أهمية البترول في الاقتصاد والمجتمع

البترول

يُعرَف البترول (بالإنجليزية: Petroleum) بأنه سائل زيتي كثيف وقابل للاشتعال، يتميز بلون أصفر مائل إلى الأسود، وينتمي إلى مجموعة من الهيدروكربونات المختلفة. يتشكل البترول نتيجة تحلل بقايا الكائنات الحية والأحافير في أعماق الأرض بفعل الضغط العالي ودرجات الحرارة المرتفعة. يُعتبر البترول من مصادر الطاقة غير المتجددة، حيث يتطلب فترات زمنية طويلة جداً لتكوينه. كلمة “بترول” تعني صخر الزيت، وهي كلمة ذات أصول لاتينية مستمدة من (petra) التي تعني الصخر و(oleum) التي تعني الزيت، وقد ظهرت لأول مرة في أعمال عالم المعادن الألماني جورج باور في أطروحته التي نُشرَت عام 1556م. يتم استخراج البترول عبر عمليات الحفر والتنقيب باستخدام معدات متخصصة، من قبل شركات مصرح لها بمزاولة هذا النشاط.

أهمية البترول

تعتبر الحروب التي دارت حول السيطرة على البترول دليلاً بارزاً على أهميته للحضارات المختلفة. فقد شهد الطلب على البترول زيادة ملموسة منذ الحرب العالمية الثانية، ومع الثورة الصناعية في عام 1900م، زاد الاعتماد عليه بشكل كبير لاستغلال محركات الاحتراق الداخلي في وسائل النقل وأيضاً في الآلات الصناعية. تُستخدم أيضاً مشتقات البترول في صناعة المبيدات الحشرية التي تعزز كفاءة الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى تطبيقاته الواسعة في صناعة المواد البلاستيكية وإطارات المركبات. قبل الحرب العالمية الثانية، كان استخدام المطاط الصناعي محدوداً، لكن مع حظر استخدام المطاط الطبيعي، زادت الحاجة إلى المطاط الصناعي بشكل كبير. بالإضافة لذلك، تُستخدم مكونات البترول في صناعة الأدوية والمنتجات الصيدلانية، وتوفر مشتقاته مثل البنزين والتولوين والزيلين المواد الخام اللازمة لصناعة الصبغات والتنظيفات والأقمشة. وتبرز أهمية البترول أيضاً في المجالات التالية:

  • إنتاج الأحبار.
  • تجهيز مواد التنجيد.
  • تصنيع الأقراص المدمجة.
  • إنتاج كبسولات الفيتامين.
  • إعداد لاصقات الأسنان.
  • تصنيع صمامات القلب الاصطناعية.
  • تطوير بعض المواد المستخدمة في عمليات التخدير.
  • إنتاج الكورتيزون.
  • تطوير أقلام التلوين.
  • صناعة أنواع معينة من الوسائد.
  • إنتاج العشب الاصطناعي.
  • إنتاج مزيلات العرق.
  • إنتاج أحمر الشفاه.
  • تصنيع صبغات الشعر.
  • تطوير الأسبرين.

أصناف البترول

تتم عملية تصنيف البترول، كونه من أنواع الوقود الأحفوري، إلى عدة أصناف بعد مرحلة الاستخراج من باطن الأرض، وذلك من خلال عملية التصفية التي تجري على مراحل وبدرجات حرارة متفاوتة. يتم تقسيم هذه الأصناف وفقاً لدرجات الحرارة إلى مجموعة من المنتجات التي تُستخدم لاحقاً في صناعة مواد متنوعة، ومنها:

  • البنزين، المستخدم بشكل شائع في المحركات ذات الاحتراق الداخلي.
  • الغاز الطبيعي، المكون أساساً من الميثان.
  • النافتا، وهو سائل سريع الاشتعال ويعتبر من الأنواع الأكثر تطايراً.
  • الكيروسين، المعروف أيضاً بزيت البارافين.
  • زيت التشحيم، الذي يعتبر ناتج عملية تصفية البترول.
  • الأسفلت، مادة تتراوح بين السائلة اللزجة إلى الصلبة، ذات كثافة عالية، وتميل إلى اللون البني أو الأسود، الناتجة من عملية تصفية البترول أو من الرواسب الطبيعية.

التقليل من أضرار استخدام البترول

يُستخدم البترول كمصدر رئيسي للطاقة، مما يجعله محل طلب كبير نتيجة لإنتاج المواد المرتبطة به. بالرغم من أهميته في حياتنا اليومية، إلا أن له دوراً كبيراً في تلوث الهواء والماء. لذا، بات من الضروري تطوير آليات للحد من هذه الأضرار. في عام 1970م، قام عدد من شركات البترول بتحسين عمليات تصفية وتنقية البترول، وكذلك تنظيم عمليات النقل والتوزيع والاستغلال، لتكون أقل تأثيراً على البيئة. تم تطوير البنزين ليحترق بشكل أنظف، مما يقلل من انبعاث الغازات والدخان من خلال تقليل أكاسيد النيتروجين والرصاص وأول أكسيد الكربون والهيدروكربونات.

تتحمل الحكومات مسؤولية تقليل الأضرار الناتجة عن استخدام البترول. فعلى سبيل المثال، تقوم السلطات المحلية والفيدرالية في الولايات المتحدة بمراقبة أنشطة التنقيب عن البترول لحماية البيئة ومنع الاستغلال الجائر؛ حيث تُعَد بعض المناطق التي تحتوي على آبار البترول مناطق محمية لا يُسمح بالتنقيب فيها إلا بتصريحات رسمية.

التراجع في أهمية البترول واستخدامه

مع تزايد الطلب على البترول، تتسارع وتيرة نفاذه، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره. لذلك، بدأ الباحثون والمواطنون على حد سواء في البحث عن مصادر بديلة غير قابلة للنضوب. تزايدت صعوبة العثور على آبار جديدة، بعد إغلاق العديد منها، وأصبح الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة خياراً مستحباً لتجنب الاعتماد على البترول باهظ الثمن، والذي يُشكِّل خطراً على البيئة. بظهور مصادر الطاقة المتجددة التي تتميز بانخفاض تكلفتها وأثرها البيئي القليل، يمكننا القول إن أهمية البترول قد تراجعت نسبياً. من الجدير بالذكر أن دولاً متقدمة مثل السويد وألمانيا والدنمارك تسير نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والوقود الحيوي وطاقة الرياح والمياه.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *