التفريق بين صفتي الرحمن والرحيم في اللغة العربية

أسماء وصفات الله تعالى

يرتبط عادةً اسم الله “الرحمن” مع اسم الله “الرحيم” في الكثير من الأحاديث والمناقشات العلمية.

  • تدل الأسماء المذكورة على الرحمة، وهما من صيغ المبالغة.
  • أشار العلماء إلى أن “الرحمن” تتسم بقوة المعنى مقارنةً بـ”الرحيم”، لأنها تأتي على وزن “فعلان”.
  • في اللغة العربية، يشير الوزن “فعلان” إلى دلالة قوية وعامة، على عكس الوزن “فعيل” الذي يكون أكثر تحديدًا.
  • كان اسم “الرحمن” معترفًا به في زمن العرب القديم.
  • جاء في الحديث القدسي: {أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي}.
  • قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم} [الزخرف20].

التفريق بين الرحمن والرحيم

  • استعرض العلماء التفريق بين الاسمين بصورة مفصلة ودقيقة.
  • يدل اسم “الرحمن” على الرحمة الواسعة التي تشمل جميع البشر، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، في حين أن “الرحيم” يختص بالرحمة التي منحها الله عز وجل لعباده الموحدين فقط.
  • كما يتضح في قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب 43]، وأيضًا في قوله: {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 117].
  • يقول ابن كثير في تفسيره: “صحيح أن الرحمن عام في جميع أنواع الرحمة وهو مختص بالله تعالى، بينما الرحيم هو ما يخص المؤمنين”.
  • قال ابن عثيمين: “الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة، بينما الرحيم يدل على فعل الرحمة”.
  • يعتبر بعض العلماء أن “الرحمن” لا يُطلق إلا على رب العالمين، بينما “الرحيم” يمكن أن يُطلق على غير الله كذلك.
  • قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} [الإسراء: 110].
  • وقد وصف الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه “رحيم”، كما ورد في قوله: {حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128].
  • ميزة أخرى تكمن في أن “الرحمن” يشير إلى صفة يجب التحلي بها، بينما “الرحيم” يدل على الفعل.
  • يعني “الرحيم” أن الله يُظهر رحمته في أفعاله.
  • يقول ابن القيم رحمه الله: إن “الرحمن” تعبر عن صفة قائمة بالله سبحانه وتعالى، بينما “الرحيم” تشير إلى تلك الصفة التي تتعلق بالمخلوقين. ولذلك، فالرحمة في الاسم الأول صفة، وفي الاسم الثاني فعل، فهي تدل على أن الرحمة هي صفة الله، وأنه يرحم خلقه برحمته كما فعل مع آدم وحواء.
  • انظر إلى قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43]، وقوله: {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 117].

أبعاد رحمة الله تعالى

تتجلى عدة مظاهر تؤكد على أن الله عز وجل هو الرحمن الرحيم تجاه عباده، ومنها:

  • إرسال عدد كبير من الأنبياء والرسل للناس لإرشادهم إلى سبل الحق والهداية والفوز بالجنة.
  • الله عز وجل لا يقبل أن يعيش الإنسان في حالة من الشك وعدم اليقين والتخبط.
  • من مظاهر رحمة الله إنزال المطر، الذي يسهل شرب الإنسان وسقاية النباتات، وهو نعمة عظيمة، خاصة في أوقات ندرة المياه.
  • بدون الماء، تتهدد حياتنا جميعًا، ومن واجبنا شكر الله تعالى على رحمته بنا.
  • يمثل وجود الأم لكل إنسان صورة من صور رحمة الله، حيث تهتم وتعتني به حتى ينضج ويصبح قويًا يعتمد على نفسه.
  • كذلك، يشبع الله عز وجل غريزة الأمومة في جميع النساء بالأطفال، مما يعد رحمة عظيمة.
  • يدعو الدين الإسلامي إلى الرحمة والرفق بمن هم في الأرض.
  • أوصى الله عز وجل برحمة الإنسان والحيوان وتقديم الطعام والملجأ لهم.

صور رحمة الله بالإنسان

  • خلق الإنسان في أجمل صورة.
  • منح الإنسان العديد من النعم، مثل العقل والتمييز بين الخير والشر.
  • استخدم كل ما في الكون لخدمة الإنسان.
  • إرسال الأنبياء لإرشاد العباد من الظلمات إلى النور.
  • غرس الرحمة والمودة في قلوب العباد، حيث ترحم الأم طفلها.

صور رحمة الله بالمؤمنين

  • تتجلى رحمة الله على المؤمنين في جعلهم مسلمين ومؤمنين به.
  • الغفران والعفو ومضاعفة الحسنات، إذ إنه بدون العفو والمغفرة فإن مصير المذنبين هو النار.
  • انتشار الملائكة في السماوات والأرض لتسبيح الله والاستغفار للعباد.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *