اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية

يُعتبر العيد الوطني الفرنسي واحدًا من أبرز المناسبات الرسمية في فرنسا، والمعروف أيضًا باسم يوم الباستيل. يُحتفل به سنويًا في الرابع عشر من يوليو، والذي يطلق عليه باللغة الفرنسية “le 14 juillet”.

العيد الوطني الفرنسي

تُحيي جميع مناطق فرنسا هذا اليوم المميز، حيث يُقام عرض عسكري كبير في ميدان الشانزليزيه الشهير، الذي يقع في قلب العاصمة باريس. وتطورت أحداث هذا اليوم التاريخي كما يلي:

  • في الرابع عشر من يوليو عام 1789، اقتحم الثوار الفرنسيون سجن الباستيل، وهو الحدث الذي يعتبر نقطة تحول رئيسية في مسار الثورة الفرنسية.
  • بعد مرور عام على ذلك الاقتحام، اجتمع الشعب الفرنسي بمختلف طبقاته وتقرر الاحتفال بهذا اليوم كيوم العيد الوطني.
  • كان سكان باريس قد قادهم الخوف من هجمات جيش الملك المدعوم بالمرتزقة، مما دفعهم لاقتحام السجن بحثًا عن الأسلحة.
  • كان الهدف من الاقتحام هو السيطرة على الحصن والحصول على المواد المتفجرة والأسلحة لدعم أهداف الثورة.
  • ضم سجن الباستيل المدانين بأوامر ملكية في قضايا سياسية، سواء بسبب كتاباتهم أو آراءهم المناهضة لحكومة الملك.
  • ومع ذلك، لم يكن عدد المسجونين عند الاقتحام كبيرًا، حيث كان هناك فقط سبعة سجناء.
  • تمكن الحرس الفرنسي من السيطرة على الموقف، وسمح للثوار بدخول السجن والتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاقات سلمية.
  • ولم تُعقد هذه المفاوضات بسلام تام، إذ نشبت اشتباكات أسفرت عن تدمير الأسوار ووقوع أكثر من مائتين من الضحايا.
  • بعد هذا الاقتحام، صدر قرار بإلغاء النظام الإقطاعي، فضلاً عن إصدار وثيقة حقوق الإنسان والمواطن.

تحديد يوم العيد الوطني الفرنسي

ظهرت عدة مقترحات حول كيفية إحياء هذه الذكرى الهامة، وكان محور جميع الأفكار هو تعزيز الحس الوطني بين أفراد الشعب.

تعتبر فكرة الفرنسي كليمان غونشون من أبرز المقترحات التي دعت للاحتفال بهذه الذكرى، حيث تم تحديد يوم الاحتفال كما يلي:

  • بدأت الاحتفالات في البداية بشكل غير رسمي، ثم أُعتمد يوم الاحتفال بواسطة الجمعية الوطنية وتم تسميته عيد الاتحاد.
  • أقيم أول احتفال في ساحة الشون دو مارس الواقعة خارج باريس، حيث تجمع الآلاف من السكان للمشاركة في التحضيرات.
  • عرف يوم التحضير بيوم العجلة اليدوية، وحضر الاحتفال نحو 260 ألف شخص من سكان المدينة.
  • تمت إقامة قداس خاص للجماهير، حيث أدى القسم الجنرال لافاييت قائد الحرس وتبعه الملك لويس السادس عشر.
  • أُطلقت الألعاب النارية خلال الاحتفالات، التي استمرت لعدة أيام وتخللها ولائم شعبية تم تقديمها للجميع.

مظاهر الاحتفال الحالي باليوم الوطني

يُقام الاحتفال باليوم الوطني في باريس بطريقة تشابه الاحتفالات الرسمية، ويشمل الاحتفال أيضًا ما يلي:

  • تتضمن الاحتفالات تنظيم ولائم في مختلف المدن الفرنسية، بالإضافة إلى استقبال رسمي في مقر مجلس النواب.
  • يشمل ذلك إقامة عرض عسكري ضخم في مدينة لونغشون.
  • عندما أرادت الجمهورية الثالثة الاحتفال باليوم الوطني في عام 1880، قدم أعضاء الحكومة مشروع قانون يُحدد يوم الرابع عشر من يوليو كيوم رسمي للدولة.
  • على الرغم من وجود جدل حول تحديد اليوم، حيث رغبت بعض الأطراف في تحديده في الرابع من أغسطس، إلا أنه تم التوافق على الرابع عشر من يوليو.
  • يُشارك في الاحتفال رئيس الدولة وأعضاء الحكومة، إلى جانب أعضاء مجلس الشيوخ ورئيس المجلس.
  • يحضر أيضًا رئيس جمعية الأمم المتحدة وسفراء الدول العظمى، بالإضافة إلى دعوات تُوجه لرؤساء الدول الصديقة وبعض الشخصيات الشهيرة عالميًا.
  • تتضمن الاحتفالات طوابير استعراضية بجانب العروض العسكرية الكبيرة.
  • يُعتبر هذا اليوم عطلة رسمية تتوقف فيها جميع المصالح العامة والخاصة، حيث يتوجه الناس إلى الشوارع لمشاهدة العروض والاحتفال بهذه الذكرى العظيمة.
  • تحتفل بعض المدن العالمية بيوم الباستيل خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث أصبح يمثل رمزًا للمقاومة.
  • في بلجيكا، وخصوصًا في مدينة لييج، ينظم احتفال يشمل إطلاق الألعاب النارية ومهرجان رقص في قنصلية فرنسا يشارك فيه العديد من الأشخاص.
  • أما في جمهورية التشيك، فتقيم مدينة براغ سوقًا فرنسيًا يُعرف باسم سوق الرابع عشر من يوليو، حيث تعرض فيه منتجات فرنسية مشهورة وتُعزف موسيقى خاصة خلال يوم الاحتفال.
  • إلى جانب تلك المدن، تُقام احتفالات مشابهة في دول الهند ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وكندا والمجر.
  • تُشارك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضًا في الاحتفالات، حيث تقام عروض مسرحية فرنسية مميزة.

العرض العسكري في يوم الباستيل

يُعتبر العرض العسكري الذي يُقام بمناسبة العيد الوطني الفرنسي أحد أبرز مظاهر الاحتفال، ويشمل الآتي:

  • يحظى العرض العسكري بإعجاب المواطنون بشكل كبير، حيث يُبث مباشرة عبر التلفزيون الفرنسي.
  • يُعتبر هذا العرض أكبر عرض عسكري يُقام خلال احتفالات دول القارة الأوروبية الأخرى.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *