إستراتيجيات تحقيق الأمان الاجتماعي

فهم الأمن الاجتماعي

يمكن النظر إلى الأمن الاجتماعي على أنه الإحساس بالأمان الذي يشعر به الأفراد ضمن مختلف البيئات المجتمعية، سواء كانت في المنزل، أو في الشارع، أو في العمل. يتيح الأمن الاجتماعي للأفراد ممارسة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية بدون خوف من مخاطر أو اضطرابات قد تهدد سلامتهم. يلعب كل فرد في المجتمع، سواء كان مواطناً أو مقيماً، صغيراً أو كبيراً، دوراً حيوياً في تعزيز هذا الأمن.

كما يهدف الأمن الاجتماعي إلى نشر مفهوم العمل المجتمعي الذي يسهم في تقليل التهديدات السلوكية الإجرامية والأعمال المعادية للمجتمع، والتي قد تؤثر سلبًا على أمان المجتمع. ومن ثم، يسعى الأمن الاجتماعي إلى خفض معدلات الجرائم بقدر الإمكان، مما يساهم في تقليل مشاعر الخوف والقلق من حدوثها.

عناصر الأمن الاجتماعي

يعتمد الأمن الاجتماعي على مجموعة من العناصر الأساسية التي تشكل جوهره، وتتمثل هذه العناصر في:

  • **سيادة القانون**

عندما تسود سيادة القانون، ينتشر الشعور بالاطمئنان بين الأفراد، مما يجعلهم يشعرون بالأمان من أي تجاوزات أو مخاطر قد تعيق حياتهم أو تؤثر على ممتلكاتهم. يمكن ملاحظة هذا التأثير بشكل واضح في المجتمعات التي يسود فيها القانون، حيث تكون أكثر أماناً واستقراراً.

  • **التكافل الاجتماعي**

ينبغي أن يشعر الأفراد بالحب والتعاطف تجاه بعضهم البعض، مما يساهم في تحقيق الأمن والطمأنينة بين أفراد المجتمع. فالمجتمع المتماسك الذي يعبر عن التكافل يختلف عن المجتمع الذي يعاني من التفكك، والذي يفتقر إلى الأمان.

  • **التعايش السلمي**

ويقصد بذلك شعور كل فرد بأنه لا يعيش في عزلة، بل ينتمي إلى المجتمع كله، مستندا إلى قيم إنسانية توحد أفراد المجتمع وتجعلهم يعيشون ككتلة واحدة.

  • **التسامح ونبذ العنف**

المجتمع الذي يعزز قيم التسامح يرفض العنف، مما يسهم في تعزيز الأمن وحمايته.

  • **التعاون الاقتصادي**

يعبر اقتصاد أي بلد عن معايير ازدهاره وتقدمه، ويحقق التعاون الاقتصادي بين الأفراد استقراراً أمنياً ملحوظاً.

  • **المشاركة المجتمعية**

يساهم النظام السياسي الذي يشجع على مشاركة أكبر عدد من المواطنين في تعزيز الأمن الاجتماعي، حيث يستطيع النظام الذي يعتمد على إرادة الأكثرية تلبيه احتياجاتهم وتحقيق سعادتهم.

  • **الإحساس بالمسؤولية**

الفرد الذي يمتلك حس المسؤولية تجاه أسرته ومجتمعه، أو حتى تجاه الطبيعة من حوله، يزداد وعيه بالمخاطر. عندما تنتشر هذه القيمة في المجتمع، تعزز من أمانه واستقراره.

  • **الانتماء الوطني**

يشكل الانتماء للوطن ركيزة أساسية في الحياة الاجتماعية، مما يزيد من شعور الأفراد بأن وطنهم هو منزلهم، وبالتالي يسعى لحمايته والحفاظ على أمنه.

أهداف الأمن الاجتماعي

تتضمن أهداف الأمن الاجتماعي أربع مجالات رئيسية يمكن توضيحها كما يلي:

البعد السياسي

تهدف الرؤية السياسية للأمن الاجتماعي إلى الحفاظ على الكيان السياسي للدولة، وتحقيق أعلى مستويات الأمان والاستقرار، مع حماية المصالح السياسية العليا للدولة، واحترام الرموز الوطنية. كما تسعى لتوفير حرية التعبير وفقاً للقوانين التي تكفل العدالة والمساواة.

البعد الاقتصادي

يدعم الأمن الاجتماعي البعد الاقتصادي من خلال تحسين مستوى المعيشة عبر تلبية الاحتياجات الأساسية، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة، بالإضافة إلى مكافحة الفقر وتوفير فرص العمل، وتطوير البرامج التعليمية والتدريبية التي تنمي المهارات. كما يدعم الحق في العمل الحر وفق الأنظمة القانونية الحالية مع تحسين البنية التحتية في مختلف المجالات.

البعد الاجتماعي

يرتكز الأمن الاجتماعي في بعده الاجتماعي على تعزيز الشعور بالأمان للمواطنين، مما يزيد من انتمائهم لوطنهم ووعيهم بإنجازاته. هذا البعد يتضمن أيضاً احترام التراث الوطني وفهم قيمه الثقافية، وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني لاكتشاف ودعم المواهب والطاقات المبدعة، وتعزيز العمل التطوعي.

علاوة على ذلك، يراعي الأمن الاجتماعي الفئات المهمشة ويعمل على تحقيق العدالة لهم، وضمان الأمان في الأسرة والحفاظ على الصحّة المجتمعية.

البعد النفسي (المعتقدات والقيم)

يسعى الأمن الاجتماعي في بعده النفسي إلى احترام المعتقدات الدينية كجزءٍ أساسي من وحدة الأمة. كما يضمن حق الأقليات في معتقداتها، ويشجع الإبداع الفكري، مع السعي للحفاظ على العادات والقيم الإيجابية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *