تتضمن الأضرار الاجتماعية الناجمة عن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الحديثة تأثيراً بالغاً على الصحة النفسية والبدنية للأفراد. يعتبر الارتباط المفرط بالتكنولوجيا سبباً لمشكلات نفسية مثل النرجسية وتوقع الإشباع الفوري، وصولاً إلى الاكتئاب. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف تأثير هذه المشكلات الصحية.
أثر التكنولوجيا على المهارات الاجتماعية
- التفاعل المفرط مع التكنولوجيا والوقت القليل المخصص للتواصل مع الآخرين قد يؤديان إلى صعوبات اجتماعية خطيرة.
- ففي دراسات بينت أن الفتيات في الفئة العمرية 8-12 سنة اللواتي يقضين وقتاً طويلاً في استخدام وسائل الإعلام ويقمن بعدة مهام في آن واحد، يعانين من انخفاض في تقدير الذات وصعوبات في التواصل الاجتماعي مقارنة بأقرانهن الأقل استخداماً وسائل الإعلام.
- الحل لهذه المشكلة هو تخصيص وقت أكبر للتفاعل المباشر بين الأطفال، مما يساعدهم على تعلم مهارات ضرورية في فهم المشاعر.
الأضرار الاجتماعية الناتجة عن الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الحديثة
- على الرغم من أن التكنولوجيا قد قدمت العديد من التطورات والإيجابيات للبشر، إلا أنها تحمل أيضاً نتائج سلبية على أطفالنا.
- يمكننا رؤية أطفال في سن الطفولة المبكرة، حتى دون السنتين، وهم مشغولون بمشاهدة برامج كرتونية على الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية.
- قد تؤدي التكنولوجيا إلى انشغال الأطفال بينما نحن نؤدي مهامنا اليومية، ورغم أن الأطفال يبدون مستمتعين باستخدام الأجهزة مثل اللوحات والتلفزيونات، إلا أن دراسات عديدة أظهرت أن هذه الأجهزة قد تكون لها آثار سلبية.
- الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قد يعيق تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، مما يتضمن تعلم كيفية تكوين صداقات، وتحمّل المسؤوليات، وعرض الأخلاق الحميدة، واستخدام لغة مهذبة، والسيطرة على المشاعر، وتنفيذ التعليمات اللفظية، وتطوير التعاطف مع الآخرين.
- الطفل الذي يُعنى بشكل مفرط بالإلكترونيات قد يصبح منعزلاً ويفشل في اكتساب مهارات التواصل الأساسية مثل المحادثة والاستماع والتواصل بالعين.
- كما أن مثل هؤلاء الأطفال قد يعانون من ضعف في التعرف على الإشارات الاجتماعية ويظهرون قلة الانتباه، وقد يتجنبون التفاعلات الاجتماعية لقضاء المزيد من الوقت مع الأجهزة، أو ربما يعتمدون على تلك الأجهزة لتفادي المواقف الاجتماعية نتيجة للقلق الاجتماعي الناتج عن ضعف المهارات الاجتماعية.
تأثير التكنولوجيا على الصحة الإنسانية
- أظهرت الدراسات أن الأجهزة الحديثة يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الدماغ، وخاصة في الأطفال الذين لا يزال دماغهم في مرحلة النمو، مما يجعلهم أكثر حساسية للتأثيرات البيئية.
- وفقاً للعديد من الأبحاث، فإن استخدام ألعاب الفيديو يؤدي إلى إفراز الدوبامين، مما يؤدي إلى تأثيرات مشابهة لتأثيرات المخدرات، والتي يمكن أن تسبب الإدمان.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن القشرة الجبهية، المسؤولة عن الأداء التنفيذي، تتأثر، حيث تشمل الوظائف التنفيذية التخطيط وتنظيم الأولويات والتحكم فيها. كما أن هذه المنطقة من الدماغ تتعلق بالقدرات المعرفية مثل الحكم والتنظيم العاطفي.
- أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط للإلكترونيات قد يسهم في ضمور المادة الرمادية، الأمر الذي يعني تدهور أو فقدان حجم الأنسجة، وقد يكون لهذه التكنولوجيا آثار سلبية أيضاً على الصحة البدنية، مما يسبب مشاكل في الرؤية وفقدان السمع وآلام الرقبة.
- وتشمل وظائف المادة الرمادية التحكم في الذاكرة، والسيطرة على العضلات، والعواطف، والنطق، واتخاذ القرار والتحكم الذاتي، والإدراك الحسي مثل الرؤية والسمع.
- لوحظ أيضاً فقدان الحجم في القشرة الجبهية، ما يعيق القدرة على قمع النبضات الاجتماعية غير المقبولة، مما يؤثر سلباً على تطور التعاطف وقراءة الإشارات الاجتماعية.
العلاقات الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة
- أظهرت الأبحاث أن الاستخدام المفرط للأجهزة الالكترونية يؤثر على صحة جسم الطفل، حيث أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في اللعب بالألعاب الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز يكونون أكثر عرضة للسمنة ومشاكل في النوم ومشاكل هضمية.
- يمكن لوقت مشاهدة التلفزيون أن يعرقل أيضاً اكتساب اللغة، بالإضافة إلى أن هذا النوع من النشاط لا يساهم في تعزيز الإبداع ويقلل من خيال الطفل.
- قد يجد الطفل صعوبة في الترفيه عن نفسه من دون الأجهزة الإلكترونية، وغالباً ما يميل هؤلاء الأطفال إلى تفضيل قضاء أوقاتهم داخل المنزل بدلاً من اللعب في الهواء الطلق، مما يؤدي إلى نقص في الحافز واهتمامهم بالألعاب.
- كما تم اكتشاف أن مشاهدة التلفاز بكميات كبيرة لا تعزز من حب الأطفال للقراءة، بل تزيد من رغبتهم في امتلاك أشياء مادية؛ مما يضعف من قدرتهم على الاستجابة بالتحمل ويقلل من القدرة على تأجيل الإشباع.
- استخدام التكنولوجيا في حياتنا اليومية، مثل الاجتماعات التي تُعقد عبر Skype، يؤدي إلى انحدار المهارات الاجتماعية، حيث يتواصل الأطفال من خلال تطبيقات المراسلة بدلاً من الاتصال بأحبائهم أو زيارة أصدقائهم شخصياً.
- بينما تبدو التكنولوجيا وكأنها وسيلة لتقريب الناس من بعضهم البعض، فإنها في الواقع قد تستبدل العلاقات الحقيقية وتعزز العزلة الاجتماعية.
- فضلاً عن ذلك، يتم استبدال الروابط الاجتماعية العميقة بعدد من “الأصدقاء” الذين قد يكونوا سطحيين في الشبكات الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى شعور الأفراد بالوحدة والاكتئاب.
الآثار السلبية للتكنولوجيا على التعليم
- أصبح الإنترنت أداة مهمة في التعلم، حيث يمكن البحث عن المعلومات المطلوبة بكفاءة أكبر، بدلاً من قضاء الوقت في المكتبات أو حضور دورات تعليمية عبر الإنترنت.
- ومع ذلك، لا تضمن المشاركة التكنولوجية دائماً جودة التعليم، والإفراط في استخدام التكنولوجيا خلال الفصول الدراسية يمكن أن يؤثر سلباً على العملية التعليمية، مما أدى إلى زيادة حالات الغش والانتحال وسهولة الاجتياز، في حين تراجعت مهارات التحليل والتفكير النقدي.
- دلت العديد من الدراسات على أن زيادة اعتماد الطلاب على الترفيه من ألعاب أو وسائل اجتماعية تؤدي إلى تدني أدائهم الأكاديمي؛ إذ بدلاً من القراءة أو إنجاز الواجبات المدرسية، ينغمس الأطفال في أنشطة ترفيهية.
- في حين أن استخدام الإنترنت للبحث عن المعلومات مرتبط بمستويات أعلى من الإنجاز الأكاديمي، فإن ممارسة الألعاب أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط عادةً بمستويات أدنى من الأداء الأكاديمي.
كيفية تجنب السيطرة التكنولوجية على حياتنا وحياة أطفالنا؟
- إذا كنت تشك في أن طفلك قد يكون مدمنًا على الأجهزة الإلكترونية، فإنه من الضروري بدء إجراء تغييرات إيجابية في أسلوب حياته.
- الاستخدام المزمن للأجهزة التكنولوجية لا يتسبب فقط في تقليل المهارات الاجتماعية، بل يؤثر أيضاً على الصحة العقلية لدى الأطفال.
- أكّدت إحدى الدراسات أن المراهقين الذين يقضون وقتًا طويلاً على Facebook كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشكلات نفسية مثل الهوس، وجنون العظمة، والعدوانية، والسلوك العدواني، إضافة إلى زيادة مخاطر تعاطي المخدرات.
- حيث أظهرت الأبحاث أيضاً أن الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت بشكل متكرر ويشاركون في ألعاب الفيديو لديهم مستويات أعلى من القلق والاكتئاب.
- كما قد يصبح هؤلاء أكثر اندفاعًا وعصبيةً، ويواجهون صعوبات في الحفاظ على التركيز. قد يشعرون بقلق زائد تجاه المواقف الاجتماعية بسبب نقص المهارات الاجتماعية، ويكون لديهم قابلية أكبر للتعبير عن شعور الملل أو عدم الرضا في المدرسة.