موقع جزيرة مدغشقر
تقع جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي، شرق ساحل موزمبيق، على بُعد حوالي 450 كيلومترًا. تُعتبر هذه الجزيرة، التي تُعرف بالجزيرة الحمراء، واحدة من أكبر الجزر الأفريقية في المحيط الهندي. ترجع نشأتها إلى انفصال قارة غندوانا العملاقة، حيث ابتعدت كتلة اليابسة التي تضم مدغشقر والهند والقارة القطبية عن الكتل الأخرى التي تشمل أفريقيا وأمريكا الجنوبية منذ حوالي 135 مليون سنة. وبعدها، انفصلت مدغشقر عن الهند قبل نحو 88 مليون سنة، مما جعلها رابع أكبر جزيرة في العالم بمساحة تُقدر بحوالي 587 ألف كيلومتر مربع. تتميز الجزيرة بتنوعها الفريد من النباتات والحيوانات التي تعيش في بيئات معزولة.
نظرًا لموقعها الجغرافي، تفصل قناة الموزمبيق جزيرة مدغشقر عن الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا، حيث تبلغ أدنى مسافة بينهما نحو 430 كيلومترًا. كما يمتد طول ساحل الجزيرة لأكثر من 4828 كيلومترًا.
مناخ وطقس جزيرة مدغشقر
يعرف مناخ جزيرة مدغشقر بأنه استوائي بحري، ويتأثر بعدد من العوامل مثل الارتفاع والرياح الموسمية وقربها من البحر. يتمتع المناخ في المناطق المرتفعة باعتداله، إذ تسجل درجة حرارة دافئة وممطرة من منتصف سبتمبر إلى أبريل، في حين يكون أكثر برودة من مايو حتى بداية سبتمبر. بينما يكون الطقس جافًا خلال أشهر الشتاء من أبريل إلى بداية سبتمبر، ويميل إلى البرودة الشديدة ليلاً. وعلى الرغم من أنها فترة جفاف، إلا أن هناك إمكانية لسقوط الأمطار. في فصل الصيف، المعروف أيضًا بالموسم الأخضر، تكون درجة الحرارة أكثر دفئاً من أواخر سبتمبر حتى أبريل.
جغرافية جزيرة مدغشقر
تتميز جغرافية جزيرة مدغشقر بعدد من العناصر الأساسية، ومنها:
- حجم الجزيرة الكبير، الذي يتميز بوجود سهل ساحلي ضيق وهضبة مرتفعة مع سلسلة جبلية في الوسط، حيث يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيها، ماروموكوترو، حوالي 2876 مترًا عن مستوى سطح البحر.
- التنوع البيولوجي الفريد من نوعه، حيث تعتبر مدغشقر موطنًا لنحو 5% من الأنواع النباتية والحيوانية على مستوى العالم، مع وجود حوالي 80% من هذه الأنواع تستوطن فقط في الجزيرة، المتعلقة بما يقرب من 9000 نوع من النباتات. ولحماية الأنواع المهددة بالانقراض، تم إنشاء العديد من المنتزهات الوطنية والمحميات الطبيعية.
- غابات أتسينانانا المطيرة، التي تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو.
- الساحل الشرقي الذي يشمل أراضٍ منخفضة ومنحدرات شديدة مع بعض المرتفعات الوسطى، حيث يضم واحدة من أطول القنوات المائية في العالم المستخدمة للنقل والصيد.
- المرتفعات الوسطى التي تحتوي على تضاريس متنوعة تشمل التلال المستديرة والسهول الرسوبية والمستنقعات.
- الساحل الغربي الذي يتضمن موانئ وسط سهول شاسعة تتمتع بقدرة زراعية عالية، بالإضافة إلى وجود مستنقعات منغروف لا تزال غير مكتشفة.
موارد جزيرة مدغشقر الطبيعية
تحتوي جزيرة مدغشقر على موارد طبيعية غنية، من بينها:
- المعادن المتنوعة مثل الجرافيت والإلمنيت والكروميت، بالإضافة إلى الفحم والبوكسيت والعديد من العناصر النادرة، بما في ذلك الملح والكوارتز والأحجار شبه الكريمة.
- الأراضي الصالحة للزراعة، والغابات، ومصائد الأسماك، والمناظر الطبيعية الخلابة.
جزيرة مدغشقر، المعروفة بلقب الجزيرة الحمراء بسبب تربتها الفريدة، تقع في الجزء الأفريقي وتعكس تنوعًا كبيرًا في المناخ والتضاريس. يتميز اقتصاد الجزيرة باعتماده على مواردها الطبيعية المتنوعة والوفيرة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 27 مليون نسمة.
