أين تقع مدينة الفيفاء؟

جبال الفيفاء

تعتبر جبال الفيفاء مجموعة من القمم المتناسقة التي تلتف حول بعضها، مما يجعلها تبدو كأنها جبل هرم واحد. لذلك، يُمكن الإشارة إليها بشكل منفرد باسم جبل فيفاء أو بشكل جمع على أنها جبال الفيفاء. يبلغ ارتفاع هذه الجبال حوالي 3,352 متراً، وتُقدر مساحتها بنحو 600 كيلومتر مربع، حيث تُعد قمة العبسية هي الأعلى فيها. تتميز هذه الجبال بتضاريسها الوعرة، حيث تكتسب انحدارات شديدة من جميع الاتجاهات، وتعتبر شديدة التعقيد. تتمتع الصخور المكونة لها بصلابة تتراوح بين المتوسطة إلى العالية، إذ يمكن تفتيتها، وتتكون أساساً من صخور السيانيت والجرانيت، مع تواجد الكوارتز في عدة مواضع، ويعود تاريخ هذه الصخور إلى عصور قديمة.

موقع الفيفاء

تقع جبال الفيفاء في الجهة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، بالتحديد في الجزء الشرقي من منطقة جازان. يتميز مناخ المنطقة بأنه قاري، حيث يكون حاراً ورطباً خلال فصل الصيف، وبارداً إلى معتدل في فصل الشتاء. وعلى الرغم من تشابه المناخ مع المناطق المجاورة، إلا أن هناك بعض الفروقات؛ حيث تزداد نسبة الضباب خلال فصل الصيف، في حين يبقى المناخ معتدلاً جزئياً على مدار السنة باستثناء بعض الأشهر. كما تسقط الأمطار بغزارة في الصيف، مصحوبة بعواصف رعدية.

السكان في جبال الفيفاء

يُقدر عدد سكان جبال الفيفاء بحوالي 100,000 نسمة، وينحدر معظمهم من قبيلة الخولان. يُقسم السكان إلى 21 عشيرة وقبيلة، من بينها قبائل العبدلي، الحكمى، السلماني، العمري، الظلمي، الأشراف، المدري، العمامي، الحربي، الثويعي، المنشوي، المثيبي، الخسافي، الأبياتي، والدفري، وغيرها. تعود اللهجة المحلية لسكان جبال الفيفاء إلى اللغة العربية الفصحى القديمة، إلى جانب تأثيرات من اللغة الخولانية، مع تضمين مفردات ومصطلحات خاصة بهم.

التضاريس في جبال الفيفاء

تتباين قمم جبال الفيفاء في ارتفاعها، حيث يشبه الجبل من الشمال إلى الجنوب شكل قوس، محاطاً بوادي يُعرف بوادي ضمد من الجهة الشرقية إلى الغربية، وبوادي جورى من الشمال إلى الغرب، وتُعرف نقطة التقائهما باسم “نقطة المحة” الواقعة في الغرب. على الرغم من صعوبة التضاريس، تمكنت القبائل التي عاشت في هذه المنطقة من التأقلم، حيث قامت بإنشاء طرق تسهل من حركة التنقل، وبنت منازلها من حجارتها، مُتخذة الشكل الأسطواني نتيجة طبيعة المناطق الوعرة وضيق المساحات المسطحة، وذلك كحماية من الاعتداء. كما أنشأ السكان المدرّجات الزراعية.

تُعتبر المدرّجات التي أنشأها أهل الفيفاء علامة تميز تعكس الجمال والتفرد، حيث تضيف لمسة فنية للمنطقة. يشجع تنوع مكونات التربة في هذه المنطقة على الزراعة بشكل أفضل مقارنة بالمناطق الأخرى، حيث تحتوي التربة على نسب مرتفعة من المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وتختلف ملوحتها بين منخفضة ومتوسطة، مما يجعل تربتها طينية رمليّة. تُزرع في هذه التربة عدد من المحاصيل، مثل القهوة، القمح، الشعير، الدخن، والذرة، بالإضافة إلى مجموعة من الفواكه مثل المانجو، والجوافة، والموز، والتين، والليمون. إلى جانب ذلك، تزرع أيضاً بعض النباتات العطرية مثل الريحان والنرجس والخزامى.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *