الكثير من الأشخاص يجهلون الفارق بين المفعول المطلق والمفعول لأجله، على الرغم من تشابههما الكبير. لذا، في هذا المقال، سوف نناقش الفرق بينهما وطرق التعرف على كل منهما.
تعريف المفعول لأجله والمفعول المطلق
يوجد اختلاف واضح بين المفعولين، ولذا، من الضروري التعرف على كل منهما:
- عرف بعض علماء اللغة المفعول لأجله بأنه الكلمة التي توضح سبب الفعل الذي قام به الفاعل.
- أما المفعول المطلق، فيظهر في الجملة كوسيلة لتأكيد الفعل أو لتوضيح عدد مرات حدوثه. على سبيل المثال، في جملة “سجدت سجدة”، نسلط الضوء هنا على عدد السجدات.
- بينما في جملة “يحب الولد أمه حبًا جمًا”، فهذا يوضح نوع الحب، وهو النوع الثاني من المفعول المطلق.
نوع الفعل المطلوب للمفعول لأجله والمفعول المطلق
هناك تشابه بين الفعل المطلوب لكل من المفعول لأجله والمفعول المطلق، إذ يحتاج كلٌ منهما إلى:
- الفعل يُعتبر مفتاحًا في الجمل التي تحتوي على المفعول لأجله.
- حيث أن الفعل هو العامل الرئيسي، لكنه لا يُشترط أن يكون من نوع معين.
- من الأفضل أن يكون الفعل في صيغة المبني للمجهول.
- أما المفعول المطلق فلا يحتاج أيضًا إلى نوع فعل معين، حيث يكون المفعول المطلق حقيقة.
- يمكن أن يأتي بعد فعل لازم أو متعدٍ دون أن تتأثر صياغته.
إعراب المفعول المطلق والمفعول لأجله
إعراب المفعول لأجله والمفعول المطلق يتم بطريقة مشابهة.
- في جملة “يذاكر أحمد دروسه جيدًا رغبةً في التفوق”، يُعرب “رغبةً” كمفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بينما “يذاكر” يُعرَب كفعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و”أحمد” فاعل مرفوع أيضًا.
- في جملة “سجدت سجدة”، يُعرب الفعل “سجد” كفعل ماضي مبني، و”سجدة” تُعرب كمفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الفرق بين المفعول المطلق والمفعول لأجله وفقًا للدلالة
قبل التطرق إلى الفروق من ناحية الإعراب ونوع الفعل المرتبط بكل منهما، يجب أولًا أن نفهم الفرق من حيث المعنى.
يعود الاختلاف بينهما إلى تنوع أنواع المفعول، حيث يحتوي كل نوع على اسم مختلف، مما يؤدي إلى اختلاف في دلالة التسمية.
المفعول لأجله يوضح حدثًا معينًا يجري في الجملة، كما في “يجتهد أحمد في المذاكرة”، الإجابة عن سبب الاجتهاد توضح أن أحمد يجتهد رغبةً في التفوق.
بينما المفعول المطلق لا يُعبر عن معنى محدد فهو، كما يدل اسمه، مطلقٌ لا يرتبط بنوع فعل أو هدف محدد.
العامل في المفعول لأجله والمفعول المطلق
يظهر اختلاف بسيط بينهما في العامل، ويمكن تلخيص ذلك بالنقاط التالية:
- العامل في المفعول لأجله هو الفعل، وقد تتنوع أشكال الفعل في الجملة بحيث قد يتم حذفه.
- يمكن أن يظهر في صيغة فعل مبني للمجهول وهي الحالة الشائعة.
- أو يمكن أن يتحول إلى اسم فاعل، مصدر، أو اسم مفعول.
- أما بالنسبة للمفعول المطلق، فيمكن أن يكون المصدر المماثل، كما في “لعبنا لعبًا”.
- أو يمكن أن يصبح اسم فاعل مثل المفعول لأجله، بالإضافة إلى إمكانية ظهوره كاسم تفضيل أو صفة.
استخدامات المفعول المطلق
لفهم الفرق بين المفعول المطلق والمفعول لأجله، من الضروري التعرف على استخدامات المفعول المطلق، ومنها:
- تؤكد الجملة المعنى.
- توضح العدد الموجود في الجملة.
- يستخدم في الجمل عندما لا نريد تكرار الفعل.
أنواع المفعول لأجله
تتعدد أنواع المفعول لأجله وتختلف من جملة لأخرى، ومن هذه الأنواع:
- المفعول لأجله بدون أل أو الإضافة، حيث يظهر في الجملة كمصدر نكرة.
- يتسم بأنه لا يدل على شيء محدد وعادة ما يُعرب منصوبًا.
- أمثلة تشمل “ذهبت إليك شوقًا لك” و”يحارب الضابط الأعداء دفاعًا عن مصر”.
- إذا جاء بصيغة الجر، تكون أمثلة مثل “ذهبت إليك للشوق لك” أو “يحارب الضابط الأعداء للدفاع عن مصر”.
- المفعول لأجله المضاف، وهو نوع معرف يمكن نصبه أو جره.
- مثل “نمشي بحذر مخافةً من السقوط” في حالة النصب.
- وفي حالة الجر نقول “نمشي بحذر لمخافة السقوط”.
- المفعول لأجله وأل التعريف، حيث يُفضل أن يكون في حالة الجر أكثر من النصب.
- مثل “يسعى محمد للدفاع عن حقه” في حالة الجر، بينما نقول “يسعى محمد الدفاعَ عن حقه” في حالة النصب.
أمثلة معربة على المفعول لأجله
إليكم بعض الأمثلة التي توضح المفعول لأجله:
- ألقت البنت لعبتها خوفًا من والدتها، حيث “خوفًا” تعرب كونه مفعول لأجله منصوب.
- أعطى المدرس أخاك الشهادة رغبةً في تشجيعه، وهنا “رغبةً” تعرب كمفعول لأجله منصوب.
- أكرمت الطفلين الصادقين رغبة في تشجيعهم على الصدق دائمًا، ويكون “رغبة” هنا مفعول لأجله منصوب.
- أحسنت إلى أمي وأبي طاعةً لأوامر الله، وتعرب “طاعة” مفعول لأجله منصوب.
- وقفت عند دخول معملي إجلالًا له، وهنا “إجلالًا” تعرب كمفعول لأجله منصوب.
أمثلة معربة على المفعول المطلق
إليكم أمثلة تبرز الفروقات بين المفعول المطلق والمفعول لأجله:
- خطوت خطوتين إلى الخلف في زفافي، حيث “خطوتين” تعرب كمفعول مطلق منصوب.
- يخاف الطفل خوفًا كثيرًا من الأسد، و”خوفًا” تعرب كمفعول مطلق.
- نمت في الحديقة نومًا عميقًا، “نومًا” هنا هي المفعول المطلق وتُعرب كمفعول مطلق منصوب.