تُعتبر الملكة كليوباترا السابعة واحدة من أبرز الشخصيات في التاريخ الفرعوني، حيث تولت حكم مصر القديمة لما يقرب من 30 عامًا، كوصية على العرش وكانت جزءًا من سلالة الحاكمين المقدونيين.
تميزت كليوباترا بإتقانها لعدة لغات، وكانت تُعرف بذكائها وثقافتها الواسعة. تمكنت من أن تكون الحاكم الفعلي في ثلاث مقاطعات من بلادها.
الملكة كليوباترا
- تعد كليوباترا السابعة، ملكة مصرية، مشهورة في التاريخ والدراما بصفتها عشيقة يوليوس قيصر، ثم كزوجة مارك أنطوني.
- وُلِدت عام 70/69 قبل الميلاد، وتوفيت في أغسطس عام 30 قبل الميلاد بالإسكندرية.
- بعد وفاة والدها، بطليموس الثاني عشر، تولت كليوباترا العرش في عام 51 قبل الميلاد، وشاركت الحكم مع شقيقيها، بطليموس الثالث عشر (51-47 ق.م)، وبطليموس الرابع عشر (47-44 ق.م)، وابنها بطليموس الخامس عشر قيصر (44-30 ق.م).
- بعد هزيمة قوات أوكتافيان (الإمبراطور المستقبلي أغسطس)، انتحر أنطوني وكليوباترا، مما أدى إلى احتلال مصر من قِبل الرومان.
- تميزت كليوباترا بنفوذها السياسي خلال فترة مهمة من تاريخ مصر، وأصبحت رمزًا للمرأة الجذابة الرومانسية.
بدايات حياتها وصعودها إلى العرش
- نظرًا لعدم توافر روايات معاصرة عن الملكة كليوباترا، يصعب تجميع سيرة حياتها بدقة، لكن معظم المعلومات المستمدة تأتي من أعمال علماء يونانيين ورومان، ويأتي في مقدمتهم “بلوتارخ”.
- وُلدت كليوباترا في 70 أو 69 قبل الميلاد، وكانت ابنة بطليموس الثاني عشر (أوليتس)، الذي ينتمي إلى سلالة بطليموس الأول سوتر، أحد القادة العسكريين للإسكندر الأكبر ومؤسس الحكم البطلمي في مصر.
- والدتها كانت كليوباترا تريفينا، زوجة الملك، ومن المحتمل أنها كانت أخته غير الشقيقة. بعد وفاة والدها في عام 51 قبل الميلاد، ورثت كليوباترا العرش في سن الثامنة عشرة، مع شقيقها بطليموس الثالث عشر الذي كان حينها في العاشرة من عمره.
- تواجه الأشقاء تحديات منذ البداية، حيث عمل مستشارو بطليموس ضد كليوباترا، مما أدى إلى هروبها إلى سوريا في عام 49 قبل الميلاد.
- قامت بتشكيل جيش من المرتزقة وعادت في العام التالي لمواجهة قوات شقيقها في حرب أهلية قرب بيلوسيوم على الحدود الشرقية لمصر.
قيصر وكليوباترا
- كان قيصر بحاجة ماسة إلى الأموال اللازمة لاستعادة سلطته في روما، بالإضافة إلى سعيه لتسديد ديون سلفه.
- بعد أربعة أشهر من المعارك الشرسة بين قوات قيصر وجيش بطليموس الثالث عشر، وصلت التعزيزات الرومانية.
- أُجبر بطليموس على الفرار من الإسكندرية، وتقول الروايات إنه غرق في نهر النيل.
- عندما دخل قيصر الإسكندرية فاتحًا، وجد نفسه غير محبوب. لذا قرر إعادة الملكية إلى كليوباترا وشقيقها الأصغر، بطليموس الرابع عشر (كان عمره حينها 13 عامًا).
- استقر قيصر في مصر حيث بقي لفترة بجانب كليوباترا، وفي حوالي عام 47 قبل الميلاد أنجبت كليوباترا ابنها، بطليموس قيصر، الذي أُطلق عليه لقب قيصرون.
- سافرت كليوباترا مع بطليموس الرابع عشر وقيصرون لزيارة قيصر بين عامي 46-45 قبل الميلاد.
- بعد اغتيال قيصر في مارس عام 44 قبل الميلاد، عادت كليوباترا إلى مصر، وتوفي بطليموس الرابع عشر بعد فترة قصيرة، ويُعتقد أن كليوباترا كانت وراء مقتله.
- تم تسليم ولاية العرش إلى قيصريون الذي بلغ من العمر ثلاث سنوات باسم بطليموس الخامس عشر.
- حيث كانت كليوباترا تُعزّز صلتها بالإلهة إيزيس، وهو تقليد يعزز مكانة الملوك في مصر القديمة.
- تحدثت كليوباترا بما يصل إلى 12 لغة، وكان يُشار إليها باسم “إيزيس الجديدة”، كما وُصفت بـ “سحرها الذي لا يُقاوم”، وفقًا لبلوتارخ.
إغراء كليوباترا لمارك أنطوني
- مع ابنها الرضيع كوصي عليها، تأمنت كليوباترا أكثر في حكمها لمصر، لكنها واجهت تحديات اقتصادية بسبب فيضانات النيل التي أثرت على المحاصيل ونتجت عنها المجاع.
- في هذه الأثناء، كانت الصراعات مشتعلة في روما بين الحلفاء السابقين لقيصر، بروتوس وكاسيوس. لكلا الجانبين كان هناك حاجة للدعم المصري، وفي النهاية، أرسلت كليوباترا أربعة فيالق رومانية لدعم الثلاثية.
- في عام 42 قبل الميلاد، بعد هزيمة بروتوس وكاسيوس في معركة فيليبي، تم تقسيم السلطة في روما بين مارك أنطوني وأوكتافيان.
- ثم دعا مارك أنطوني كليوباترا إلى طرسوس لتوضيح دورها بعد اغتيال قيصر.
- وفقًا لبلوتارخ، اقتربت كليوباترا من أنطوني بسفينة فاخرة، وكانت ترتدي ملابس إيزيس لجذب انتباهه.
- وافق أنطوني على حماية مصر وتاج كليوباترا، ووافق على نفي شقيقتها ومنافستها، أرسينوي.
- عادت كليوباترا إلى مصر، وتبعها أنطوني بعد فترة وجيزة، حيث أمضوا الشتاء معًا في الإسكندرية.
- في عام 40 قبل الميلاد، أنجبت كليوباترا توأمين، ألكسندر هيليوس وكليوباترا سيلين.
كليوباترا وصراع القوى
- بعد وفاة زوجته فولفيا، كان على أنطوني إثبات ولائه لأوكتافيان من خلال زواج دبلوماسي من أوكتافيا، أخت أوكتافيان غير الشقيقة.
- وفي هذه الأثناء، تواصلت مصر بالازدهار تحت حكم كليوباترا.
- في عام 37 قبل الميلاد، التقى أنطوني بكليوباترا مرة أخرى ليطلب مساعدتها المالية لحملته العسكرية ضد بارثيا.
- وفي المقابل، وافق على إعادة أجزاء كبيرة من أراضي إمبراطورية مصر الشرقية، بما في ذلك قبرص وكريت.
- تجددت علاقتهما مرة أخرى، وأنجبت كليوباترا طفلًا آخر، بطليموس فيلادلفوس، في عام 36 قبل الميلاد.
- بعد هزيمة مدوية في بارثيا، رفض أنطوني جهود زوجته أوكتافيا للانضمام إليه وعاد إلى كليوباترا.
- في عام 34 قبل الميلاد، أعلن أنطوني أن قيصريون هو ابن قيصر ووريث العرش، مما أثار فتنة مع أوكتافيان، الذي زعم أن أنطوني أصبح تحت سيطرة كليوباترا.
- في أواخر عام 32 قبل الميلاد، انتزع مجلس الشيوخ الروماني جميع ألقاب أنطوني، وأعلن أوكتافيان الحرب على كليوباترا.
الهزيمة والموت
- في 2 سبتمبر عام 31 قبل الميلاد، هُزمت قوات أنطوني وكليوباترا بشكل ساحق في معركة أكتيوم.
- انسحبت سفن كليوباترا من المعركة وهرعت إلى مصر، في حين تمكن أنطوني من الفرار في عدد قليل من السفن.
- بينما كانت الإسكندرية تتعرض للهجوم من قبل قوات أوكتافيان، سمع أنطوني شائعة عن انتحار كليوباترا، فسقط على سيفه.
- في
