دور علم الفرائض
يُعتبر علم الفرائض من أبرز وأسمى العلوم الشرعية، إذ يتمتع بمكانة عالية وأهمية كبيرة، بالإضافة إلى الثواب العظيم الذي يناله المتعلمون له. وتتجلى أهميته من خلال النقاط التالية:
- يُعد علم الفرائض أو المواريث واحداً من العلوم الشرعية الأساسية، حيث تتضمن الكثير من أحكامه تفاصيل موضحة في القرآن الكريم. وقد اعتبره العلماء من أفضل العلوم بعد علم العقيدة والتوحيد وأصول الدين.
- يشغل علم المواريث والفرائض موقع الصدارة في النظام المالي الإسلامي.
- حث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صحابته على دراسة علم الفرائض، حيث وردت أحاديث تشير إلى ضرورة تعلمه، وذكرت أنه العلم الذي يُنزع أولاً من صدور الناس.
- يمكن القول إن علم الفرائض يمثل نصف المعرفة، حيث يتناول النصف الأول من العلم الأمور المتعلقة بحياة الإنسان مثل الصلاة والصيام، والنصف الآخر يتمركز حول وفاته، بما في ذلك الفرائض والوصايا.
- تظهر أهمية علم الفرائض من خلال حرص الصحابة عليه، وقد تفوقوا في تعلمه، ومن أبرز هؤلاء الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن عباس، وابن مسعود، وزيد بن ثابت الذي كان الأكثر علماً به -رضي الله عنهم أجمعين-.
تعريف علم الفرائض
علم الفرائض هو العلم الذي يتناول توزيع ما يتركه المتوفى من أموال وممتلكات، حيث يحدد كيفية تقسيمها ونصيب كل وارث منها. وقد تم تسمية هذا العلم بـ “علم الفرائض” من باب التغليب، نظراً لأن غالبية التركة تُخصص للفروض بينما العصبات أقل عدداً.
الحكمة من تشريع الميراث
نظرًا لأهمية تنظيم التركات، تولى الله -سبحانه وتعالى- بيده الكريمة تحديد أنصبة المواريث، وحدد لكل صاحب حق حصته في آيات معروفة وموصوفة. وتعود الحكمة في تشريع الميراث إلى النقاط التالية:
- إن علم الفرائض والمواريث هو علم بالغ الأهمية، فإذا لم يكن للإنسان يقين بأن ما يتركه سيتم نقله إلى الأجيال القادمة، فلن يسعى لتحقيق الكسب والرزق، بمخاوف من ضياع ثروته بعد وفاته. وقد جاءت شريعة الله الكريمة متوافقة مع فطرة الإنسان التي تعتز بالمال والأبناء، فتضمن انتقال الثروات بين الأرحام والأقارب، مما يبعث الأمل في قلوب المسلمين ضد اليأس.
- تساعد الأموال التي يتركها المتوفى في تعزيز التكافل الاجتماعي بين الأفراد، إذ يتمكن الابن من الاستفادة من ثروة والده، والأخ من أخيه، وهكذا.
- يعد توزيع الميراث إحدى أبواب صلة الأرحام، حيث أن تحويل جزء من الأموال لأقرباء المتوفى يعزز الروابط العائلية ويجلب الأجر والثواب.
- إن الأموال وتوزيعها تشكل موضوعاً جذاباً لكل راغب فيها، ولذلك تولى الله -تعالى- عملية توزيع الميراث بنفسه لضمان عدم استغلال هذه القضايا وفق الأهواء الشخصية، مما يضمن توزيعها بالعدل وبما فيه المصالح التي لا يعلمها إلا هو.