تعتبر الحكمة ضالة المؤمن، حيثما وُجدت، فهو الأجدر بها. يُسجل هذا القول ضمن أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رواه مجموعة من الحفاظ وعلماء الحديث ككنز من كنوز السنة المعتمدة. والمعروف أن الكثير من الناس يرددون هذه العبارة في الوقت الحاضر.
الحكمة في القرآن الكريم
- عند التأمل في القرآن الكريم، نجد أن كلمة “الحكمة” قد تكررت في عشرين مناسبة ضمن اثنتي عشرة سورة.
- يجدر بالذكر أنه عند تحليل المعاني العشرين لهذه الكلمة في سياقاتها المختلفة، يظهر أن الحكمة تُعزى إلى ثلاثة مواضع تتعلق بصفات النبي صلى الله عليه وسلم، منها:
- (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) صدق الله العظيم، سورة البقرة.
- وموضع آخر يتناول توجيه الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين بضرورة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى:
- (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) صدق الله العظيم، سورة البقرة.
- كما تم ذكر الحكمة في كتاب الله في سياق وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية من سورة الجمعة:
- (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) صدق الله العظيم.
شرح الحكمة ضالة المؤمن
تتعدد معاني الحكمة، ونستعرض في ما يلي بعض أبرزها:
- الكلمة “حكمة” تجسد جذور مفهوم الحكم، والذي يعني تفرعات عدة، من بين معاني الحكمة التي ذكرت في القرآن الكريم، يمكن تصنيفها في معنيين أساسيين:
- المعنى الأول يُشير إلى قدرة الحكمة في إصدار الأحكام على الأمور، والتفريق بين الناس. ومن الأدلة القرآنية الدالة على ذلك قول الله تعالى: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
- يجدر الإشارة إلى أن المعنى في هذه الآية لا يتعلق بالجانب السياسي، حيث لم يحكم النبي يحيى عليه السلام.
صحة حديث الحكمة ضالة المؤمن
- أشار أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.”
- يُروى هذا الحديث في سنن الترمذي وابن ماجة، وقد استغرب الترمذي منه واعتبره غير معروف.
