أين وُلِد معاذ بن جبل
يُعَد معاذ بن جبل من الأئمة والعلماء البارزين، وكنيته أبو عبد الرحمن، وهو أحد الصحابة الكرام للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وُلِد في المدينة المنورة قبل الهجرة بحوالي ثمانية عشر عاماً، بينما تُشير بعض المصادر الأخرى إلى أنه وُلِد بعد عشرين عاماً، وكان من قبيلة الخزرج. اعتنق الإسلام في عمر الثامنة عشرة، وبرزت شخصيته بفضل زهده وتقوى إيمانه وكرمه.
يرجع البعض أصول معاذ بن جبل إلى بني سلمة بن سعد بن علي، في حين يذهب آخرون إلى أنه ينتمي إلى بني أدي بن سعد، أخي سلمة بن سعد بن الخزرج. مع ذلك، لم يبقَ أحد من بني أدي سوى عبد الرحمن بن معاذ بن جبل، الذي وافته المنية بسبب الطاعون الذي ضرب بلاد الشام.
مكانة معاذ بن جبل
تحظى شخصية معاذ بن جبل بمكانة سامية عند الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسنسلط الضوء على بعض ما جاء في السنة النبوية بخصوص مكانته:
- (أرْحَمُ أُمَّتي أبو بَكْرٍ، وأشَدُّها في دينِ اللهِ عُمَرُ، وأصْدَقُها حياءً عُثمانُ، وأعلَمُها بالحَلالِ والحَرامِ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ، وأقرَؤُها لِكِتابِ اللهِ أُبَيٌّ، وأعلَمُها بالفَرائضِ زَيدُ بنُ ثابِتٍ، ولكلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ).
- (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخذ بيده وقال: يا معاذُ، واللهِ إني لأُحبُّك، فأوصيك لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ تقول: اللهمَّ أعِنِّي على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك).
- (اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيٍّ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ).
شهد معاذ بن جبل العديد من الغزوات مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد عيّن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- معاذ قاضياً بعد غزوة تبوك ليتولى شؤون الجند في اليمن، وكان في تلك الفترة يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً. وقد كان له دور بارز في تعليم الناس أحكام الإسلام والقرآن، كما حكم بينهم في مختلف القضايا. وكان لديه ولدان أحدهما عبد الرحمن، والآخر لم يتم ذكر اسمه، بالإضافة إلى ابنة تُدعى أم عبد الله.
وفاة معاذ بن جبل
تأثر أبو عبيدة عامر بن الجراح بوباء الطاعون في عمواس، وهي قرية صغيرة تقع بين الرملة وبيت المقدس في فلسطين، ومن هناك بدأ انتشار الطاعون. قام أبو عبيدة بتعيين معاذ بن جبل كخليفة له على الناس، ولكن الطاعون أصاب أبناء معاذ وزوجتيه، كما طاله هذا الوباء. بدأ المرض في إصبعه وانتشر فيما بعد في جسده.
لذا فقد قضى معاذ وعائلته وعدد من الصحابة في طاعون عمواس في السنة الثامنة عشرة من الهجرة، في منطقة غور الأردن، حيث وُوري جثمانه الثرى في الأردن. اختُلف في عمر معاذ لحظة وفاته؛ حيث يُعتقد أن البعض يقول إنه تُوفي وهو في الثامنة والثلاثين، بينما يرى آخرون أنه تُوفي في الثالثة والأربعين من عمره.
