مدينة الفسطاط: أول عاصمة إسلامية في مصر
تُعتبَر مدينة الفسطاط أول عاصمة تُقام في مصر خلال الحقبة الإسلامية، وتأتي في المرتبة الثالثة بين المدن الإسلامية بعد البصرة والكوفة. تأسست المدينة في عام 21 هجريًا بواسطة الصحابي عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. تقع الفسطاط في شمال شرق ساحل النيل، ويتميز مناخها بشبه صحراوي، حيث يكون الطقس حارًا خلال النهار وباردًا في الليل، مع ندرة في تساقط الأمطار.
تاريخ إنشاء مدينة الفسطاط
كان لعمرو بن العاص دور بارز في تأسيس مدينة الفسطاط، التي تمتعت بتوسع عمراني كبير وازدهار اقتصادي ملحوظ. إذ انتشرت فيها الأحياء والأزقة، وكان لعمرو بن العاص دور رئيسي في تخطيط المدينة وبنائها، حيث أسس المسجد الجامع الذي عُرِف بكبر حجمه وقيمته العالية. إضافة إلى ذلك، قام ببناء منزله الكبير بالقرب من باب المسجد، حيث كانت هناك طريق تفصل بينهما. أيضًا، أنشأ دارًا إضافية بالقرب من المنزل الرئيسي، كما شيّد حمام الفار الذي سُمّي بهذا الاسم نظرًا لحجمه الضئيل مقارنةً بالحمامات الرومانية الضخمة. ولم يقتصر إسهامه على ذلك، بل بنى أيضًا دار السلسلة لبني سهم إلى الغرب من المسجد.
أصل تسمية مدينة الفسطاط
يتعلق مصطلح “الفسطاط” بنوع من الأبنية، ويشير أيضًا إلى موقع اجتماع أهل المنطقة حول مسجد جماعتهم. لذا، يمكن اعتبار الفسطاط كمكان يُلتقي فيه الناس. كما يُعتبر الفسطاط بمثابة منزل لعمرو بن العاص، ويشير المؤرخون إلى أنه بعد فتح حصن نابليون، كان يسعى لفتح الإسكندرية ليُتم فتح مصر. ولكنه عند فتح الإسكندرية أراد الاستقرار هناك، لكن الخليفة عمر بن الخطاب نصحه باختيار موقع يسهل الوصول إليه، فاختار عمرو الملحق بحصن بابليون نظرًا لمدى قوته ومناعته. وعندما سأل أصحابه عن موقعهم القادم، أشاروا إلى العودة إلى فسطاطه حيث يمكنهم الاستفادة من الصحراء والماء.