أهمية تشجيع التصدق ومساهمته في مساعدة الآخرين

تعد الصدقة من العبادات التي تحظى بتشجيع كبير من جميع الأديان السماوية، وخاصة في ديننا الإسلامي الحنيف، حيث تعتبر الصدقة نوعاً من ممارسات الإحسان يخرجها الفرد طلباً لرضا الله سبحانه وتعالى.

التشجيع على الصدقة وأثرها العظيم

أهمية الصدقة

لقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على إخراج الصدقات، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى، منها:

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “على كلِ مسلمٍ صدقة، فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة.”
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا.”
  • كما توجد العديد من الآيات القرآنية التي تحث على الصدقة، منها:
  • (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
  • (مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

أثر الصدقة

وفي سياق الحديث عن أهمية الصدقة، يتعين علينا تسليط الضوء على الفوائد العظيمة التي تعود بها على المسلم، ومنها:

  • تعمل الصدقة على محو الذنوب والخطايا، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.
  • يوم القيامة، يكون المتصدق في ظلّ سحابة تظله، وذلك نتيجة للأعمال الصالحة التي أداها في الدنيا.
  • تنظّف القلب من الأحقاد والشرور، كما قال النبي: “إذا أردت تليين قلبه فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم”.
  • تعد الصدقة درعاً للبلاء عن صاحبها.
  • يبارك الله سبحانه وتعالى لمتعهد الصدقة في ماله ويزيده، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال”.
  • يتاح لمتحصلي الصدقات باب خاص يؤدي بهم إلى الجنة إن شاء الله.
  • إذا ترافقت الصدقة مع زيارة المريض واتباع جنازة مع صيام العبد، فإنه يكون له نصيب من الجنة.
  • تمنح الصدقة راحة للنفس وتبعث السعادة بفضل رضا الله سبحانه وتعالى.
  • تُبعد الصدقة حسد الناس وغلهم عن المتصدق، حيث قال الرسول: “لا حسد إلاّ في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالًا، فهو ينفقه آناء الليل والنهار”.

أنواع الصدقة

الصدقة هي كل ما يقدم العبد من مال أو فعل خير لأخيه المسلم، وتنقسم إلى عدة أنواع، منها:

  • الصدقة المفروضة: وهي الزكاة، الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد ورد النص عنها في عدة آيات من القرآن، مثل: (إِنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله ولله عليم حكيم).
  • الصدقة النافلة: وهي التي يقوم بها العبد تطوعاً بعد أداء الزكاة الواجبة، وتنقسم إلى نوعين:
    • الصدقة الخفية: والتي يُفضلها الله سبحانه وتعالى ويضاعف أجرها، حيث تعد أفضل من المعلنة.
    • الصدقة الجارية: وهي التي تستمر في العطاء حتى بعد وفاة صاحبها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

أمثلة على الصدقة النافلة

تشمل الصدقة إخراج المال برضى العبد للفقراء والمحتاجين، ولكن هناك العديد من الطرق للتعبير عن الصدقة، منها:

إطعام الطعام

تُعتبر من الصدقات المحببة لدى الله تعالى، وقد ذُكرت في القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مثل:

  • قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
  • وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: “إن رجلاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”.

كفالة الأيتام

تُعتبر من أعظم الصدقات التي حثنا الرسول على القيام بها، حيث قال: “أنا وكافِل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.

طباعة المصاحف وتوزيعها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سبع تجري للعبد بعد موته، وهو في قبره: من علم علماً، أو حفر نهرًا، أو بنى بيت ابن السبيل، أو صدقة، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته”.

حفر آبار المياه

تعتبر من أوجه الصدقة الجارية، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حفر بئر ماء، لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا أجره الله يوم القيامة”.

كافة أفعال الخير

يمكن اعتبار كل فعل يسعى العبد من خلاله إلى نيل رضا الله سبحانه وتعالى بمثابة صدقة، مثل سقيا الماء، بناء المدارس والمساجد، زراعة الأشجار، وغيرها من أفعال الخير.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *