يُعتبر الخردل من الأعشاب الهامة والتوابل الأكثر شيوعًا في إعداد الأطباق المتنوعة، ويعرف في مجال المطاعم بإسم المستردة. يتوفر بسهولة في المتاجر المتخصصة في بيع البهارات، ويأتي على شكل حبوب أو بذور.
للحصول على اللون الأصفر المميز، يتم خلط الخردل مع عصير الليمون والملح والخل، بالإضافة إلى مجموعة من المكونات الأخرى. تُعرف بذور الخردل بفوائدها الصحية العديدة التي تعزز من صحة الجسم.
هذا لأن الخردل يحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للأكسدة التي تساهم في إزالة السموم وتقليل الالتهابات.
نبات الخردل
ينتمي الخردل إلى فصيلة الكرنب، ويُعتبر نباتًا عشبيًا يصل ارتفاعه إلى ما بين متر واحد وثلاثة أمتار. يتميز موطنه الأصلي بمناخ دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ويمكن زراعته أيضًا في المناطق المعتدلة مثل السهول في كل من كندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
يُعتبر الخردل محصولًا سنويًا ينمو كل عام أو عامين، حيث يتم زراعته في فصل الربيع وحصاده خلال بدايات فصل الخريف. يتميز بوجود مركبين يحتويان على زيوت نباتية ذات طابع حاد وغازي، مما يساهم في نكهته الفريدة.
يمكن تصنيف الخردل إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الخردل الأبيض، الخردل الأسود، والخردل البني. تتوفر هذه الأنواع في شكل حبوب أو مطحونة، كما يتم استخراج زيت الخردل الذي يحمل فوائد صحية متنوعة.
تاريخ الخردل
يرجع استخدام الخردل إلى عصور ما قبل الميلاد حيث كان جزءًا من الأكلات اليونانية والرومانية، خاصة في الصلصات واللحوم والأسماك. ذُكر الخردل في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة الأنبياء، وبدأ ظهوره كمادة معروفة في فرنسا مع حلول عام 1220 م.
تأسست جمعية لصناعة الخردل هدفها تطوير الوصفات والتنظيم في هذا المجال. وضعت الجمعية قواعد صحية لتقليل المخالفات، ومع مرور الوقت شهدت صناعة الخردل تطورًا ملحوظًا وزيادة في الإنتاج.
أنواع الخردل
- تشير الدراسات إلى وجود نحو أربعين نوعًا من الخردل، لكن الأكثر شيوعًا هي الأنواع الثلاثة: الخردل البني، الخردل الأبيض، والخردل الأسود. تأتي هذه الأنواع في شكل بذور، حبوب، أو مطحونة (دقيق الخردل).
- يشار إلى الخردل البني، المعروف أيضًا بخردل الهند، بلونه الأصفر الداكن ونكهته الحارة.
- أما الخردل الأبيض، فيأتي بألوان بذوره البيضاء ويحتوي على مواد مضادة للأكسدة.
- الخردل الأسود يتميز بحبوبه السوداء القوية النكهة، والمعروفة برائحتها القوية، وقد تسبب تهيجًا عند ملامستها للجلد.
فوائد الخردل الصحية
- تتمتع بذور الخردل وزيته بالفوائد الصحية والغذائية، ويرجع ذلك إلى احتوائها على العديد من العناصر الغذائية بما في ذلك الأحماض، الفيتامينات، الألياف الطبيعية والمعادن.
- تساعد هذه العناصر الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض والعدوى. يعمل الخردل كفاتح للشهية ويخفف من الإمساك، كما يساهم في تخفيف الآلام والعديد من الفوائد الصحية الأخرى.
- زيت الخردل يساعد على تنظيم معدل ضربات القلب بفضل احتوائه على أحماض أوميجا 3، كما يقلل من التمددات التي تصيب البطين ويخفف من الألم الذي قد يمثل ضغطًا على الصدر.
- تسهم بذور الخردل في معالجة الاضطرابات التي تصيب الجهاز التنفسي مثل الكحة ونزلات البرد، حيث تساعد على فتح الجيوب الأنفية.
- كما تعالج التهابات الشعب الهوائية، ويمكن دمج زيت الخردل مع زيت الكافور لتدليك الجسم وتسهيل التنفس.
- تساعد بذور الخردل في طرد السموم المتراكمة في الجسم، حيث تحتوي على مادة الديكوتيون التي تسهم في القضاء عليها. هذا ما يساهم في تقليل الالتهابات والأمراض المرتبطة بها.
- تستخدم بذور الخردل أيضًا في علاج مرض الصدفية، ومن المعروف أنها تعزز إنزيمات داخل الجسم تساعد في القضاء على البكتيريا المسببة للمرض وتعجّل في الشفاء.
فوائد إضافية للخردل
- يساعد الخردل في معالجة التهاب الجلد التماسي، حيث يخفف من الألم والتورم ويعزز شفاء أنسجة الجلد.
- يعزز زيت الخردل من أداء الجهاز المناعي لمواجهة الجراثيم والبكتيريا المهاجمة للجهاز الهضمي والجلد.
- تساهم بذور وأوراق الخردل في تقليل مستويات الكوليسترول المرتفعة، ما يحافظ على صحة القلب.
- هذا من خلال استخدامه كمكون في النظام الغذائي، كما يعمل على تخليص المعدة من تجمع الكوليسترول.
- تحتوي بذور الخردل على السيلينيوم، وهو عنصر مهم للمغنيسيوم، ويساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل وأعراض الربو.
- تساعد أيضًا في معالجة الآلام الناتجة عن التشنجات العضلية وتخفف آلام الروماتيزم.
- تعمل بذور الخردل على الوقاية من السرطان بفضل مركباتها المفيدة التي تحمي خلايا الجسم من الأورام.
- تساعد في وقف نمو الخلايا الخبيثة دون التأثير السلبي على الخلايا السليمة.
- كذلك تُعتبر بذور الخردل فاتحًا للشهية، حيث تحسن من عملية الهضم من خلال تعزيز الإفرازات الصفراوية.
- هذا يجعل الشخص يشعر بالجوع بعد انتهاء عملية الهضم.
فوائد ماء الخردل
- يمكن استخدام ماء الخردل، على الرغم من نكهته القوية، لعلاج العديد من الالتهابات والاضطرابات.
- يجب على الأفراد الاستفادة من ماء الخردل بأقصى قدر ممكن.
- يساعد ماء الخردل في القضاء على الحازوقة، وفي حال تناول الماء الدافئ الممزوج بالخردل المطحون، ستختفي على الفور.
- يعمل تناول بذور الخردل الأبيض المطحون مع العسل والماء كملين طبيعي، يساعد على التخلص من الإمساك.
- يجب التوقف عن تناوله بمجرد الشعور بالتحسن.
- يعالج الخردل الالتهابات التي تصيب الحلق بفضل عناصره المضادة للالتهابات.
- من خلال نقع بذور الخردل في الماء الساخن واستخدامها للغرغرة، يمكن تخفيف ألم التهاب الحلق.
- تُستخدم بذور الخردل في معالجة مشاكل الشعر بفضل احتوائها على الفيتامينات والمواد الغذائية التي تقوي بصيلات الشعر وتضفي عليه اللمعان.
- تُنتج بذور الخردل مادة بيتا كاروتين التي تعزز نمو الشعر، ويمكن استخدام زيت الخردل على فروة الرأس لمدة 24 ساعة ثم غسله.
- يُساهم زيت الخردل في معالجة الصلع وتقليل تساقط الشعر، كما يقوي جذوره ويعزز من تدفق الدورة الدموية لفروة الرأس.
- يساعد زيت الخردل في الحد من انتشار الشيب ويمنح الشعر كثافة عالية.
- رغم فوائد الخردل العديدة، يمكن أن يتسبب في بعض الأضرار، حيث يحتوي على ماده سامة تُعرف بالإيسوثيوسانات الناتجة عن التعرض للحرارة أو الرطوبة.
- لذا يُنصح بتجنب الإفراط في تناول الخردل واستخدامه فقط عند الحاجة.
- من الضروري استشارة الطبيب في حال ظهور أعراض مرضية، حيث لا يُعتبر الخردل بديلاً نهائيًا للعلاج بالأدوية.
- ينبغي للأشخاص ذوي البشرة الحساسة استشارة الطبيب قبل استخدام الخردل لمعالجة الالتهابات.
- يجب تناول بذور الخردل بعد الطهي، حيث أن تناولها نيئة قد يؤثر سلبًا على أداء الغدة الدرقية.
- يُمنع نهائيًا للأشخاص المصابين بحصوات في الكلى أو المرارة تناول بذور الخردل لأنها قد تزيد الوضع سوءًا.
- يمكن أن يسبب تناول بذور الخردل بكميات كبيرة شعورًا بالغثيان والدوار، بل وقد يؤدي إلى القيء والإسهال.
- الإفراط في تناول الخردل قد يُقلل من امتصاص الكالسيوم، مما يسهل تكون الحصوات داخل الجسم.
