يُعتبر فهم الفروق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح من الأمور التي تهم شريحة واسعة من الناس.
حيث يسعى الكثير من الأفراد إلى الالتزام بالسنن التي واظب عليها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح
قد يجد العديد من الناس صعوبة في التمييز بين صلاة التهجد وصلاة التراويح وقيام الليل. لذا نقدم لكم توضيحًا لهذا الفرق كما يلي:
صلاة التهجد
- صلاة التهجد تأتي من مفهوم النوم والسهر، حيث يُشير الفعل “هجد” إلى نوم الشخص خلال الليل.
- وبذلك، يُطلق مصطلح المتهجد على الصلاة التي يؤديها الشخص في الليل أو بعد الاستيقاظ من النوم.
- تُعتبر هذه الصلاة من السنن التي حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أدائها بشكل مستمر.
- كما ورد في الحديث، يقول النبي: “أفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ”، وأيضًا في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلً”.
- تتباين الآراء حول عدد الركعات في صلاة التهجد، بينما يُعتبر الحد الأدنى لها هو ركعتان، وقد يُفضل البعض أداؤها في 8 أو 12 ركعة.
قيام الليل
- يُعرف قيام الليل بأنه نوع من الصلاة التطوعية، يُمارس كعمل صالح من قِبَل المسلم.
- يمكن أداؤه في أوقات مختلفة من الليل، ولا يتطلب الصلاة طوال الليل، بل يمكن الاكتفاء بساعات محددة.
- تشمل الأعمال التي تُحتسب قيام الليل قراءة القرآن والاستماع له.
- تُعتبر صلاة قيام الليل من أفضل الأعمال، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
- كما أوصى النبي بصلاة قيام الليل: “عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى ومناهٍ عن الإثم”.
- يُفضل أداء هذه الصلاة في ليالي السنة، وخاصة في الثلث الأخير من الليل.
صلاة التراويح
- تعتبر صلاة التراويح من السنن المميزة التي أوصت بها الشريعة الإسلامية.
- دائمًا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي هذه الصلاة مع أخذ استراحة قصيرة بين الركعات.
- تُعتبر من النوافل المفضل أداؤها في جماعة، وليست فريضة ملزمة.
- تتباين الآراء حول عدد الركعات في صلاة التراويح، حيث يعتقد البعض أنها 23 ركعة أو حتى 36 ركعة.
- بعض الفقهاء أشاروا إلى جواز أداء عدد أقل من الركعات.
هل صلاة التهجد تغني عن صلاة التراويح؟
يدور في أذهان بعض الأشخاص العديد من الأسئلة حول الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح، وهذه هي الإجابة:
- صلاة التهجد تختلف عن التراويح، حيث يمكن أداء التهجد في أي وقت من السنة بينما تكون التراويح خاصة بشهر رمضان.
- على الرغم من ارتباط كلا الصلاتين بقيام الليل، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما.
- لهذا، لا تُعتبر صلاة التهجد بديلًا عن التراويح، ولا تغني عنها.
- لكن يمكن للمسلم تأخير التراويح إلى الثلث الأول من الليل ليجمع بين التهجد والتراويح.
هل صلاة التهجد قاصرة على رمضان فقط؟
تثير صلاة التهجد الكثير من التساؤلات، وإليك الإجابة بخصوص ما إذا كانت محصورة في رمضان:
- تُعتبر صلاة التهجد من السنن التي يُمكن أداؤها طوال السنة، وليست محصورة في رمضان فقط.
- استمر النبي صلى الله عليه وسلم في ممارسة هذه السنة على مرّ السنة.
هل يمكن أداء صلاة التهجد بدون نوم؟
تتواجد تساؤلات عديدة حول إمكانية أداء صلاة التهجد بدون أن يسبقها نوم، وإجابة ذلك كالتالي:
- يرى العديد من الفقهاء أن أداء صلاة التهجد ممكن دون الحاجة للنوم قبلها.
- مع ذلك، فإن الأصل هو أن تُؤدى بعد الاستيقاظ من النوم.
- تظل صلاة التهجد سبيلاً للحصول على الثواب الكبير.
كيفية أداء صلاة التهجد
تُؤدى صلاة التهجد بطريقة مثنى مثنى، كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت”.
فضل صلاة التهجد
كان ربيعة بن كعب الأسلمي يشهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “كنت أبِيتُ مع نبي اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال لي: سَلْ. قلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعينِني على نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجود”. ومن فوائد صلاة التهجد:
- تُقرب العبد إلى الله: تُعتبر صلاة التطوع وسيلة لتعزيز العلاقة مع الله، حيث يُخصص الفرد وقتًا خاصًا للصلاة والذكر.
- تطهير النفس وتحقيق السكينة: تُساهم صلاة التطوع في تصفية النفس وخلق حالة من الطمأنينة.
- تعزيز الإيمان: تُزيد صلاة التطوع من التعلق بالدين وتعزيز الشعور الروحي.
- محو الذنوب: يُعزز مفهوم أن صلاة التطوع تعمل على تخفيف الذنوب.
- تنمية القيم الأخلاقية: تُعزز صلاة التطوع الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية.
- تحقيق الرضا النفسي: تنشر الصلاة السعادة وتعزز الإيجابية في الحياة.
- تعزيز التركيز: تُسهم في تحسين التركيز وتنقية العقل.