موقع بحيرة طبريا
تقع بحيرة طبريّا في شمال شرق فلسطين، وتُعدّ ثاني أخفض بحيرة على مستوى العالم، بعد البحر الميت. ومن الأسماء الأخرى التي أُطلقت عليها بحيرة جينيسارت، وبحر جينوسار.
تُحيط بالبحيرة تلال من جميع الجهات؛ حيث يقع جبل أربيل في الغرب وتُحيط بها مرتفعات الجولان من الشرق. تُعتبر هذه البحيرة واحدة من البحيرات العذبة، وذلك بفضل العديد من الينابيع المعدنية التي تغذيها. كما يُعتبر نهر الأردن هو المنفذ الرئيسي لها. تمتد البحيرة على مساحة 166 كم²، ويبلغ متوسط عمقها 25.6 م، بينما يتراوح ارتفاعها ما بين 209-215 م تحت مستوى سطح البحر.
مميزات بحيرة طبريا
تاريخيًا، كانت منطقة بحيرة طبريّا نقطة استقرار للإنسان الأول؛ فقد ساعدت الأنهار الجارية والسهول المحيطة بها والتربة الخصبة والمناخ المعتدل، بالإضافة إلى وفرة المياه في جعلها مصدرًا للرزق لشعوب متعددة عبر العصور. واستنادًا إلى بعض الرواسب التي تعود إلى حوالي 400,000-500,000 سنة مضت، تم اكتشاف أدوات تعود للعصور ما قبل التاريخ.
كما وُجد في البحيرة هيكليات بشرية تُعتبر من بين الأقدم في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اكتشاف هياكل كنعانية تعود إلى الفترة ما بين 1000 و2000 قبل الميلاد. يُشار أيضًا إلى أن البحيرة أصبحت مؤخرًا نقطة انطلاق لمشروع ناقل المياه الوطني.
على الصعيد الاقتصادي، تُعتبر بحيرة طبريّا مصدرًا رئيسيًا للمياه في منطقة تعاني من شح الموارد المائية. كذلك، تشتهر البحيرة بأنها منطقة سياحية مميزة تقع في نقطة منخفضة عن مستوى سطح البحر، مع مناخ معتدل ودافئ. وتضم المنطقة العديد من المعالم الأثرية والطبيعية والجغرافية.
تُعتبر بحيرة طبريا وجهة سياحية بارزة لجميع الزوار، وخاصة المسيحيين، نظراً للاعتقاد الشائع بأن يسوع المسيح مر من هذه المنطقة وعلم تلاميذه فيها. لذا، تُعتبر بمثابة موقع مهم لزيارة آثار حياة يسوع، بما في ذلك قارب يُعتقد أنه يعود إلى تلك الحقبة تم اكتشافه في عام 1986.
المخاطر التي تواجه بحيرة طبريا
شهدت بحيرة طبريا انخفاضًا حادًا في مستويات المياه خلال العقود الماضية، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لأهميتها الاقتصادية. يُعزى هذا الانخفاض إلى عدة أسباب مرتبطة بتغير المناخ، والتي تشمل ما يلي:
- انخفاض كميات الأمطار.
- زيادة استهلاك المياه في المنبع بدولة لبنان.
- ارتفاع درجات الحرارة، مما ساهم في زيادة معدل التبخر من مياه البحيرة.
- توسع المناطق الزراعية وأنظمة الري حول البحيرة.
- تكوّن وادي الأردن نتيجة انفصال الصفائح التكتونية الإفريقية والعربية، مما يعرض منطقة بحيرة طبريا للزلازل ونشاط بركاني متزايد.
