أين Docked سفينة نوح؟

موقع استقرار سفينة نوح

دلّ الله -عز وجل- على الموقع الذي استقرت عليه سفينة نوح -عليه السلام-، وهو جبل الجوديّ المذكور في القرآن الكريم. حيث ورد في قوله -تعالى-: (وَقيلَ يا أَرضُ ابلَعي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقلِعي وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجودِيِّ وَقيلَ بُعدًا لِلقَومِ الظّالِمينَ). يُعتبر جبل الجوديّ من الجبال الواقعة في العراق بالقرب من مدينة الموصل، ويعتقد أيضًا أنه موجود في منطقة الكوفة.

صناعة سفينة نوح وتفاعل قومه معها

عملية بناء سفينة نوح عليه السلام

استمرت دعوة نوح -عليه السلام- لقومه إلى عبادة الله -عز وجل- وتوحيده لمدة ألف سنة إلا خمسين، ورغم هذه الفترة الطويلة من الدعوة، إلا أن عدد المؤمنين معه كان قليلاً جداً. حيث كان قومه يتذرّعون بثلاثة أسباب تبرر عدم إيمانهم برسالته:

  • الأول: اعتقادهم أن نوح -عليه السلام- إنسانٌ عادي، وأنه إذا أراد الله -عز وجل- أن يرسل رسولاً لكان من الملائكة، كما قال الله -تعالى-: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَـذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً).
  • الثاني: عدم وجود سابق معرفة عن كونه رسولاً في تاريخ آبائهم وأجدادهم، فقال الله -تعالى- على لسانهم: (مَّا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ).
  • الثالث: اتهامهم لنوح -عليه السلام- بالجنون، حيث كانوا ينتظرون موته للتخلص من دعوته وعبادته، وجاء في القرآن: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ)، كما اتهموه أيضًا بأنه ضال، كما قال الله -تعالى-: (قالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في ضَلالٍ مُبينٍ).

عندما أدرك نوح -عليه السلام- أنه لن يهتدي قومه، وأخذوا في استهزائه بعذاب الله الذي حذّرهم منه، أُوحى إليه بطلب العذاب عليهم، فدعا ربه قائلاً: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ). ثم كان أمر الله -تعالى- له بصناعة السفينة، ليحافظ على نفسه وأهله ومن آمن برسالته، ليتجنبوا الغرق والطوفان، قال الله -تعالى-: (وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ).

قام قومه بالسخرية منه بسبب صناعته السفينة في منطقة جافة بعيداً عن الماء، وكيف أنه انتقل من كونه نبيًا إلى نجار، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ سَخِروا مِنهُ قالَ إِن تَسخَروا مِنّا فَإِنّا نَسخَرُ مِنكُم كَما تَسخَرونَ* فَسَوفَ تَعلَمونَ مَن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيمٌ).

الطوفان ونجاة السفينة وهلاك قوم نوح

أخبر الله -عز وجل- نوحاً -عليه السلام- أنه لن يؤمن برسالته إلا من آمن بالفعل، وأوصاه بعدم الحزن على تكذيب قومه له، حيث قال الله -تعالى-: (وَأوحِيَ إِلى نوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانوا يَفعَلونَ). ومع اقتراب موعد الطوفان، كانت هناك علامة تشير إلى ذلك، وهي فوران الماء من التنور، كما ورد في قوله -تعالى-: (حَتّى إِذا جاءَ أَمرُنا وَفارَ التَّنّورُ).

أمر الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- أن يأخذ معه على السفينة زوجين من كل نوع من الحيوانات، إضافة إلى أهله ومن آمن برسالته، كما قال الله -تعالى-: (قُلنَا احمِل فيها مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ وَأَهلَكَ إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ وَمَن آمَنَ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *