لقد خلق الله النفس البشرية بطبيعتها محبة للمال، حيث إنه يجلب لها العديد من ملذات الحياة ومتعها المتنوعة.
مفهوم العفة
العفة في الاصطلاح
- تُعرف العفة بأنها الابتعاد عن تسخير المال بطرق غير مشروعة، مثل الاحتيال، النصب، السرقة، أو الاحتكار.
- يمكن أيضاً تعريف العفة بأنها نفور الفرد من الحرام والابتعاد عن اكتساب المال بطرق محرمة.
- كما يمكن أن تعرف بأنها امتناع المسلم عن الرغبات المحرمة، مما يحميه من الوقوع في الكثير من الذنوب.
العفة في اللغة
تعود جذور كلمة “العفة” للفعل “عفّ”، والمقصود منها هو الترفع عن الصفات السيئة.
مفهوم القناعة
القناعة في الاصطلاح
- القناعة تعني رضا الإنسان بما قُسم له من الرزق، سواء كان قليلاً أو كثيراً.
- يمكن تعريف القناعة بمزيد من التفصيل على أنها رضا الشخص بما منحته إياه الله، واستغناؤه عن الحرام.
القناعة في اللغة
القناعة مشتقة من الفعل “قنع”، وهي تعني الرضا بالقليل بما هو متاح، وقد أُطلق عليها هذا الاسم لأن الشخص يقبل على ما لديه برضا.
أنواع العفة
- عفة البطن: تعني الامتناع عن تناول الطعام الحرام.
- عفة الحواس: تتطلب تجنب سماع الألفاظ الفاحشة، بالإضافة إلى غض البصر.
- عفة النفس: تعني الابتعاد عن كل ما يدعو إلى الفجور.
- عفة الجوارح: تدل على عدم الحقد على الآخرين أو حسدهم.
- عفة الفرج: تشير إلى الامتناع عن الفواحش.
أحاديث وآيات حول العفة والقناعة في تحصيل المال
- قال عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ) [رواه مسلم].
- قال أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) [متفق عليه].
- قال تعالى: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [البقرة: 275].
- وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) [النساء:10].
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: (وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ) [رواه الترمذي].
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ) [رواه مسلم].
آثار القناعة والعفة في الحصول على المال
- يسهمان في تعزيز طريقتها الشرعية في جمع المال، حيث يقتنع المسلم بما أعطاه الله ويتجنب الكسب الحرام الذي قد يؤثر على استجابة دعواته.
- تُحفز العفة الأفراد على الأداء الوظيفي وتحمل المسؤوليات في إطار ما أباحه الله.
- إن الشخص القنوع يحظى بحب الناس ومحبة الله، في حين أن الطماع باحث دائم عن المزيد ولا يشعر بالاستغناء.
- تحقق القناعة الخير في الدنيا والآخرة، حيث إنها تعكس طريق الجنة وتعمل على جلب البركة.
- تُساهم في تحقيق الغنى الداخلي، حيث يبقى الشخص القنوع بعيدًا عن التطلعات التي لا تفضي إلى رضا النفس.
- تعزز مكانة الفرد في المجتمع، حيث إن المسلم العفيف غالبًا ما يتحلى بالكرامة ويبتعد عن الذل الناتج عن الطمع.
- تُبقي على نقاء القيم والأخلاق، مما يُحبب العمل والاجتهاد للآخرين.
- الشخص القانع يكون حراً، حيث لا يتعرض للهيمنة أو السيطرة من الآخرين، بعكس الطمع الذي يذل صاحبه.
- تُعد القناعة سبيلاً للراحة النفسية، حيث يعيش القانع في اطمئنان دائم، بينما يجد الطماع نفسه محاطًا بالهموم.
العوامل التي تعزز العفة والقناعة في تحصيل المال
- الرضا بما قسمه الله وزيادة الإيمان بذلك.
- الإطلاع على سير السلف الصالح والاستفادة من عزيمتهم وقناعتهم.
- الاعتدال في الإنفاق والابتعاد عن الإسراف.
- كثرة الدعاء إلى الله بأن يمنحه القناعة بما رزقه.
- الصدق في الاعتقاد بأن الأرزاق هي قسم من الله.
- التخلي عن الطمع والعمل على ترسيخ العفة في النفس.
- الإيمان بأن تفاوت الأرزاق بين الناس هو حكمة إلهية.
- زيارة القبور والتفكر في الموت.
- التأمل في آيات القرآن التي تُعالج قضايا الرزق والمعيشة.
- الإدراك أن القناعة تعزز النفس والطمع يُفسدها.
- عدم الانشغال بجمع المال والتوجه نحو العبادة والتفكير في الآخرة.
