
يرى أئمة الحنفية أنه يُستحب الغسل بعد الحجامة. وقد ورد في كتاب “فتح القدير” لابن الهمام أن من الأغسال المستحبة تشمل الغسل بعد الحجامة، والذي يعود جزئياً إلى اختلاف الآراء حول هذا الموضوع.
الاستحمام بعد الحجامة عند المالكية
- لا يُعتبر الغسل بعد الحجامة أمرًا ضروريًا في مذهب المالكية، بل يكفي غسل موضع الحجامة فقط. في كتاب “منح الجليل” يُشير المالكية إلى أن موضع الألم في الحجامة يُعفى عنه حتى يتم الشفاء.
- تناقش بعض المصادر الحديث الذي يتحدث عن ضرورة غسل الحجامة، مثل حديث عائشة، والذي قد يعتبر ضعيفًا وفقًا لبعض العلماء.
- قدم الصنعاني شرحًا للحديث الذي يُشير إلى أهمية الغسل بعد الحجامة، لكنه أضاف أن الأمر يتعلق بالنية.
نظرة المالكية في موضوع الاستحمام بعد الحجامة
- بينما يختلف الحكم حول غسل يوم الجمعة، ينظر المالكية إلى الغسل بعد الحجامة كمسألة سنية، كما استندوا إلى بعض الأحاديث في هذا السياق.
- لذا، يُفضل ألا يكون الغسل بعد الحجامة أمرًا واجبًا بل مستحبًا وفق رأي بعض العلماء، وفي العموم، فإن الحجامة لا تنقض الوضوء حسب غالب الآراء.
نصائح يجب اتباعها بعد الحجامة
توجد مجموعة من النصائح التي يُفضل اتباعها بعد إجراء الحجامة، وهي كما يلي:
- الامتناع عن التدخين لمدة 12 ساعة بعد الحجامة.
- تجنب ممارسة أي نشاط رياضي أو أعمال شاقة لمدة 24 ساعة.
- الابتعاد عن تناول أنواع معينة من الطعام مثل السمك، الأطعمة المملحة والحارة، والبيض، فضلاً عن منتجات الألبان.
- يُفضل الاستحمام بعد 12 ساعة، مع غسل موضع الحجامة بالماء فقط وتجنب استخدام الصابون.
- ينبغي على الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب أو الصرع استشارة طبيب مختص قبل البدء بالحجامة.
- من المطلوب أيضًا الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة 12 ساعة بعد إجراء الحجامة.
- يُفضل الاسترخاء النفسي والتفكير الإيجابي قبل الخضوع للحجامة.
- يُنصح بمراجعة الطبيب في حالات وجود آلام شديدة بعد الحجامة.
- إذا ظهرت أي تورمات أو آلام مكان الحجامة، يمكن استخدام كمادات الثلج على الموضع أو تطبيق الكركم.
- في حال استمرار الألم، ينصح بالاتصال بالطبيب.
- الأعراض مثل خفقان القلب أو الصداع قد تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، وإن استمرت الآلام ينصح بزيارة طبيب مختص.
نصائح يجب الابتعاد عنها قبل الحجامة
- تجنب التدخين خلال 12 ساعة التي تسبق الحجامة.
- يُنصح بتناول كميات كافية من العسل المخفف أو شرب عصير الرمان قبل ساعة من الحجامة.
- تجنب إجراء الحجامة على معدة فارغة، بل يُفضل تناول الطعام قبل الحجامة بساعتين.
- من المحبذ إجراء الحجامة مع أطباء ذوي خبرة.
- تجنب الأطعمة الباردة والبيض والسمك ومنتجات الألبان قبل ثماني ساعات من إجراء الحجامة.
- يجب على النساء تجنب الحجامة أثناء فترة الدورة الشهرية.
- يجب أن يُحدد الطبيب المختص موعد الحجامة حسب الحالة المزاجية والظروف الصحية للشخص.
- ليلزم القارئ تلاوة الدعاء المخصص للحجامة وطلب المعونة من الله قبل البدء بالإجراء.
