الرسول توفي في سن الخامسة والستين

سن الرسول عندما توفي

  • تتعدد التساؤلات حول سن الرسول صلى الله عليه وسلم عند وفاته، حيث يوجد اختلاف في تحديد العام الذي رحل فيه.
  • يروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي توفي وعمره ثلاث وستين عامًا.
    • (رواه البخاري: 4466)
  • وفي حديث آخر عن ابن عباس رضي الله عنه، يُذكر أن الرسول توفي وعمره خمس وستين عامًا.
    • (رواه مسلم).
  • وقال الإمام النووي رحمه الله إن الرأي الأرجح هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي عن عمر يناهز 63 عامًا.

تاريخ وفاة الرسول محمد وعمره

  • بناءً على المعلومات السابقة، توفي الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، 12 من شهر ربيع الأول، في السنة الحادية عشر من الهجرة.
  • يتوافق هذا التاريخ مع يونيو من عام 633 ميلادي، وقد كانت وفاته بأرض المدينة المنورة، في حجر السيدة عائشة رضي الله عنها.

دلالات قرب أجل النبي

أما بالنسبة لدلالات اقتراب أجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حديثاً عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حينما جاءته ابنته فاطمة رضي الله عنها، فقد قالت:

  • «كنَّا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم جميعا، ولم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السَّلام تمشي، فلا والله ما تخفى مشيتها مِن مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب بها.
  • قال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّهَا، فبكت بكاءً شديداً، فلما رَآى حزنها سارَّهَا الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها: أنا مِن بَيْن نسائه:
  • خَصَّكِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنتِ تبكين. فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألتها: عما سارَّكِ؟ فقالت: ما كنت لأفشيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم سِرَّه، فلما توفي.
  • قلت لها: عَزمتُ عليكِ بما لي عليكِ من الحق لَمّا أخبرتني، فقالت: أمّا الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارَّني بالأمر الأول، فإنه أخبرني:
    • أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني بهذا العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنّي نعم السلف أنا لكِ، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارَّني الثانية.
    • قال: يا فاطمة، ألَا تَرْضَيْنَ أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟».
  • كما كانت هناك رؤية لعمه العباس رضي الله عنه، حين قال: «رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شِداد، فقُصَّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذلك وفاة ابن أخيك».
  • ومن الأمثلة الأخرى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن، فقال: «يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، لعلك أن تمر بمسجدي وقبري».
  • وما رواه العرباض بن سارية من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «صَلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغة، ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة…».

كيف مرض النبي صلى الله عليه وسلم؟

  • أما مرض وفاته صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في سيرته أنه عانى من صداع شديد بعد عودته من جنازة في البقيع.
  • ومع تفاقم الألم، استأذن أزواجه ليقضي أيامه الأخيرة عند السيدة عائشة رضي الله عنها.
  • نُقل إلى غرفتها، وخلال الأيام القليلة التي سبقت وفاته، ارتفعت درجة حرارته وشعر بضعف شديد في جسده.
  • ذهب إلى المسجد وهو معصوب الرأس، وخطب في الناس جالساً، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يخطب فيها بهذا الشكل، ثم صَلَّى بهم الظهر.
  • استمر في اللعب مع الناس حتى قبل وفاته بأربعة أيام، ولكن المرض اشتد به، فأمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأن يتقدم بالصلاة بالناس.
  • عندما شعر بتحسن طفيف، ذهب إلى المسجد ليصلي، فأمر أبا بكر باستكمال الصلاة.

الساعات الأخيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

  • في صباح يوم الاثنين، تفاقم الألم على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسندته السيدة عائشة عليه وكانت تتلو المعوذتين.
  • وأخذت تحفظ أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وتمسح بها على وجهه الكريم.
  • مع اشتداد سكرات الموت عليه، قال إن للموت سكرات، وسمعته يدعو: «اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق»، وقد كرر ذلك ثلاث مرات قبل أن ينتقل إلى جوار ربه.
  • ثم وضع رأسه على فخذ السيدة عائشة، وتوفي بعد أن أتم نشر نور الإسلام وكان سببًا في هداية الأمة.

كيفية غسله وكفنه

  • تولى غسل النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس وأبنائه وأبو طالب رضي الله عنهم جميعاً.
  • غسل النبي في ثيابه، بعد أن اختلفوا في جواز تجريده منها.
  • ثم ألقى الله تعالى عليهم النوم، حتى سمعوا هاتفا يأمرهم بغسله في ثيابه.
  • روت السيدة عائشة رضي الله عنها: «عندما أرادوا غسل الرسول صلى الله عليه وسلم، اختلفوا:
    • والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرّد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟
    • فلمّا اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى سقطت ذقونهم في صدورهم.
    • ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت، لا يدرون من هو: أن اغسلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه.»
  • ثم كُفِّن صلى الله عليه وسلم بثلاث أثواب من القطن فوق ثيابه الطاهرة.

الصلاة على النبي ودفنه

  • تمت الصلاة عليه جماعة بحيث يدخل الجميع للصلاة عليه واحدًا تلو الآخر.
  • وذكر الإمام الشافعي أن السبب في ذلك هو عظم الأمر على المسلمين ورغبتهم في عدم التنافس حول من سيكون الإمام.

الأسبوع الأخير في حياة النبي

عندما ازدادت حدة المرض، بدأ النبي يسأل زوجاته: “أين أنا غدًا؟”، مشيراً إلى رغبته في قضاء يومه في منزل عائشة. لذا، أذنت له زوجاته بالبقاء عندها حتى توفي.

كانت السيدة عائشة تتلو المعوذتين والأدعية التي حفظتها من النبي، وتمسح بها على جسده أملاً في البركة.

احتضار النبي محمد

احتضر النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم الاثنين، وكان بجوار زوجته السيدة عائشة، تُسنده حتى انتقل إلى رحمة الله في منزلها.

عندما بدأت سكرات الموت تشتد عليه، قال إن للموت سكرات، ورَفع إصبعه في السماء، وسمعته عائشة يدعو: “اللهم اغفر لي وارحمني، ألحقني بالرفيق”، وقد تكرر ذلك ثلاث مرات قبل انقضاء العمر.

سبب الصلاة جنازة النبي فرادى

  • أوضح الإمام الشافعي أن السبب في ذلك هو عظمة الأمر لدى المسلمين، ولتجنب التنافس بينهم فيما يخص من يقود الصلاة.

أسئلة شائعة حول وفاة الرسول

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *