سورة الإسراء: المعروفة بسورة بني إسرائيل
- تُعرف السورة التي يطلق عليها اسم “بني إسرائيل” بسورة الإسراء، حيث أنها تتناول بالتفصيل تاريخ وما يتعلق ببني إسرائيل.
- تجدر الإشارة إلى أن هذه التسمية ليست حديثة، بل تعود إلى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- ويظهر ذلك من خلال حديثين صحيحين يشهدان لهذا الاسم، الأول رواه ابن مسعود رضي الله عنه: (بني إسرائيل، والكهف، ومريم إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي) رواه البخاري.
- أما الحديث الثاني، الذي رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فيقول:
- (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر) رواه الترمذي.
- تم تسميتها بهذا الاسم نظرًا لذكرها لبني إسرائيل في الآية الثانية، ولأنها الوحيدة التي تحتوي على معلومات ووقائع كثيرة عنهم لم يذكرها أي سورة أخرى في القرآن الكريم.
- تمتاز سورة الإسراء أيضًا بتناولها لحادثة الإسراء والمعراج الشهيرة.
معلومات إضافية عن سورة الإسراء
- تعتبر سورة الإسراء من السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، عدا عشر آيات متفرقة منها، التي أنزلت في المدينة.
- تحتوي السورة على 111 آية، وترتيبها في المصحف الشريف هو رقم 17، وتقع في الجزء الخامس عشر.
- نزلت هذه السورة بعد سورة القصص، ويشير الكثير من الأحاديث النبوية إلى فضلها العظيم.
- تركز السنة النبوية على أهمية قراءتها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بقراءتها قبل النوم، مشيرًا إلى أن فيها آية تعتبر خيرًا من ألف آية.
- تحمل السورة أسماءً متعددة مثل سورة الإسراء، وسورة بني إسرائيل، وسورة سبحان، لأنها بدأت بكلمة “سبحان”.
ذِكر بني إسرائيل في القرآن الكريم
- رغم أن العديد من السور والآيات القرآنية تتطرق لذكر بني إسرائيل، إلا أن سورة الإسراء تتميز بتفاصيل فريدة لم تُذكر في سور أخرى.
- تم ذكرهم أيضًا في سورة البقرة، والقصص، والنمل، ومريم، والصف، والأنبياء، والعديد من السور الأخرى.
- قال الله تعالى: “وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحكْمَ وَالنبوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ” (سورة الجاثية).
- كما قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ…) (سورة البقرة).
- وقد جاء في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ موسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ…) (سورة المائدة).
- أيضًا قال: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ بَنِي إسرائيل…) (سورة المائدة).
يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات في الفقرات التالية:
هل يجوز تسميتها بسورة بني إسرائيل؟
- يعتقد بعض الأشخاص الذين يفتقرون للمعرفة بالسنة النبوية أن تسمية سورة الإسراء باسم “بني إسرائيل” أمر غير جائز.
- لكن الأزهر الشريف قد صرح بأن هذه التسمية صحيحة ومشروعة، ولا يوجد أي حرج فيها.
- تستند هذه الفتوى إلى حديثين صحيحين من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، من ضمنها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر) رواه الترمذي.
- قد ذكر العديد من شيوخ التفسير مثل الطبري والبخاري هذه الحقيقة في مؤلفاتهم.
- بناءً على المعلومات السابقة، يجوز تسمية سورة الإسراء باسم بني إسرائيل ولا يوجد أي حرمانية لذلك.
أسباب نزول بعض آيات سورة الإسراء
- بالنسبة لسبب نزول الآية التاسعة والعشرين التي تقول: (وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَةً إِلَى عُنُقِكَ…)، ورد أن السبب هو عندما جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب صدقة، فأخبره النبي أنه ليس لديه شيء ليعطيه.
- فطلب الغلام أن يخبر النبي بأن والدته تريد منه أن يكسوه، فقام النبي بتقديم قميصه له رغم عدم امتلاكه لغيره.
- تسبب ذلك في قلق الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- أما الآية الثالثة والخمسون والتي تقول: (وَقل لِعِبادي يَقولوا الَّتي هِيَ أَحسَن…) نزلت في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما شتمه أحد الأعراب، لذلك أنزل الله هذه الآية يأمره بالعفو.
نص سورة الإسراء
فيما يلي بعض الآيات الأولى من سورة الإسراء:
- قال الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ…) (1).
- وَآتَيْنَا موسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هَدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2).
- ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّه كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3).
- وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4).
- فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ (5).
- ثمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ (6).
- إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ (7).
- عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ (8).
- إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9).
- وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10).
نسب بني إسرائيل
بني إسرائيل هم نسل يعقوب عليه السلام، المعروف أيضًا بإسرائيل، والذي يعتبر ابن إسحاق عليه السلام، ابن إبراهيم عليه السلام. يُعد يعقوب أحد أنبياء الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلام.
إليكم بعض النقاط الجوهرية المتعلقة ببني إسرائيل:
-
النسب والتسمية:
- أنجب يعقوب عليه السلام 12 ابنًا، وتفرعت منهم قبائل بني إسرائيل. هؤلاء الأبناء الاثنا عشر يمثلون رؤساء الأسباط الاثني عشر لإسرائيل.
-
الحياة في مصر:
- عاش بني إسرائيل فترة في مصر، حيث تناموا وأصبحوا أمة بارزة، لكنهم تعرضوا للاضطهاد والاستعباد من قبل الفراعنة.
-
الخروج من مصر:
- قاد موسى عليه السلام بني إسرائيل في الخروج من مصر بعد معاناة طويلة مع فرعون، وهي حادثة معروفة باسم الخروج.
-
التشريعات:
- أنزل الله التوراة على موسى عليه السلام خلال تجوالهم في صحراء سيناء، والتي تتضمن الشرائع والأحكام المنظِّمة لحياتهم.
-
دخول الأرض المقدسة:
- بعد سنوات في الصحراء، دخل بني إسرائيل الأرض المقدسة (فلسطين) في زمن يشوع بن نون بعد وفاة موسى.
-
الأنبياء والملوك:
- على مر الزمن، أرسل الله أنبياء إلى بني إسرائيل مثل داود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى بن مريم، كما حكمهم عدد من الملوك مثل داود وسليمان عليهما السلام.
-
التشتت والعودة:
- تعرض بنو إسرائيل للتشتت والنفي في عدة فترات من تاريخهم، ومنها السبي البابلي، وعادوا إلى أرضهم في بعض الفترات لكنهم عاشوا أيضًا في الشتات.