العلاج الطبيعي لانزلاق الغضروف القطني يعد من أهم الطرق العلاجية المتاحة. في هذا المقال، سنتحدث عن الأساليب الأكثر فعالية المستخدمة في معالجة هذه الحالة التي تؤثر على الفقرات السفلية في العمود الفقري.
تعتبر منطقة الديسك من المناطق الأكثر تعرضًا لهذا النوع من الانزلاقات، وهي حالة شائعة عادة ما تصيب الجزء السفلي من الظهر، رغم أنها يمكن أن تحدث على مدى العمود الفقري بالكامل.
العلاج الطبيعي للانزلاق الغضروفي القطني
ينتج الانزلاق الغضروفي القطني عن انزلاق الأقراص بين الفقرات القطنية، مما يسبب ضغطًا شديدًا على الحبل الشوكي والجذور العصبية. هذا الضغط يؤدي بدوره إلى تهيج الأعصاب والشعور بالألم، بالإضافة إلى التنميل الذي قد يؤثر على الأطراف السفلية.
تتعدد طرق علاج الانزلاق الغضروفي، والتي تهدف إلى تخفيف الألم والأعراض المصاحبة، ومنها ما يلي:
العلاج التحفظي
يمكن تقديم العلاج التحفظي بالاشتراك مع تناول المسكنات، مما يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعراض خلال عدة أيام. يتضمن العلاج التحفظي ما يلي:
- الاستراحة التامة لبضعة أيام حتى الشعور بالتحسن.
- تجنب الأنشطة الرياضية الشاقة والجهود البدنية التي تتطلب الانحناء.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
- الحصول على ساعات كافية من النوم، ويفضل النوم على الظهر مع المشي لبضع دقائق بين فترات النوم لتفادي تصلب العضلات.
- استخدام كمادات باردة أو دافئة على منطقة الألم، حيث تساعد الكمادات الباردة في تخفيف الألم، بينما تساعد الكمادات الدافئة في تقليل التورم والالتهابات.
العلاج بالأدوية
تتوفر العديد من الأدوية لعلاج الانزلاق الغضروفي، وتعتبر المسكنات الأكثر شيوعًا، والتي يمكن أن تخفف من الأعراض في غضون أيام قليلة. تختلف الأدوية حسب شدة الألم وحالة المريض، لذا ينبغي استشارة طبيب مختص قبل تناول أي دواء.
يمكن تصنيف مسكنات الألم إلى فئات، من تلك التي تعالج الألم الشديد إلى المسكنات المخصصة للألم البسيط والمعتدل. تتضمن المسكنات المحتملة:
- الباراسيتامول.
- النابروكسين.
- الايبوبروفين.
وفي حالات تطلبت ذلك، يمكن أن يصف الطبيب أدوية مخصصة لتخفيف الألم الناتج عن الأعصاب، مثل:
- البريجابلين.
- الجابابنتين.
- الدولوكسيتين.
في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون مباشرة في الغضروف المصاب، وقد يصف أيضًا بعض العقاقير الأفيونية أو مرخيات العضلات عند الحاجة.
العلاج الطبيعي
يعد العلاج الطبيعي من الوسائل الفعالة في تخفيف الآلام بطريقة طبيعية وفيزيائية، ويتطلب ذلك إشراف متخصص. يشمل العلاج الطبيعي:
- إجراء تمارين وأنشطة بدنية تتناسب مع الحالة الصحية للمريض.
- توصية المرضى بارتداء أحذية تدعم الظهر وتوفير الراحة أثناء المشي.
- استخدام الثلج أو الحرارة لتخفيف الألم.
- تقنيات الشد لتقليل الضغط على الأعصاب.
- استخدام النبضات الكهربائية كأحد الطرق العلاجية.
- العلاج باستخدام الأمواج فوق الصوتية.
الجراحة
في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لعلاج الانزلاق الغضروفي القطني، خصوصاً إذا لم تفد العلاجات السابقة في تخفيف الألم والالتهاب. تشمل الحالات التي تستدعي الجراحة:
- عدم تحسن الأعراض بعد تجريب كافة الخيارات العلاجية.
- ازدياد خطورة الأعراض بحيث يؤثر على القدرة على الحركة أو الوقوف.
- صعوبة السيطرة على وظائف الأمعاء والمثانة.
- الجراحة عادةً تتضمن استئصال الجزء البارز من القرص، ونادرًا ما يتم استئصال القرص بالكامل.
- يمكن للمريض طلب إجراء العملية بالمنظار لتقليل المخاطر المحتملة.
طرق تقليدية
توجد طرق تقليدية عديدة في الطب البديل تخفف من أعراض الانزلاق الغضروفي القطني، مثل التدليك والوخز بالإبر. في حين قد تنجح بعض هذه الطرق، لم تثبت فاعليتها بشكل متواصل.
مضاعفات الانزلاق الغضروفي القطني
بعد مناقشة العلاج الطبيعي، يجب أن نشير إلى المضاعفات المحتملة المرتبطة بالانزلاق الغضروفي. قد تتدهور الحالة وتنجم مشكلات خطيرة مثل متلازمة ذيل الفرس، التي تنجم عن ضغط قوي على الأعصاب.
تشمل الأعراض المحتملة الشلل النصفي، التنميل المستمر في الأطراف السفلية، وضعف القدرة الجنسية، وصعوبة السيطرة على المثانة والأمعاء.
نصائح لحماية العمود الفقري
على الرغم من أن العلاج الناجح يمكن أن يقدم نتائج مرضية، فمن الممكن أن تعاود الإصابة. لذلك، ينبغي اتباع الإرشادات التالية لحماية العمود الفقري:
- تجنب الضغط على الأعصاب أثناء ممارسة التمارين الرياضية واختيار الأنشطة المناسبة.
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية.
- الابتعاد عن التدخين.
- تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي أو الضيقة.
- الحفاظ على وزن مثالي والحد من الدهون الزائدة.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة للحفاظ على صحة الفقرات.
- التأكد من الوقوف أو الجلوس بشكل مستقيم.
- تجنب حمل الأثقال، وفي حال الحاجة، يجب تجنب الضغط على الظهر والانحناء بشكل متكرر.
