الفروق الأساسية بين الكاثوليكية والبروتستانتية

تُعتبر الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية من الفروع الرئيسية للديانة المسيحية، حيث تمثل كل منها نظاماً عقائدياً خاصاً بها.

الاختلافات بين الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس

تمثل هذه الطوائف جزءاً من الدين المسيحي، ويتميز كل منها بمعتقداته وطقوسه الخاصة.
قد حصلت كل كنيسة على استقلالية تامة، مما سمح للكاثوليك وللكنائس الأرثوذكسية الشرقية بتنظيم هيكلهم الروحي، والذي يتضمن الشمامسة كبداية، يليهم الكهنة، ثم الأساقفة.
أحد الفروق الواضحة هو مكانة البابا لدى الكاثوليك، حيث يتم تجميع معتقداتهم في كتاب واحد يُعرف بالتعليم المسيحي، وهو ما لا يتوفر في الكنائس الشرقية، بالرغم من اتفاقهم على عدد من المبادئ الأساسية.
تشمل هذه المبادئ الإيمان بالله الآب، والابن يسوع المسيح الذي نزل إلى الأرض وارتفع إلى السماء، والروح القدس الذي يمثل حضور الله في كل مكان.

ينظر البروتستانت إلى البابوية برؤية سلبية، حيث لا يعتبرون البابا عنصراً أساسياً في إيمانهم، وبدلاً من ذلك يعتمدون على الكتاب المقدس كمصدر للوحي.
تحصل معارضتهم للبطريركية على أساس اعتقادهم أن العقيدة يجب أن تستند إلى النصوص المقدسة فقط، مما يجعل فكرة البابوية مرفوضة بشدة لديهم.
بالمقابل، يؤمن الكاثوليك بأن البابا يمثل خليف الرسول بطرس، الذي يعد أول رسول في كنيستهم، وقد عينه يسوع كممثل عنه.

ترى الكنيسة الكاثوليكية نفسها الهيئة المسيحية الحقيقية الوحيدة تحت قيادة البابا.

بينما يعتبر البروتستانت أن كنائسهم تشكلت نتيجة للإصلاح الديني، ولذا فإن لهم تعريفات خاصة مثل “الإنجيلية” دون أن تكون هناك كنيسة موحدة تضمهم جميعاً.

تعتبر سلسلة الخلافة الرسولية لدى الكاثوليك أمراً مهماً، حيث يُمنح الشمامسة والأساقفة والكهنة ختم الله الذي يعطيهم سلطة دينية مدى الحياة.
من المهم ملاحظة أن تكريس هؤلاء لا يُمنح إلا للرجال، بينما لدى البروتستانت يمكن لأي مؤمن، ذكراً كان أو أنثى، أن يقوم بدور الكاهن.

القربان المقدس، المعروف أيضاً بالعشاء الرباني، يُعتبر طقساً لإحياء ذكرى العشاء الأخير الذي شاركه يسوع مع تلاميذه، حيث يُرى الخبز والخمر كجسد المسيح ودمه، مما يمنع غير الكاثوليك من مشاركته.
على الجانب الآخر، يراه البروتستانت مجرد تذكار ليسوع دون اعتبار له كجسد حقيقي.

تضم المعتقدات الكاثوليكية ما يُعرف بالأسرار السبعة، والتي تتضمن عماد الماء، والقربان المقدس، وزيت الميرون، والتوبة، والزواج، والكهنوت.
تُعتبر هذه الأسرار معترف بها لدى الكاثوليك والأرثوذكس، بينما ترفض الكنيسة البروتستانتية الاعتراف بها، وتعتبر إذا كان لديهم طقوس مشابهة، فنادراً ما يعتبروها أسراراً.
يرون الزواج كاتحاد بين شخصين دون اعتباره سر كنسي، بينما يعتبر طقس المعمودية بمثابة فريضة وليس سراً.
بخصوص شفاعة السيدة مريم، يُؤمن الكاثوليك والأرثوذكس بشفاعتها كأم لله، بينما البروتستانت لا يقرون بذلك.
في الختام، يمكن القول أن العبادة واحدة بين هذه الطوائف، لكنها تختلف في مبادئ الإيمان والمعتقدات.