الكلام في اللغة العربية يُقسم تقليديًا إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الفعل، الاسم، والحرف. يتميز كل قسم بأنواع معينة وحالات خاصة، كما أن اللغة العربية تنفرد بمزايا مثل الحركات والتشكيل، مما يؤثر على المعاني بشكل دقيق.
في هذا المقال، نركز على أحد أقسام الكلام، وهو الفعل، ونتناول الفرق بين الفعل الماضي والفعل المضارع.
تعريف الفعل وأنواعه
في ما يلي، نستعرض بإيجاز الفعل وأنواعه في اللغة العربية:
- الفعل هو كلمة تدل على حدوث أو إمكانية حدوث فعل أو حدث معين في زمن محدد.
- يعبر الفعل عن مطلبين أساسيين: المعنى العقلي أو الذهني، الذي يتعلق بوقوع الحدث، أو إمكانيته، والمعنى الزمني (زمن حدوث الفعل).
- إذا وقع الحدث قبل الحديث عنه، يُعرف بالفعل الماضي.
- أما إذا كان الفعل جارياً أثناء الحديث عنه، يُسمى الفعل المضارع، وفي حالة الطلب من المخاطب للقيام بالفعل، يُصنف كفعل أمر.
- تنقسم الأفعال في اللغة العربية إلى أقسام زمنية، فهي تتضمن ثلاثة أصناف: الفعل الماضي، الفعل المضارع، وفعل الأمر.
- كما تُقسم الأفعال حسب حاجتها للمفعول به إلى: فعل لازم وفعل متعدٍ، وحسب وجود حرف علة، إلى فعل صحيح وفعل معتَل.
أنواع الأفعال في اللغة العربية
قبل توضيح الفرق بين الفعل الماضي والفعل المضارع، سنستعرض أقسام الأفعال حسب الوقت، وهي:
- الفعل الماضي هو الفعل الذي وقع وانتهى في الزمن الماضي، على سبيل المثال: (ضرب، قرأ، شرب).
- الفعل المضارع هو الفعل الذي يحدث أثناء الحديث عنه أو سيحدث في المستقبل. يتم اشتقاق الفعل المضارع من الفعل الماضي بإضافة أحد حروف المضارعة. على سبيل المثال، الفعل الماضي (ضرب) يصبح (أضرب، نضرب، تضرب، يضرب) عند إضافة حرف المضارعة.
- الفعل الأمر هو الفعل الذي يطلب من المخاطب تنفيذه، حيث يكون بناء فعل الأمر على السكون إذا لم يتصل به شيء، مثل (اضربْ، اشربْ). وعند إضافة حرف العلة، يُبنى على حذف حرف العلة.
- بالنسبة لأنواع الأفعال حسب حاجتها لمفعول به:
- الفعل اللازم هو الفعل الذي لا يحتاج لمفعول به، بل يُكتفى بالفاعل لإتمام المعنى، كما في الجملة (قعدَ عصام على الأريكةِ).
- الفعل المتعدي هو الذي يتطلب وجود مفعول به لإكمال المعنى، مثل (أكل الولدُ التفاحة).
- أما بالنسبة لأنواع الأفعال من حيث اتصالها بحرف العلة:
- فعل صحيح هو الفعل الذي لا يتصل به حرف من أحرف العلة. وله عدة أنواع: الصحيح السالم، الصحيح المهموز، والصحيح المضعف.
- فعل معتل هو الفعل الذي يحتوي على حرف علة.
الفعل الماضي وحالات بنائه
الفعل الماضي هو الذي تم حدوثه وانتهى في الزمن الماضي. يمكن أن يكون الفعل الماضي مجردًا أو مزيدًا، وأما حالات البناء الخاصة به فهي:
- يُبنى الفعل الماضي على الفتح في الحالات التالية:
- إذا لم يتصل به شيء، مثال: (ضربَ).
- إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة، مثل (ضربَتْ).
- إذا اتصلت بألف الاثنين، مثال: (ضربَا).
- يُبنى الفعل الماضي على الفتح المقدّر على الألف للتعذر، كجملة (مشى).
- يُبنى الفعل الماضي على السكون في الحالات التالية:
- إذا اتصلت به تاء الفاعل المتحركة، مثل (أكلتُ)، فيُعرب: فعل ماضي مبني على السكون.
- إذا اتصلت به نون النسوة، كما في (النساء أكلنَ)، فيكون إعرابها: فعل ماضي مبني على السكون.
- يُبنى أيضًا على السكون إذا اتصلت به “نا” الدالة على الفاعلين، مثل (نحن أكلنا).
- يُبنى الفعل الماضي على الضم في حالة واحدة: إذا اتصل بواو الجماعة، مثل (الطلاب حفظوا الدرس).
الفعل المضارع وحالات إعرابه
الفعل المضارع هو الذي يقع أثناء الحديث عنه أو سيقع في المستقبل القريب. ويكون الفعل المضارع معربًا دائمًا. حالات إعرابه هي:
- الفعل المضارع المرفوع: يُرفع بالضمة الظاهرة أو المقدرة.
- مثال: (يضربُ) يُعرب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. أما (يرمي) يُعرب: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة.
- الفعل المضارع المنصوب: يُنصب الفعل المضارع إذا سبق بإحدى أدوات النصب مثل (أن، ولن، وكي، وإذن).
- على سبيل المثال: (لن أبرح المكان) يُعرب: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- كما ينصب الفعل المضارع بأن المضمرة بعد لام التعليل أو فاء السببية، مثل (لا تسرق فتندم).
- الفعل المضارع المجزوم: يُجزَم الفعل المضارع في حالتين؛ عند سبقه بأداة جزم (لم، لما، لام الأمر، أو لا الناهية).
- كما يمكن أن يُجزَم الفعل المضارع إذا كان في محل فعل شرط أو جواب شرط، مثل: (قال المعلم ادرسوا تنجحوا).
الفرق بين الفعل الماضي والمضارع
هناك فروق جوهرية تميز الفعل الماضي عن الفعل المضارع، وتشمل:
- الفعل الماضي يأتي فقط مبنيًا إما على الفتح أو الضم، ولا يعرب أبداً.
- بينما الفعل المضارع يكون معربًا دائمًا وقد يرفع إذا لم يتصل به شيء، أو يُنصب بإحدى أدوات النصب، أو يجزم إذا سبق بأداة جزم.
- الفعل المضارع يُبنى في حالات معينة، مثل اتصاله بنون النسوة أو نوني التوكيد الثقيلة أو الخفيفة.
