موقع وفاة خالد بن الوليد
توفي خالد بن الوليد في السنة الحادية والعشرين للهجرة، وذلك في مدينة حمص السورية، كما ذكر ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية”، وهي المعلومة التي أصبحت مشهورة بين المؤرخين. ومع ذلك، طرح بعض العلماء فرضية أخرى تشير إلى أن وفاة خالد كانت في المدينة المنورة، وبالتالي دُفن فيها.
قبل وفاته، لم يكن خالد راضياً بفكرة أن يموت بهذه الطريقة؛ فقد شارك في العديد من المعارك، والتي تعرض خلالها لعدد كبير من الطعنات والضربات، حتى أصبح جسمه مليئاً بالجراح. على الرغم من ذلك، لم يُكتب له الشهادة التي كان يتمناها.
التعريف بخالد بن الوليد
خالد بن الوليد يُعتبر من أبرز الصحابة الذين تركوا أثراً كبيراً في تاريخ الإسلام وتوسعه. وفيما يلي بعض المعلومات الهامة عن هذا الصحابي الجليل:
اسمه ولقبه
اسمه الكامل هو خالد بن الوليد بن المُغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهو قريشي من قبيلة المخروم. يُعرف بلقب “أبو سليمان” وأطلق عليه أيضاً “سيف الله المسلول”.
كان يتمتع بمهارات بارزة في التخطيط العسكري وقيادة الجيوش، وجسدت ذلك في حملاته الشهيرة خلال حروب الردة وفتح العراق وبلاد الشام. مما يميز خالد أنه لم يُهزم في أي معركة خاضها، مما يُضيفه إلى قائمة القادة الذين لم يعرفوا الهزيمة.
نشأته
وُلد خالد بن الوليد تقريباً في عام 580 ميلادي في مكة المكرمة لعائلة من أشراف قريش. ووفقاً للتقاليد القريشية، أُرسل إلى الصحراء لأجل التربية على يد إحدى المُرضعات، وعاد إلى أهله في العام السادس له.
خلال شبابه، تعلم الفروسية، وهي مهارة أساسية يجب أن يتمتع بها أبناء الأشراف. وبرزت في شخصيته صفات القائد مثل القوة، الشجاعة، الإقدام، والقدرة على الحركة بسهولة، بالإضافة إلى مهارته الفائقة في المبارزات.
إسلامه
في العام السادس للهجرة، توجه المسلمون إلى مكة لأداء العمرة، وكانت قريش قد أبرمت اتفاقية صلح الحديبية في ذلك الوقت. قام الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – بإرسال الوليد بن الوليد للحديث مع أخيه خالد، الذي كان لا يزال يجهل دين الإسلام. أجرى الوليد حديثاً مثيراً مع أخيه خالد غذى إسلامه.
تأثر خالد بشدة بكلمات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتوجه مع عثمان بن طلحة إلى يثرب، وفي طريقهم التقوا بعمرو بن العاص، الذي كان أيضاً مهاجراً ليعلن إسلامه. دخلوا يثرب معاً مُعلنِين إسلامهم في العام الثامن للهجرة، بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة.