إبراهيم ناجي: شاعر مصري معروف وثقافته الأدبية

تعريف بإبراهيم ناجي

يُعتبر إبراهيم ناجي، الطبيب والشاعر المصري، واحداً من أبرز الشعراء العرب والمصريين في العصر الحديث. لقد تأثر ناجي بشكل كبير بالتيار الرومانسي في الفن، وشغل منصب وكيل مدرسة أبولو الشعرية، بالإضافة إلى كونه رئيس رابطة الأدباء المصريين. استمد ناجي ثقافته الشعرية من أعلام الأدب العربي أمثال المتنبي وأبو نواس وابن الرومي، الذين درسهم خلال مسيرته.

وُلِد إبراهيم ناجي، مؤلف القصيدة الشهيرة “الأطلال” التي غنتها الفنانة أم كلثوم، في عام 1898م في العاصمة المصرية القاهرة. كان والده يمتلك مكتبة واسعة من الكتب العربية في منزله، مما ساهم في غرس حب القراءة في قلب ابنه منذ الصغر، كما كان يساعده بإهدائه الكتب. وقد أجاد إبراهيم أربع لغات في حياته.

النشأة والتعليم

بدأ إبراهيم ناجي دراسته بالتعليم الابتدائي، ثم حصل على شهادة الثانوية العامة في عام 1917م، مما أهله للالتحاق بكلية الطب، التي تخرج منها عام 1923م. بعد تخرجه، افتتح عيادته الخاصة في القاهرة.

فيما بعد، انتقل ناجي إلى مدينة المنصورة، حيث اكتشف جمال نهر النيل والطبيعة الخلابة. هنا بدأ يظهر الجانب العاطفي في شعره، وبدأ تعلّم الثقافة العربية الأصيلة من خلال دراسة القوافي والعروض وقراءة أشهر الدواوين العربية. كما قرأ قصائد الشعر الرومانسي الغربي ليغذي موهبته الشعرية.

المسيرة الشعرية

انطلقت مسيرة إبراهيم ناجي الشعرية في سن الثامنة والعشرين، وتحديدًا في عام 1926م، حين بدأ في ترجمة بعض قصائد دي موسييه وتوماس مور ونشرها في مجلات أسبوعية. ثم انضم إلى جماعة أبولو في عام 1932م، حيث التقى بنخبة الشعراء العرب الذين تخلوا عن القواعد التقليدية في كتابة الشعر.

كتب ناجي العديد من الدراسات النقدية حول الشعر، منها دراسة عن الشاعر الفرنسي الشهير بودلير. كما شارك مع أحمد زكي في إصدار العدد الأول من مجلة جمعية أبولو في العام ذاته، واعتُبر ناجي من المؤسسين لهذه الجمعية بجانب شعراء بارزين مثل كرمة بن هانئ وأحمد شوقي.

إصدارات إبراهيم ناجي

خلال مسيرته الأدبية، قام إبراهيم ناجي بتأليف العديد من الدواوين الشعرية، من أبرزها ديوان “وراء الغمام” وديوان “في معبد الليل”. وبعد وفاته، صدرت أعماله الكاملة عن المجلس الأعلى للثقافة في عام 1960م، حيث توفي في القاهرة عام 1953م ودُفن فيها، كما تم توثيق عدد من قصائده المجهولة التي جمعها أحد الباحثين.

بالإضافة إلى الشعر، نشر ناجي أيضًا في مجال الأدب القصصي، ومن أعماله في هذا المجال كتاب “مدينة الأحلام” و”أدركني يا دكتور”. وفقًا لأحد الباحثين، كتب ناجي أكثر من خمسين قصة ما بين عامي 1933م و1953م، فضلاً عن بعض الكتب في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع وتدوين الخواطر، إلى جانب ترجماته المتعددة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *