كيف تظهر سمات الأصالة في الفن المعماري المغربي؟

الفن المعماري المغربي

لقد شهدت أرض المغرب توالياً للحضارات وتنوعاً فريداً، بحيث كان لهذا التمازج الحضاري أثرٌ عميق في تطور الزخرفة المغربية. يتجلى ذلك في الفن المعماري المغربي الذي يُظهر تنوعاً وإبداعاً في الألوان والمكونات المستمدة من البيئة المغربية الغنية.

العمارة المغربية القديمة (التنكة)

تأثر الفن المعماري المغربي بشكل كبير بالعمارة الأندلسية، حيث كان لذلك آثارٌ واضحة على المرابطين والموحدين الذين عاشوا في المغرب قبل حوالي ألف عام. في تلك الفترة، ارتقى الفن المعماري إلى مستويات عالية من الفخامة، متجليةً في جماليات مُبهرة، ومن أهم ميزاتها:

  • الأقواس العمودية التي تحمل السقف، مثل تلك الموجودة في جامع قرطبة الكبير وجامع عقبة بن نافع في القيروان.
  • استخدام الفسيفساء الخزفية على واجهات الجوامع والمباني، بالإضافة إلى النقوش المحفورة على الجص، حيث بلغت تلك النقوش أعلى مستوياتها في فن العمارة المرابطية.
  • اعتمدت معظم الزخارف في تلك الحقبة على العروق النباتية والأشكال الهندسية والأشرطة الكتابية، والتي استخدمت الخط الكوفي وخط الثلث بشكل رئيسي.

كان للإرث الفني للمرابطين والموحدين تأثير عميق على تطور العمارة الإسلامية، ويتضح ذلك في صوامع المساجد في مدينة إشبيلية والحسينية ومراكش.

العمارة الحديثة في المغرب

لعب فن العمارة المغربية القديمة دوراً محورياً في صياغة العمارة الحديثة في البلاد. يُظهر مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء كيف تم الحفاظ على الأصالة المغربية، حيث ساهمت التقنيات الحديثة في إعماره في جعله من أبرز المعالم العمرانية الجديدة. يقدم هذا المسجد تمازجاً زخرفياً رائعاً يجمع بين عناصر الماضي والحاضر، حيث خُصص الآلاف من المعلمين المغاربة المهرة لإبداع روائع زخرفية فيه.

منذ زمن بعيد، استمر تأثير فن العمارة على الابتكارات العمرانية، حيث لا تزال الأسقف الخشبية المنقوشة والجصية تستخدم على نطاق واسع. يُعتبر الخشب المنقوش فاصلًا بين المجلسين، وتحتفظ البيوت المغربية بطابعها الفريد، حيث يُطلق على الأسقف المزخرفة اسم (الزواق). تتكون الزواق من أعمدة مصنوعة من الخشب مثل العرعر، مما يمنح الأسقف مظهراً جمالياً مميزاً وأصيلاً.

تُعتبر الموزاييك أيضاً من السمات البارزة في العمارة المغربية، حيث تستخدم كديكور رئيسي في البيوت. أصبحت الموزاييك تُوظف حديثاً في العديد من التفاصيل الديكورية للبيوت المغربية، وتجاوزت كونها مقتصرة على الأعمدة والجدران. ينافس الموزاييك المغربي الأصيل جميع الأنماط الديكورية المعمارية في العالم، وهناك اهتمام كبير به من دول عديدة مثل الأردن والسعودية ومصر.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *