الفرق بين الصوم والصيام في المفهوم
للتوضيح، يختلف مفهوم الصيام عن الصوم على النحو التالي:
- لغوياً، يشير كل من الصوم والصيام إلى الانقطاع عن ارتكاب المحرمات والذنوب، سواء كان ذلك بالقول أو الفعل.
- أما من حيث الاصطلاح، فإن الصيام والصوم يشيران إلى الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب.
- وقد أوضح القرآن الكريم الفرق بين الصوم والصيام من خلال مجموعة من الآيات، حيث تم ذكر “الصيام” في سبع آيات، بينما ذُكر “الصوم” مرة واحدة فقط.
- المرة الوحيدة التي تم الإشارة فيها إلى الصوم في القرآن كانت بمعنى الامتناع عن الكلام.
لذا، يمكنكم التعرف على:
آيات الصيام في القرآن الكريم
وردت كلمة “الصيام” في سبع آيات في القرآن، وهي:
- قال الله -تعالى-: (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنوا كَتبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كَتَبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، سورة البقرة، آية:183.
- قال الله -تعالى-: (فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَام شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَام سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
- قال الله -تعالى-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- قال الله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُم لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ
- وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
- قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
- وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّـهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُم مِّنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْل مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُم بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّـهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَن عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّـهُ مِنْهُ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ).
- قال الله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنِ احْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُمْ مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ
- فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
- ذَٰلِكَ لِمَن لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِينَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
آيات الصوم في القرآن الكريم
- ذُكِرَ الصوم مرة واحدة فقط في القرآن الكريم وهي في آية:
- قال الله -تعالى-: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَن أَكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).
- تتعلق هذه الآية في سورة مريم، وكانت على لسان السيدة مريم عندما أوحى الله إليها بألا تتحدث مع البشر بعد ولادة النبي عيسى عليه السلام.
كما نقدم لكم أيضًا:
الحكمة من تشريع الصوم والصيام
تم تشريع الصيام للمسلمين لسبب معين، وهو:
- تحقيق رضى الله والتقرب إليه، وكسب الأجر من خلال العبادة والطاعة.
- إحساس الصائم بالنعم التي يمتلكها، مثل نعمة الطعام والشراب.
- تعزيز الشعور بالتضامن مع المحتاجين والفقراء، وتعلم كيفية الإحسان لهم.
- الصيام يُعتبر من الأعمال الصالحة التي تضبط الشهوات، وتساعد على تطهير النفس.
- يُعد الصيام من طرق تعزيز صحة الجسم والراحة البدنية.
- كما أنه عبادة تُعلم المسلم الصبر.
فضائل الصوم والصيام في الإسلام
يتمتع الصيام بالعديد من الفضائل عند الله، منها:
في الصوم حماية للمسلم من النار
- يعتبر الصوم وسيلة لحماية المسلم من النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصِّيام جُنَّةٌ من النَّارِ كَجُنّةِ أحدِكم من القتال).
الصيام يقلل من الشهوة
- يساعد الصيام على حماية الإنسان من الانغماس في الشهوات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصُّومِ فَإنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ).
الدخول من باب الريان
- يدخل الصائمون من باب خاص بهم في الجنة يُسمى “باب الريان”، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقال له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُم، أُغْلِقَ فلم يَدْخُلْ مَعَهُمْ أَحَدٌ).
علاج من الاكتئاب والحزن
- يُعتبر الصوم من الأدوية التي تعالج الاكتئاب والحزن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (صوم شَهْرِ الصَّبرِ وثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ تَذهبنَ وَحَرَ الصَّدرِ).
البعد عن النار وتجنبها
- المسلم الذي يصوم يوماً خالصاً لله، يباعد الله بينه وبين النار بمقدار سبعين سنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).
الصيام مفتاح التقوى
قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
المغفرة والأجر العظيم
- الصيام يُعتبر سببًا لمغفرة الذنوب وكسب الحسنات والأجور المضاعفة، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع من هنا:
الصوم والصيام في السنة النبوية
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي تناولت الصوم والصيام، ومن أبرزها:
- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أُجْزي به”.
- في جامع الترمذي، أن حمزة بن عمر الأسلمي رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، وكان يسرُدُ الصوم، فقال رسول الله: “إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”.
* وفي صحيح البخاري جزء من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: “صُم أفضل الصوم، صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة”.
* وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبّل في شهر الصوم”.