أهمية دراسة علم الدلالة
تحظى دراسة علم الدلالة بأهمية بالغة ترتبط بشكل أساسي بالدور الحيوي الذي يؤديه هذا العلم. ويمكن تلخيص أبرز النقاط المتعلقة بأهميته كما يلي:
- تعتبر الألفاظ أحد العناصر الأساسية للدلالة، لذا ينبغي على الباحثين التركيز عليها في دراساتهم المتعلقة باللفظ ومعناه.
- فهم المعنى يؤدي إلى فهم طبيعة اللغة، حيث يلعب المعنى دورًا محوريًا في تطبيقات علوم اللغة والتحليل اللغوي.
- تنبع أهمية المعنى من ارتباط الألفاظ بالتفكير، وهو ما يكتسب أهمية خاصة في بعض العلوم الإنسانية الأخرى مثل الفلسفة وعلم النفس.
- ترتبط دلالة اللفظ بجوانب مختلفة من الحياة والتواصل بين الأفراد، حيث إن أي خلل في فهم دلالة اللفظ قد يؤدي إلى صعوبات في التواصل بينهم.
- تمثل الكلمة تعبيرًا عن معناها، وهو ما يشكل جوهر علم الدلالة، بمعنى فهم المعنى المقصود للكلمة، أي معرفة الروح التي تحملها الألفاظ، كما يُقال: الألفاظ أجساد والدلالات أرواح.
تعريف علم الدلالة
يُعرَّف علم الدلالة بأنه العلم الذي يركز على جانب المعنى. تنقسم اللغة إلى لفظ ومعنى، أو دال ومدلول، أو شكل ومضمون. في حين أن اللفظ قد حظي باهتمام الدراسات اللغوية عبر العصور، حيث نشأت حوله علوم عدة مثل النحو والصرف والاشتقاق والأسلوب والصوتيات، فإن المعنى الذي يُعتبر نصف اللغة قد جذب أيضًا اهتمام العلماء، مما أدى إلى نشوء علم الدلالة كفرع مستقل.
تتنوع المصطلحات التي تشير إلى علم الدلالة، ومن أبرزها: علم المعنى، علم معاني الألفاظ، علم دراسة المعنى، أو هو الفرع من علوم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى، أو الفرع الذي يهتم بدراسة الشروط التي يجب توفرها في الرمز لتمكينه من نقل المعنى.
إلا أن الدلالة ليست كما قد يتبادر للذهن من المفهوم الأولي بأنها المعنى القاموسي أو المعجمي. بل تتنوع لتشمل وجوهًا أخرى عديدة.
أسباب ظهور علم الدلالة
تعود أسباب ظهور علم الدلالة إلى حاجة علماء اللغة إلى دراسة العلاقة بين الكلمة واللفظ والمعنى، وكذلك العلاقة بين الألفاظ المفردة والألفاظ المركبة في سياق جملة واحدة. ويسعى هذا العلم إلى بيان تأثير اللفظ على السياق، من خلال اختلاف البيئات والسياقات التي يُستخدم فيها، بالإضافة إلى محاولة فهم الضوابط العامة التي تحدد هذه العلاقة.
يُعتبر علم الدلالة بمثابة الهدف الذي تسعى إليه الدراسات النحوية والصرفية والمعجمية والصوتية، وهو يُشكل القيمة القائم عليها لتلك الدراسات. ومن هذا المنطلق، تتضح أهمية هذا العلم، حيث يتمتع بسعة الدلالات والمعاني التي تعبر عنها اللغة بين أفرادها.
أقسام علم الدلالة
رغم أن لكل كلمة دلالتها الخاصة في اللغة، فإن ترتيب الكلمات في الجملة يوفر نوعًا من الترابط، مما يساهم في تشكيل المعنى المطلوب من الجملة الكاملة. ولا يصل المعنى المقصود إلا عندما يتعرف المتلقي على هذه الدلالات.
تنقسم الدلالات إلى أربعة أقسام رئيسية كما يلي:
- الدلالة الصوتية
وهي دراسة الأساليب وطرق نطق الحروف، حيث يختلف معنى الكلمة بناءً على نبرة الصوت عند نطقها.
- الدلالة الصرفية
وهي دراسة تهتم بصيغة الكلمة وبنيتها أو تصريفها.
- الدلالة النحوية
وهي دراسة تتناول كيفية تنظيم الكلمات في الجملة أو ترتيبها لضمان عدم اختلال أو اضطراب المعنى.
- الدلالة المعجمية أو الاجتماعية
وهي دراسة المعاني الخاصة بالكلمة، سواء تلك المعروفة في المعاجم أو المتعارف عليها بين الناس بشكل عام. لذا يجب على كل كاتب باللغة العربية أن يأخذ في اعتباره تطبيق هذه الأقسام الأربعة عند صياغة الجملة ليتمكن من نقل المعنى بشكل واضح ومترابط.