ما هي السنن المؤكدة وما عددها؟ تُعرف السنن بأنها ما ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أقوال، أفعال، أو تقارير. وتنقسم إلى سنن واجبة، سنن مستحبة، وسنن مؤكد. فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء هذه السنن وكافأ من يتبعها بالأجر والثواب، بينما لا يُعاقب من يتركها. في هذا المقال، سنستعرض السنن المؤكدة وعددها، متمنين لكم قراءة مفيدة.
أقسام سنن الصلاة
تنقسم السنن إلى سنن قبلية، أي التي يؤديها المسلم قبل الصلاة المفروضة، وسنن بعدية، أي التي تؤدى بعد الفريضة.
السنن المؤكدة وما عددها
- لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بضرورة اتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن ما نهانا عنه. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن من صلّى 12 ركعة من السنة، يبني الله له بيتاً في الجنة.
- توجد ركعتان لصلاة الفجر يُفضل تأديتهما قبل الصلاة، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على فضلهما، حتى وصفهما بأنهما خير من الدنيا وما فيها، وروي أن ثوابها يفوق ثواب الإنفاق في سبيل الله.
- أوضح الفقهاء أن لصلاة المغرب ركعتين بعد الفريضة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُصليهما في بيته، حيث كان مشغولاً مع الناس خلال النهار ويَخصص وقت المساء لأداء هذه السنن.
- أما صلاة العشاء، فلا توجد سنن قبلها ولكن تؤدى ركعتان بعدها.
سنن صلاة الظهر
لم يتفق الفقهاء حول عدد سنن الظهر القبلية، فبعضهم أشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤدي ركعتين في المسجد، بينما رأى آخرون أنه كان يُصلي أربع ركعات في المنزل قبل الظهر. أما بعد الظهر، فيؤدي المسلم ركعتين فقط.
سنن صلاة العصر
أكد الفقهاء أنه ليس لصلاة العصر سنن مؤكدة، لكنها تتضمن أربع ركعات قبل الصلاة.
السنن المؤكدة وفق الشافعية والحنابلة والمالكية
- ذهب الشافعية إلى أن السنة التي تسبق صلاة الظهر هي أربع ركعات، ويتبعها ركعتان. وقد استشهدوا بقول السيدة عائشة رضي الله عنها التي أكدت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُصلي قبل الظهر أربع ركعات ثم يعود ليُصلي ركعتين بعد ذلك في البيت.
- أما الحنابلة، فقد جَمَعوا السنن في عشر ركعات تشمل ركعتين قبل الفجر، وركعتين قبل وبعد الظهر، ورکعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء.
- ذكر المالكية أن السنة بعد صلاة المغرب يمكن أن تكون من اثنتين إلى أربع أو حتى ست ركعات، بالإضافة إلى ركعتين قبل وبعد الظهر وركعتين قبل العصر، ولم يُوضحوا أي سنن بعد العشاء باستثناء الشفع والوتر.
سنن صلاة الجمعة
أوضح الفقهاء أن سنة صلاة الجمعة تشمل ركعتين قبلها وركعتين بعدها. وقد أكد الشافعية هذا الرأي، بينما أشار الحنفية إلى قيام المسلم بأداء أربع ركعات بعد الصلاة. بينما لم يحدد الحنابلة والمالكية عددًا معينًا للسنن، لذا يتوجب علينا الالتزام بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفرق بين الفريضة والسنة
الفريضة تعتبر فرضًا واجبًا على كل مسلم بالغ وعاقل، وقد أشار العلماء إلى أن المسلم يرتكب إثماً بترك الفرائض. لذا، يجب الالتزام بها حيث إنها لا تسقط عن المسلم بأي حال، ويتوجب عليه أداؤها حال تذكرها.
أما السنة، فهي ليست واجبة ولا فرض على المسلم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتركها في بعض المناسبات، كما يُعتبر مفهوم “الرواتب” من التعريفات المرتبطة بها، حيث ينبغي على المسلم الالتزام بها طوال حياته.
مراتب السنن
- تختلف مراتب السنن بناءً على مدى المواظبة عليها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- النوافل هي ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُؤديها بانتظام، لكنه كان يُصليها في أوقات مختلفة إذا تركها.
- صلاة التطوع تهدف إلى تقرب المسلم من الله، وتُعتبر مسألة اختيارية بخصوص الوقت والعدد.
- تنقسم السنن إلى ثلاثة أنواع: الأول يُعرف بعظيم الأجر ويطلق عليه تسمية السنة، والثاني أقل في الأجر ويُسمي نافلة، والثالث يقع بين النوعين السابقين ويُعرف بالفضيلة.
- المستحب هو ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ولم يُداوم عليه، أو ما كان يقوم به أحيانًا.
- السنن المؤكدة هي ما يجب على المسلم أداؤه بشكل منتظم، بينما السنن غير المؤكدة هي ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤدّيها، ولكنه تركها في بعض المناسبات.
حكم قضاء سنن الصلوات الخمس
أشار الفقهاء إلى أن المسلم يمكنه أداء السنن التي فاتته، مستندين إلى ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أتم سنة الظهر بعد صلاة العصر وسنة الفجر بعد انتهائها.
لم يُحدد الفقهاء ضرورة قضاء السنن في حالة تركها عنوة أو نسيانًا، وأقروا أنه يمكن قضاؤها كما يُقضى الفرض.
حكم تارك السنة المؤكدة
وضّح العلماء أن السنن المؤكدة تتجاوب مع الفريضة، حيث إن تركها يُعتبر مكروهًا، ولكنه يعد غير مأثم. المسلم الذي يترك السنن المؤكدة يُلقي باللوم عليه، بينما من يُؤديها ينال جزاءها.
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ترك سنته فليس من ملته، كما أن من يترك سنته يعد ملعونًا ومددودًا عن رحمة الله.
الصلوات المسنونة
- تشمل الصلوات المسنونة صلاة الاستسقاء، التي يطلب منها المسلم رحمة الله بالنزول بالمطر، بالإضافة إلى صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث معناه أن الشمس والقمر من آيات الله، ولا يخسفان بموت أحد، لذا يجب الصلاة في مثل هذه الأوقات.
- حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوتر في الصلاة، حيث قال: “أوتروا يا أهل القرآن، أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.