تحاليل الروماتيزم الأساسية وأهميتها

اختبار الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني الحلقي

تُعتبر الأجسام المُضادة للببتيد السيتروليني الحلقي (Anti-CCP) أجساماً مُضادة ذاتية يُنتجها الجهاز المناعي للتعرُف على الخلايا الطبيعية ومهاجمتها، تماماً كما تتم مهاجمتها للأجسام الغريبة. يُعد هذا الاختبار من الفحوص الحديثة التي تساهم في تشخيص الروماتيزم (Rheumatoid arthritis)، حيث كان يتم الاعتماد سابقًا على فحص العامل الروماتويدي (Rheumatoid Factor). يُلاحظ أن الأجسام المُضادة للببتيد السيتروليني الحلقي تظهر في المراحل المبكرة من مرض الروماتيزم، وتكون موجودة في حوالي 60-70% من المصابين دون أن ترتبط بأمراض المناعة الذاتية الأخرى. من المهم العلم أن النتائج الإيجابية لهذا الفحص لا تؤكد الإصابة بالروماتيزم، بل يتعين أن تستمر الأعراض لمدة تتراوح بين 6 أسابيع على الأقل مع توافر شروط محددة، كما قد تشير النتائج الإيجابية إلى أمراض أخرى مثل الذئبة الحمامية الشاملة (Systemic Lupus Erythmatosus). في الواقع، لا يتجاوز الحد الطبيعي لهذه الأجسام في الأفراد الأصحاء 20 ميكرون/مل.

اختبار البروتين المتفاعل-C

تشير زيادة مستويات البروتين المتفاعل-C (C-reactive Protein)، وهو بروتين يتم إنتاجه في الكبد، إلى استجابة الجسم للعديد من التغيرات مثل العدوى، الالتهابات، أو إصابة الأنسجة. لا يُستخدم اختبار البروتين المتفاعل-C بشكل قاطع لتشخيص الروماتيزم، لكنه يُعتبر جزءاً من الفحوصات الشاملة. تظهر قراءة أعلى من 10 ملغم/لتر كدليل على وجود عدوى أو التهاب، مثل الروماتيزم.

اختبار سرعة ترسّب الدم

يتم استخدام اختبار سرعة ترسّب الدم (Erythrocyte sedimentation rate) لقياس مدى سرعة ترسُب كريات الدم الحمراء في ساعة واحدة في أنبوب الاختبار، وهذا يُعتبر مؤشراً على مدى نشاط الأمراض الالتهابية مثل الروماتيزم. يؤدي الالتهاب إلى زيادة وزن خلايا الدم، مما يُسهم في تسريع سرعة ترسُبها. من الجدير بالذكر أن قيم هذا الاختبار في الأشخاص الأصحاء تكون منخفضة، لكن تجاوز النتيجة 100 ملم/ساعة يُشير إلى وجود مرض نشط.

اختبار العامل المضاد للنواة

يكتشف اختبار العامل المضاد للنواة (Antinuclear Antibodies) وجود الأجسام المُضادة الذاتية التي تهاجم البروتينات داخل أنوية الخلايا. من المهم أن نلاحظ أن نتائج الفحص الإيجابية لا تعني بالضرورة الإصابة بالروماتيزم، فهذه الأجسام قد توجد لدى الأشخاص الأصحاء، حيث تزداد نسبتها إلى حوالي 37% بعد سن الخامسة والستين. إذا كانت مستوياتها مرتفعة في الدم، فإنه يتوجب إجراء فحوصات إضافية لتحديد نوع الخلل الذي قد يكون موجوداً، حيث يساهم اختبار العامل المضاد للنواة في تشخيص عدد من الأمراض المناعية الذاتية بالإضافة إلى أن بعض أنواع السرطان يمكن أن تعطي نتيجة إيجابية.

اختبار مستضد الكريات البيضاء البشرية

تنقسم مستضدات الكريات البيضاء البشرية (Human Leukocyte Antigen) وتُعرف اختصاراً بـ(HLA) إلى عدة أنواع، منها المستضد B27، وهو بروتين خاص يتحدد وجوده عبر الجين المسؤول عن إنتاجه. لذا، يُستخدم اختبار HLA-B27 لتحديد ما إذا كان هذا البروتين موجودًا على سطح خلايا الدم البيضاء، وإذا تم إثبات وجوده، فهذا يُعزز احتمالية الإصابة بعدة أمراض مناعية ذاتية تشمل الروماتيزم والتهاب الفقار القسطي (Ankylosing spondylitis) وغيرها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *