لقد جعل الله الدين الإسلامي نعمةً عظيمةً لنا، إذ يتيح لنا الاقتراب من الله عز وجل والإيمان بوجوده رغم عدم قدرتنا على رؤيته أو إدراك حقيقته.
فهو القوي الخالق فوق كل شيء، سبحانه وتعالى، ولذلك فإن الشرف العظيم لنا هو أن يكون ديننا الإسلام وإلهنا هو الله عز وجل، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
الكفر والشرك
- لا شك أن هناك بعض الأشخاص الذين يجحدون نعمة الله عز وجل والنعم التي لا تعد ولا تحصى، فكل ما نرى من حولنا هو بيد الله سبحانه وتعالى.
- للأسف، فإن الشخص الكافر أو المشرك لا يشعر بنعمة وجود الله في حياته بكل تفاصيلها.
- فكل ما هو موجود هو تحت سيطرة الله، وهو فوق كل رغبة وأمر.
معنى الكفر والشرك
الكفر
- يعني الكفر في اللغة الجحود والإنكار، وله أنواع متعددة، أبرزها كفر العشرة والذي يتعلق بإنكار الزوج لحقوق زوجته.
- ويرتبط أيضاً بجحود النعم الإلهية، وهو ما يُعرف بكفر النعمة، مما يدل على علاقة وثيقة بالجحود.
- في المصطلح الشرعي، يعني الكفر إنكار خلق الله ونعمه أو الجحود بحقوقه، مع التقصير في الواجبات تجاه الله.
- يمكن أن يتجلى الكفر من خلال الأقوال أو الأفعال غير المحببة أو أي تعبير ضد الإسلام والشريعة الإسلامية.
الشرك
في اللغة، يشير الشرك إلى المشاركة أو الاشتراك في شيء ما، بمعنى إدخال شخص أو شيء بجانب الله في العبادة.
أما في المصطلح، فيعني الإشراك في عبادة الله عز وجل، وإضافة أي كائن للعبادة مع الله بأي شكل من الأشكال.
ماهية الكفر
- الكفر هو إنكار كامل لعبادة الله الواحد، الذي لا شريك له، بالإضافة إلى تكذيب وجوده.
- كما يشمل تكذيب الرسل وما قدموه من رسالات إلى قومهم للدعوة إلى الإيمان بالله وحده وعدم الإشراك به.
- يطلق لفظ الكفر على من لا يؤمن بأي من الأركان الأساسية للشريعة الإسلامية.
- والشخص الكافر هو من ينكر حرمانية مجموعة من الأمور التي نص عليها الدين الإسلامي وأقرها.
- الكافر أيضاً ينكر الجنة والنار والحساب والبعث، ويوم القيامة، وهو الحدث الأهم في الحياة الدنيا والآخرة.
- كما أنه يشكك في الصلاة والصيام والحج والزكاة والرسل والرسالات السماوية والملائكة.
- إنكار أي من الأمور التي أقرها الله كشرائع أو مبادئ إسلامية يُعَد شركاً وخروجاً عن دين الإسلام.
- وهناك من يولد كافرًا ولا ينتمي إلى أي ملة، وهناك من هو كافر مرتد بعد أن كان مؤمناً.
ماهية الشرك
يشير الشرك إلى عبادة إله آخر مع الله، ويُعتبر فاعله خارجاً عن الدين ويعامل معاملة الكافر.
وينقسم الشرك إلى نوعين: الشرك الأكبر والشرك الأصغر.
أنواع الشرك
الشرك بالألوهية
- الشخص الذي يعبد الأوثان أو الأصنام، أي الأجسام الجامدة التي لا تملك القوة، يهدف بعبادتها التقرب إلى الله عز وجل، دون معرفة أنه لا توجد وسائط بين العبد وربه.
- فالعبارة الصحيحة هي أن الله قريب من عباده دائماً وأبداً.
الشرك بالربوبية
وهذا يعني أن يعتقد الشخص بوجود كائن آخر يتحكم في مجريات الأمور مع الله، كما كان يعتقد فرعون أنه إله على الأرض.
الشرك بالصفات والأسماء
- وهذا يشير إلى الشخص الذي يظن أن هناك من يُمكنه معرفة ما يفعله الله أو توقع أفعاله في المستقبل.
- مثل الإيمان بالدجالين والسحرة، فليس لأحد علم الغيب إلا الله، وهو الوحيد القادر على التحكم بالأمور.
- من أبرز صور الشرك الأصغر هو الرياء، حيث يسعى الشخص لنيل رضا الناس بدلاً من رضا الله.
- وبذلك يتوجه الشخص للحصول على مصالح دنيوية فقط دون أي نية حقيقية للتقرب إلى الله.
الفرق بين الكافر والمشرك
- الكافر هو من لا يؤمن بوجود الله أصلاً، ويرى أن ذلك الاعتقاد غير صحيح. لذا، لا يحمل في قلبه أي إيمان.
- أما المشرك، فهو من يعبد مخلوقات أخرى بجانب الله كوسيلة للتقرب إليه، خوفًا من العذاب في الدنيا والآخرة.
- بينما الكفر يتعلق بالنفاق، والشرك هو فعل أصغر يمثل التقرب من الله بواسطة غيره.
- الكفر أمر أشمل من الشرك، بينما الشرك هو عمل حتى لو كان في شكل ممارسات دينية غير صحيحة.
- الشرك الأكبر لا يغفره الله، بينما الشرك الأصغر يتعلق بنية الرياء في الأعمال.
جزاء الكافر والمشرك
- للأسف، كلاهما مهيأ لعذاب رهيب، وهو الخلود في نار جهنم مع التأكيد على بقائهم فيها.
- فهما ينكران الإيمان بالله وعقائد الأركان الإسلامية، وبالتالي لا يؤمنان بوجوده.
- كما ورد في القرآن الكريم: “إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية”. (سورة البينة: 6)
