أنواع الذبح في الإسلام
الذبح المفروض
يصبح الذبح فرضاً في حالات معينة مثل النذر أو كهدية لطقوس مناسك حج القارن والمتمتع، أو كفدية لعلاج خطأ أو تقصير أثناء أداء بعض واجبات الحج. في ما يلي، سنلقي نظرة على أبرز هذه الأنواع:
- النذر
النذر هو الالتزام الشخصي الذي يقوم به المسلم البالغ العاقل بعمل معين تقرباً إلى الله -تعالى-، من خلال تكليفه نفسه بعمل غير واجب شرعاً. على سبيل المثال، إذا نذر المسلم بذبح خروف عند شفاء ابنه، فإنه يصبح ملزماً بالوفاء بما نذر إذا تحققت رغبته. لا يُشترط توزيع الذبيحة على الفقراء بالكامل؛ فيمكنه أن يشاركها مع أسرته، ويهدي الجيران، ويوزع منها للفقراء.
- الهدي
الهدي هو ما يقدمه الحاج والمعتمر إلى بيت الله الحرام من الإبل أو الأبقار أو الأغنام. يجب على كل من يؤدي مناسك الحج كقارن أو متمتع أن يذبح الهدي لله -تعالى-. وقد اتفق العلماء على وجوب الهدي لكل من يؤدي عمرة التمتع والقِران خلال أيام الحج، وكذلك يجب ذبح الهدي كفدية لكل من يقوم بانتهاك واجب من واجبات الحج، كما هو موضح بالتفصيل في فقه الحج.
الذبح المندوب
يسعى المسلمون إلى التقرب إلى الله -تعالى- من خلال الذبح طلباً للأجر والبركة في الدنيا والآخرة. وأبرز ما يذبحونه في هذا السياق ما يلي:
- الأضحية
الأضحية هي ما يذبحه المسلم تقرباً إلى الله -تعالى- في أيام النحر مع مراعاة شروط محددة. وقد ذكر أنه (ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بيديه، وسَمَّى وكَبَّرَ). تُعتبر الأضحية سنة مؤكدة لمن لديه القدرة المالية على شرائها، ويقوم المسلم بذبحها عن نفسه وعن أسرته.
- العقيقة
العقيقة هي الذبيحة التي يقوم بها المسلم بمناسبة قدوم مولود جديد، شكراً لله -تعالى- على هذه النعمة، مع وجود شروط معينة. وتعتبر العقيقة سنة مؤكدة يلتزم بها ولي أمر المولود، استناداً إلى أفعال النبي الكريم وأفعال الصحابة، وتحظى بإجماع الأمة على مشروعيتها.
- وليمة الشكر لله
هناك أسباب عدة للذبح تعبيراً عن الفرح والشكر لله، مثل عودة مسافر، نجاح ابن، شفاء مريض، فوز بمسابقة، أو الاحتفال بالزواج -وهو السبب الأكثر شيوعاً-. وتعتبر وليمة العرس سنة مؤكدة ولكنها ليست واجبة، لأنها تعبير عن فرح حادث، وتُشبه في ذلك سائر الأطعمة التي تُقدم للتعبير عن السرور.
الذبح المُحرَّم
تُحظر ذبح الأنعام حتى عند تطبيق الذكاة الشرعية في حالات معينة، وفيما يلي أبرزها:
- الذبح عند قبر ميت
إن التوجه لذبح الأنعام عند قبر ميت طلباً للبركة محرم، حتى لو كان ذلك نتيجة لنذر. يُمنع الوفاء بهذا النذر، حتى وإن شرط عليه أحدهم ذلك، لأن هذا الشرط يكون فاسداً. وقد ورد في الحديث: (مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ).
- الذبح لهدف غير مشروع
يحظر ذبح الأنعام لأغراض غير مشروعة كما نصت عليها الشريعة؛ مثل التسلية أو التعذيب أو الدجل واسترضاء الجن. وقد يخطئ بعض الأشخاص فيشرعون في الذبح لأغراض مثل استرضاء الجن لفك الرصد عن الذهب، وهي ممارسات تتنافى مع التوحيد وقد تصل إلى الشرك بالله -تعالى-.