أسس اللغة العربية
لقد كان العرب في العصور القديمة يتحدثون اللغة العربية بطلاقة وفصاحة، دون الحاجة إلى قواعد تنظيمية تراقب استعمالهم للغة. لقد تركوا وراءهم إرثًا لغويًا غنيًا من خلال نظم الشعر الجاهلي باستخدام أفصح العبارات وأجمل الأساليب. ومع ذلك، لم يبدأ العرب في وضع القواعد النحوية للغة حتى بدأ اللحن يظهر في القرآن الكريم، وهو ما حدث نتيجة لتوسع الدولة الإسلامية واختلاط العرب بغيرهم من الشعوب.
يمكن تعريف القاعدة على أنها الإطار الذي ينظم المفاهيم، سواء كانت نحوية أو صرفية أو بلاغية أو عروضيّة أو إملائية. لذا، تعتبر اللغة العربية غنية بالعديد من القواعد، والتي يمكن تصنيفها ضمن إطارين رئيسيين: النحو والصرف، وهذا ما سيتم شرحه في هذا المقال.
أبرز قواعد اللغة العربية النحوية
يعني النحو في اللغة العربية القصد وإتمام الشيء، بينما يُعرف اصطلاحًا بأنه قانون تنظيم الكلام وبيان ما يجب أن تكون عليه الكلمة في الجملة، وكذلك الجملة مقارنة ببقية الجمل؛ لكي تحمل العبارة معانيها. وقد عُرف النحو أيضًا بأنه العلم الذي يتناول أواخر الكلمات من حيث الإعراب والبناء. كما تُعرَّف القواعد النحوية بأنها العلم الذي يدرس وظيفة كل كلمة داخل الجملة، ويضبط أواخر الكلمات وإعرابها.
نظرًا لأن الكلمة في اللغة العربية قد تكون اسمًا أو فعلًا أو حرفًا، تتناول القواعد النحوية جميع هذه الكيانات، وتحدد إعرابها أو بنائها، بالإضافة إلى دراسة الأساليب النحوية المختلفة. ومن بين القواعد النحوية المهمة ما يلي:
المُعرب والمبني من الأسماء
تُقسَم الأسماء إلى مُعرَب ومبني؛ فالاسم المُعرَب هو الذي تتغير حركة آخره بتغير موقعه في الجملة، كما في كلمة “حديقة” في الجملة: “الحديقةُ جميلةٌ”. أما الاسم المبني فهو الذي لا تتغير حركته مهما اختلف موقعه، ويشمل الضمائر، الأسماء الموصولة، أسماء الإشارة، أسماء الاستفهام، وأسماء الشرط، وغيرها.
تُنقسم الأسماء المُعربة حسب حالتها الإعرابية إلى ثلاثة أنواع:
- الاسم المرفوع: يشمل المبتدأ، الخبر، الفاعل، نائب الفاعل، وغيرها. علامات الرفع هي:
- الضمة: تُعتبر علامة رفع أصيلة، مثل: “نجح الطالبُ”.
- الألف: تُستخدم في حالة المثنى مثل: “نجح الطالبانِ”.
- الواو: تُستخدم في جمع المذكر السالم مثل: “نجح المتسابقونَ”.
- الاسم المنصوب: يُنصب في عدة حالات مثل الخبر أو المفعول به. علامات النصب تشمل:
- الفتحة: تُعتبر علامة نصب أصلية، مثل: “رأيتُ الولدَ”.
- الكسرة: تُستخدم في جمع المؤنث السالم مثل: “رأيتُ الفتياتِ”.
- الألف: تستخدم في الأسماء الخمسة مثل: “ودعتَ أباكَ”.
- الاسم المجرور: يكون مجرورًا إذا سبق بحرف جر أو كان مضافًا. علامات الجر تشمل:
- الكسرة: تُستخدم للمفرد مثل: “سلّمتُ على الرجلِ”.
- الياء: تُستخدم في المثنى أو جمع المذكر السالم؛ مثل: “مررتُ بالمهندسينِ”.
- الفتحة: تستخدم في الكلمات الممنوعة من الصرف، مثل: “مررتُ بمساجدَ كثيرةٍ”.
المُعرب والمبني من الأفعال
الفعل هو كل كلمة تدل على وجود حدث، وينقسم من حيث الزمن إلى ماضٍ، مضارع، وأمر. كما هو الحال مع الأسماء، فقد تكون الأفعال مُعربةً أي تتغير حركة آخرها بتغير موقعها، أو مبنيةً ومثبتةً. يمكن إعراب الأفعال كما يلي:
- الفعل الماضي: يكون عادةً مبنيًا، وعلامات بنائه تشمل:
- الفتح: إذا لم يتصل بشيء، أو اتصلت به ضمائر مثل: تاء التأنيث.
- السكون: إذا اتصلت به ضمائر مثل: تاء المتكلم.
- الضم: يكون مبنيًا على الضم إذا اتصل بواو الجماعة.
- الفعل المضارع: يُرفع إذا لم يسبقه ناصب أو جازم، ويُنصب أو يُجزَم حسب المُسبقات.
- الفعل الأمر: يكون دائمًا مبنيًا، وعلاماته تشمل:
- السكون: إذا لم يتصل به شيء.
- حذف حرف العلة: إذا كان معتل الآخر.
- الفتح: إذا اتصل بنون التوكيد.
- حذف النون: عند اتصالها بألف المثنى أو واو الجماعة.
الجملة
هناك نوعان من الجمل في اللغة العربية: الجملة الاسمية والجملة الفعلية. يمكن تلخيصهما كما يلي:
- الجملة الاسمية: تبدأ باسم أو ضمير، وتحتوي على مبتدأ وخبر مرفوعين. مثل: “الشجرةُ مثمرةٌ”.
- الجملة الفعلية: تبدأ بفعل ويكون لها فاعل. مثل: “الولدُ يلعبُ”.
أهم القواعد الصرفية
الصرف في اللغة يعني التغيير، ويشير اصطلاحًا إلى تحويل الجذر الواحد إلى أشكال مختلفة لتحقيق معاني معينة. تهتم القواعد الصرفية ببنية الكلمة وما يتعرض له من تغيير، وتركز على الاسم وأنواعه، وفعل وتصريفاته، وقواعد الهمزة.
تصريفات الاسم
تختلف الأسماء باختلاف بنيتها ونوعها، وأهم تصريفات الاسم تأتي كما يلي:
- بنية الاسم: يُقسَم إلى اسم صحيح أو غير صحيح، حيث غير الصحيح يشمل الأسماء ذات الألف المقصورة أو الياء الأصلية.
- نوع الاسم: يمكن أن يكون مذكرًا أو مؤنثًا، وعلامات التأنيث تشمل تاء التأنيث المربوطة وألف التأنيث.
- عدد الاسم: الاسم قد يكون مفردًا أو مثنى أو جمعًا، سواءً جمع مذكر سالم أو مؤنث سالم أو جمع تكسير.
تصريفات الفعل
تُصَرَّف الأفعال بناءً على بنيتها وزمن حدوثها، ومن أبرز قواعد الصرف المتعلقة بالفعل تشمل:
- تركيبة الفعل: قد يكون مجرّدًا (ثلاثي أو رباعي) أو مزيدًا (مثل: أكرم، وقاتل).
- معمول الفعل: إذا اكتفى الفعل بفاعله يُعتبر لازمًا، وإذا احتاج إلى مفعول يُعتبر متعديًا.
- فاعل الفعل: يكون فعلاً معلومًا عند وجود فاعل، أو يُعتبر مبنيًا للمجهول عند غياب الفاعل.
الهمزة من أهم القواعد الإملائية
للهمزة عدة مواضع نلقي نظرة عليها فيما يلي:
- همزة بداية الكلمة: يمكن أن تكون همزة قطع تُكتب وتُلفظ، أو همزة وصل تكتب ألفًا دون همزة.
- الهمزة المتوسطة: تُكتب بناءً على حركتها وحركة ما قبلها.
- الهمزة المتطرفة: تُكتب مفردةً إذا سُبِقت بساكن، أو تُكتب على ألف إذا سُبِقت بفتح، وتُكتب على ياء أو واو حسب الحالة.
