أهمية الرحمة والعناية بالحيوانات

أهمية الرفق بالحيوان

يعتبر الرفق بالحيوان من القيم الأخلاقية الأساسية، فضلاً عن مساهمته في تطوير قطاع حيواني أكثر فعالية، مما يعني الحصول على إنتاج أكبر من المنتجات الحيوانية مع استهلاك أقل من الموارد الغذائية والسماد.

يبرز الإعلان العالمي للرفق بالحيوان (بالإنجليزية: UDAW) كاتفاق دولي يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الرعاية بالحيوانات، وفوائدها المتعددة التي تعود على البشر والحيوانات والبيئة. كما أكد الدكتور سيجفريدو سيرانو، وكيل وزارة الزراعة في الفلبين، على أهمية الرفق بالحيوانات من خلال النقاط التالية:

• دعم المزارعين في تأمين الغذاء لأنفسهم ولعائلاتهم ولمجتمعاتهم.
• تقليل انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر.
• استخدام الموارد الأرضية بشكل أمثل.
• التأثير الإيجابي على التغيرات المناخية ومستويات التلوث ومصادر المياه والتنوع البيولوجي.
• العلاقة بين سلوكيات الإنسان تجاه الحيوانات وتفاعلاته مع بني جنسه.

أهمية الرفق بالحيوان في تطوير شخصية الطفل

تسهم الألعاب المختلفة في حياة الأطفال في تحقيق فوائد عديدة، منها:

• تفريغ الطاقات الزائدة.
• تعزيز المهارات المختلفة مثل النشاط والحركة.
• تعليم احترام حقوق الآخرين.
• فهم كيفية التصرف بصورة صحيحة أو خاطئة.
• تنمية الذكاء وحسن الفطنة.

وعند تطبيق هذه الفوائد على تأثير تربية حيوان أليف، يمكن القول إن التجربة ستكون مماثلة. حيث تعتبر الحيوانات الأليفة وسيلة جيدة لتفريغ الطاقات وتنمية المهارات واكتساب السلوكيات الصحيحة مع إشراف الأهل وتوجيههم، مما يجعل اللعب مع الحيوانات الأليفة تجربة مبهجة ومفيدة لا حصر لها.

أهمية الرفق بالحيوان في الإسلام

حث الإسلام على مبدأ الرفق في كل جوانب الحياة، بما في ذلك التعامل مع الحيوانات، حيث توجد نصوص عديدة تشير إلى أن الإحسان إلى الحيوانات يمكن أن يكون سببًا للمغفرة والحصول على الأجر العظيم. ومن هذه النصوص:

• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “بينما رجل في طريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئراً، فنزل فيها وشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماءً، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. فقالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ قال: في كل ذات كبد رطبة أجر.”
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة، وما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفاً أو شرفين، كانت أرواطها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت ولم يرد أن يسقيها، كان ذلك له حسنات. ورجل ربطها تغنياً وستراً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها وضهورها فهي له كذلك ستر، ورجل ربطها فخراً ورياءً ونعواءً لأهل الإسلام فهي وزر.”
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “عذبت امرأة في هرّة، لم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض”.

يرمز الرفق بالحيوان إلى رحمة الإنسان، وينبغي للمسلم الواعي أن يتسم بالحنان والرحمة في تعامله، حيث أن الرحمة في الأرض سبب لنزول رحمة الله من السماء.

كيفية ممارسة الرفق بالحيوان

تميزت الشريعة الإسلامية بالتأكيد على رحمة الحيوان، وبينت بعض الأساليب الممارسة للرفق به، ومنها:

• تحريم الجلوس عليها لفترات طويلة كأنها مقاعد.
• توفير الطعام لها وتحريم إجبارها على الجوع.
• عدم تحميلها أعمالًا تفوق طاقتها.
• تحريم الصيد لأغراض التسلية فقط.
• تجنب استخدام أدوات قاسية لتأديبها، كالحرق أو الكي.
• الالتزام بعدم رؤية ما يذبح شيء تؤكل لحومه، مع الحد من السكين أثناء الذبح.
• تحريم تعذيبها بأي شكل من الأشكال.
• إلزام مالك الحيوان بالإنفاق عليه.
• بيع الحيوان أو تركه في مكان يتسنى له تناول الطعام إذا أُهمل من قِبَل مالكه.

الفرق بين الرفق بالحيوان وحقوق الحيوان

يمكن تلخيص الفرق بين مفهوم حقوق الحيوان ومفهوم الرفق بالحيوان كما يلي:

• الرفق بالحيوان: تعتمد نظريات الرفق على تقديم الرعاية والاهتمام بالحيوانات، لكن قد تسمح بالتضحية بهذه العناية طالما كانت لها فوائد للبشر.
• حقوق الحيوان: تؤكد نظريات حقوق الحيوان على أن توفير العناية والرعاية لا يمكن أن يُضحي بها لمجرد تحقيق منفعة للبشر.

في الختام، يمثل الرفق بالحيوان مبدأ إنساني وأخلاقي وإسلامي، يعتمد على التعاطف مع الحيوانات وتقديم الرعاية اللازمة لها. وقد أكدت التشريعات الإسلامية على المبادئ اللازمة لتحقيق الرحمة بالحيوانات، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلاً يُحتذى به في هذا المجال، حيث وضع أسسًا كاملة للعناية بالحيوانات. كما تُظهر الدراسات الحديثة أهمية وجود حيوان أليف في حياة الأطفال.