الصرع
الصرع هو حالة تنتج عن اضطراب في النشاط الكهربائي للخلايا في الدماغ، مما يتسبب في حدوث اختلال عصبي داخلي. عندما يواجه الدماغ هذا الاضطراب، تتأثر الإشارات الكهربائية التي تنتجها الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى نشوء بؤر صرعية تؤدي إلى تعميم النشاط الكهربائي غير الطبيعي في جميع أجزاء الدماغ.
تعتبر حالات الصرع نتيجة لاضطراب في كمية الشحنات الكهربائية التي تتدفق بين الخلايا العصبية في الدماغ. وغالباً ما تحدث هذه الشحنات بشكل متقطع، مما يزيد من تأثيرها على المخ مقارنة بالشحنات الكهربائية العادية. يمكن أن تؤثر الحالة على حركات جسم المريض، ووعيه، ومدركاته لفترات قصيرة وغير متواصلة، ما يؤدي إلى حدوث تشنجات ناتجة عن تغييرات فيزيائية تتعرض لها خلايا المخ.
يؤثر الصرع على أجزاء معينة من الدماغ، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤثر على الدماغ بالكامل. يعود النشاط الكهربائي في الدماغ إلى طبيعته فقط بعد انتهاء تأثير التشنجات الصرعية.
أنواع الصرع
الصرع الجزئي
يصنف الصرع لدى الأطفال بناءً على نوع النوبات العصبية المصاحبة له، حيث يحدث الصرع البؤري، المعروف أيضاً بالصرع الجزئي، عندما تحدث اضطرابات عصبية في جزء واحد أو أكثر من الدماغ. وعادةً ما يسبق هذه النوبات ظهور أعراض تعرف بالأورة، مثل الشعور بالخوف أو الابتهاج أو الوهم بالسبق في الرؤية. يُقسم الصرع البؤري إلى نوعين رئيسيين: الصرع الجزئي البسيط والصرع الجزئي المركب.
الصرع الجزئي البسيط
تتوقف الأعراض الناتجة عن هذا النوع من الصرع على الجزء المتأثر من الدماغ، وعادةً ما تؤثر نوبات التشنج على مجموعة محددة من العضلات. وقد يصاحب هذه النوبات أعراض مثل الغثيان، التعرق، وشحوب البشرة، ولكنها لا تؤدي عادةً لفقدان وعي الطفل.
الصرع الجزئي المركب
يؤثر هذا النوع من النوبات على الفص الصدغي في الدماغ، المسؤول عن المشاعر والذاكرة. قد يفقد الطفل الوعي أثناء النوبات، وفي بعض الحالات يبدو مستيقظاً ولكنه غير مدرك لما حوله، وقد تظهر عليه تصرفات غريبة مثل الصراخ أو البكاء أو الضحك غير المبرر.
الصرع المعمم
تحدث نوبات الصرع المعمم عندما يتأثر الدماغ بالكامل نتيجة للنوبة. تنقسم هذه النوبات إلى عدة أنواع، بما في ذلك النوبة التوتريّة الرمعيّة والنوبة الصرعية المصحوبة بغيبة.
النوبة التوترية الرمعية
يشمل هذا النوع من نوبات الصرع الجسم بأكمله، ويكون أحياناً مصحوباً برعشة إيقاعية وعنيفة. قد تبدأ النوبة في جزء واحد من الجسم ثم تنتشر إلى باقي الأجزاء، وغالباً ما يكون هناك فقدان للوعي. عادة ما تستمر هذه النوبات بين 2-3 دقائق وتوقف بشكل تلقائي دون الحاجة لتدخل خارجي.
النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة
تحدث هذه النوبات بشكل سريع وقد لا تُلاحظ أحياناً حتى يصل الطفل إلى المدرسة. تتمثل الأعراض في فقدان الانتباه وإصابة الطفل بالتحديق في空 الوظيفة بتوتر الحرارة.
أعراض الصرع
- فقدان كامل للوعي.
- التحديق في الفراغ.
- ارتعاش الأطراف.
- فقدان مؤقت للإحساس في بعض الحالات.
- حركات لا إرادية وعشوائية.
- زيادة إفراز اللعاب.
- اضطرابات في الرؤية والإحساس.
- ميول عدوانية.
- اضطرابات نفسية.
أسباب الصرع
- العوامل الوراثية: حيث يؤثر التاريخ العائلي على احتمال وجود الصرع.
- الإصابات الرأسية: تؤثر الإصابات الخفيفة أو الشديدة في الرأس بشكل كبير على نشاط الدماغ.
- أمراض الأوعية الدموية.
- التهاب السحايا.
- ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
- حدوث تشنجات في مرحلة الطفولة.
- متلازمات جينية.
- أورام المخ.
- نقص الأكسجين أثناء الولادة.
- تشوهات خلقية في الدماغ.
تشخيص الصرع
يبدأ الطبيب بطلب معلومات مفصلة من العائلة حول النوبة التي تعرض لها المريض، حيث غالباً ما لا يتذكر المصاب ما حدث خلال النوبة. ثم يجري الطبيب بعض الفحوصات العصبية لاختبار ردود الفعل والمنعكسات، ويقوم بفحص الأداء الوظيفي للحواس والتوازن وحركة الجسم.
يطرح الطبيب سلسلة من الأسئلة حول التفكير والذاكرة، تليها فحوصات الدم لرصد أي مشاكل محتملة مثل الالتهابات أو التسمم. بعد ذلك، يتم إجراء الفحوصات التالية:
- فحوصات تفريغ القلب (Scanning): لضمان أن الدماغ يعمل بشكل طبيعي.
- مخطط كهرباء الدماغ (EEG): يسجل النشاط الكهربائي للدماغ، مما يساعد في تحديد وجود التغيرات التي تشير للصرع.
- تصوير مقطعي محوسب (CT): يستخدم لتوفير صورة تفصيلية للدماغ.
- التصوير المقطعي بإصدار البوزيترون (PET).
- التصوير بموجات الفوتون المفردة (SPECT).
علاج الصرع
يخضع مرضى الصرع للعلاج بالعقاقير المضادة للتشنج، وهي إحدى الأسس الأساسية لعلاج هذه الحالة. تمنع هذه الأدوية نوبات الصرع المختلفة، ويتوجب على المرضى الالتزام بالجرعات المحددة بشكل دقيق لضمان السيطرة على المرض.
مضاعفات الصرع
- الإصابة بنوبة أثناء الاستحمام.
- فقدان الوعي أثناء العمل أو القيادة.
- النوبات لدى الأم أثناء الحمل قد تعرض الجنين للخطر.
- زيادة احتمال تعرض الجنين لتشوهات خلقية.
- احتمالية حدوث أضرار دائمة في الدماغ.
- احتمالية الوفاة.
- تأثيرات سلبية على شخصية المريض وعلاقاته الاجتماعية.
- فقدان الثقة بالنفس.
الإسعافات الأولية لمرضى الصرع
- عند حدوث نوبة، يجب تأمين المكان وإبعاد المصاب عن الأثاث والأدوات الحادة. من المهم جعل المريض مستلقياً على ظهره وتوجيه رأسه في اتجاه واحد لتجنب اختناق اللعاب.
- استخدام وسادة أسفل رأسه لتخفيف الإصابة. يجب عدم إعطاء أي عقاقير أثناء النوبة.
- لا يُنصح بإيقاظ المصاب بعد النوبة مباشرة، بل يجب تهدئته حيث يكونون غالباً مرهقين ومرعوبين.
الفرق بين الصرع والتشنج
هناك فارق أساسي بين الصرع والتشنجات؛ حيث تُعتبر التشنجات أحد أعراض مرض الصرع، لكن ليست حالة مرضية بحد ذاتها. في حين أن الصرع هو حالة تهيؤ الدماغ لانتاج شحنات كهربائية مفاجئة، مما يؤدي إلى اضطراب في وظائف الدماغ. من المهم أيضاً التفاهم على أن حدوث تشنج واحد لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالصرع، حيث يمكن أن يحدث نتيجة لعدة عوامل مثل ارتفاع الحرارة أو نقص الأكسجين، بينما يعد الصرع حالة دائمة تتطلب متابعة طبية دقيقة.