أهمية كتاب رياض الصالحين
تتجلى أهمية كتاب “رياض الصالحين” في الروح العلمية التي تبديه مؤلفه، حيث التزم بذكر الأحاديث الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتبع ذلك عدد من العلماء الذين أثروا الكتاب بشرحهم وتوضيحهم ومساهماتهم العلمية. وقد حظي الكتاب بترحيب الأمة الإسلامية في كل العصور، في حين وصفه بعض العلماء بقوله: “أيها السائر على نهج المصطفى، التمس سنته في كل زمان، فلا تعتمد سوى مؤلفات النووي واذكر ما جاء في رياض الصالحين”.
لقد آتت جهود مؤلف “رياض الصالحين” ثمارها، حيث تمتع الكتاب ببركة عظيمة تعود إلى الجهد البالغ الذي قام به مؤلفه -رحمه الله-، والذي اتبع في تأليفه أسلوب الموضوعات الذي يسهل على الناس دراسة الكتاب ومشاركته وفهمه.
تقوم بعض المساجد في العديد من البلدان الإسلامية بتخصيص وقت يومي بعد الصلوات لمطالعة أبواب “رياض الصالحين” ودراستها، ما يعكس قبول الناس له وارتياحهم تجاهه، حيث يتبوأ هذا الكتاب مكانة رفيعة بين كتب السنة النبوية التي يجب الالتفات إليها.
نبذة عن مؤلف كتاب رياض الصالحين
مؤلف “رياض الصالحين” هو الإمام النووي، المعروف باسم يحيى بن شرف الدين النووي -رحمه الله- الذي توفي في عام 676 هجرياً. يُعتبر النووي أحد أعلام الفقه والحديث، وكان له دور بارز بين فقهاء المذهب الشافعي، حيث أطلق عليه عدة ألقاب منها: شيخ الشافعية، قطب الأولياء، شيخ الإسلام والمسلمين، وعمدة الفقهاء والمحدثين، وصفوة الأولياء والصالحين.
نبذة عن كتاب رياض الصالحين
يمكن تلخيص محتويات كتاب “رياض الصالحين” في النقاط التالية:
- يحتوي هذا الكتاب على مجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية، غالبيتها موثوقة وصحيحة.
- تتركز مواضيع الأحاديث على التربية الإيمانية ومكارم الأخلاق الفاضلة التي ينبغي على المسلم تبنيها.
- يبرز الكتاب سيئ الأخلاق التي يتوجب على المسلم تجنبها والابتعاد عنها.
- يُعتبر مرجعاً أساسياً لتعليم الآداب الشرعية التي جاء بها الإسلام الحنيف.
- دخل الكتاب بقوة في المناهج الدراسية بالمعاهد والمدارس والجامعات والحلقات العلمية في معظم بلاد المسلمين، رغم أن ذلك جاء في زمن متأخر.
- أصبح الكتاب شائعاً بين المسلمين، مما جعلهم يتوقون إلى مؤلفات يتناولون فيها السنة النبوية والعمل على ترجمتها إلى لغات مختلفة.
- تدريس هذا الكتاب يتبع أسلوباً متشابهاً مع الطريقة التي استخدمها العلماء والدعاة في تدريس كتاب “بلوغ المرام”.
على الرغم من شهرة الإمام النووي لدى علماء بلاد الهوسا بشكل أكبر من الحافظ ابن حجر بسبب انتشار مؤلفه “الأربعون النووية”، إلا أن اكتشاف أهمية “رياض الصالحين” ورعاية تدريسه وترجمته إلى لغات متعددة، بما فيها لغة الهوسا، جاء متأخراً مقارنة بالاهتمام بكتاب “بلوغ المرام”.
قد يعود السبب في ذلك إلى اختلاف محتوى المؤلفين؛ حيث حرص الإمام النووي -رحمه الله- في “رياض الصالحين” على تجميع محتوى التربية الإسلامية من السنن الصحيحة والحسنة.
المصنفات التي شرحت كتاب رياض الصالحين
فيما يلي نستعرض بعض الكتب والمصنفات التي قامت بشرح “رياض الصالحين”:
- منهل الواردين شرح رياض الصالحين، من تأليف صبحي إبراهيم الصالح -رحمه الله-.
- شرح رياض الصالحين، لمؤلف محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف مصطفى الخن ومصطفى البغا ومحيي الدين مستو.