الشاعر نزار قباني هو شخصية بارزة نمى إبداعه في قلب سوريا، إذ وُلِد في دمشق عام 1945. حصل نزار على شهادة في القانون من جامعة دمشق.
بعد تخرجه، بدأ مسيرته المهنية في العمل الدبلوماسي.
على امتداد الفترة من 1945 حتى 1966، اكتسب نزار شهرة واسعة في شتى أنحاء العالم، ولا سيما في الدول العربية.
كما تجاوزت شعرياته الحدود إلى إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، حيث تركت بصمة واضحة.
كان نزار شغوفاً بالأدب، مما دفعه للتخلي عن حياته الدبلوماسية والتوجه إلى لبنان، حيث استقر بها.
هناك، أسس داراً للنشر تُعرف باسم “دار اقرأ” تهدف إلى طباعة ونشر الأعمال الأدبية.
يُعتبر نزار قباني واحداً من أبرز الشخصيات الأدبية المحبوبة لدى الكثيرين، حيث أنتج مجموعة كبيرة من القصائد والأعمال الأدبية التي تتسم بالرقة وعمق المشاعر وخيال خصب.
ومن أبرز دواوينه: “قصائد متوحشة”، “حبيبتي”، و”الرسم بالكلمات”، إضافةً إلى غيرها.
الصمت في حرم الجمال جمال
يُعد البيت الشعري “الصمت في حرم الجمال جمال” من قصائد نزار قباني الرومانسية، إذ أُهدي إلى إحدى تلميذاته.
تُعتبر هذه القصيدة من أكثر قصائده شهرة وتلق بها صدى واسع في العديد من البلدان.
عبر نزار في قصائده بأسلوبه الفريد عن القضايا الإنسانية الأساسية، خاصة تلك المتعلقة بالحب والعلاقات العاطفية بين الرجال والنساء.
لقد عبر عن وجهة نظره حول موضوع الحب والجمال من خلال قوله “الصمت في حرم الجمال جمال”، حيث استطاع من خلال هذه العبارة أن يعبر عن نقاء الحب وعلوه.
قصيدة إلى تلميذة
قلْ لي ولو كذباً كلاماً ناعماً قد كادَ يقتُلُني بك التمثالُ ما زلتِ في فن المحبة طفلةً بيني وبينك أبحر وجبالُ لم تستطيعي، بَعْدُ، أن تَتَفهَّمي أن الرجال جميعهم أطفالُ.
إنِّي لأرفضُ أن أكونَ مهرّجاً قزماً على كلماته يحتالُ فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ.
كَلِماتُنا في الحبِّ تقتلُ حبَّنَا إن الحروف تموت حين تقال قصص الهوى قد أفسدتك فكلها غيبوبةٌ وخرافةٌ.
وخَيَالُ الحب ليس روايةً شرقيةً بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ لكنه الإبحار دون سفينةٍ وشعورنا أن الوصول محال هو أن تَظَلَّ على الأصابع رِعْشَةٌ وعلى الشفاهْ المطبقات سؤالُ هو جدول الأحزان في أعماقنا تنمو كروم حوله.
وغلالُ هو هذه الأزماتُ تسحقُنا معاً فنموت نحن وتزهر الآمال هوَ أن نَثورَ لأيِّ شيءٍ تافهٍ هو يأسنا هو شكنا القتالُ.
هو هذه الكف التي تغتالنا ونُقَبِّلُ الكَفَّ التي تَغْتالُ لا تجرحي التمثال في إحساسهِ.
فلكم بكى في صمته تمثالُ قد يطْلِعُ الحَجَرُ الصغيرُ براعماً وتسيل منه جداولٌ.
وظلالُ إنّي أُحِبُّكِ من خلال كآبتي وجهاً كوجه الله ليس يطالُ حسبي وحسبك أن تظلي دائماً سِراً يُمزِّقني وليسَ يُقالُ.