يمثل الفصام والانفصام في الشخصية حالتين مختلفتين تمامًا. يُعرف الفصام، والذي يُشار إليه غالبًا بالشيزوفرينيا، بأنه حالة تسمح للمريض experiencing hallucinations. من المهم التوضيح بأن وصف شخص ما بأنه “مجنون” ليس مصطلحًا طبيًا دقيقًا، بل يشير في الحقيقة إلى الفصام. من ناحية أخرى، يُعتبر الانفصام اضطراباً يتميز بتعدد الشخصيات.
مرض الفصام
- يُعد الفصام أحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، حيث يواجه الشخص المصاب صعوبات كبيرة في التكيف مع المجتمع سواء في العمل أو المنزل أو المدرسة.
- يعتبر الفصام من الأمراض النفسية المزمنة التي تستمر مع المريض طوال الحياة، وتكون عملية علاجه صعبة للغاية.
- يمكن تصنيف الفصام كاضطراب نفسي حاد يؤدي إلى عدم قدرة الشخص المصاب على التمييز بين الواقع والخيال، حيث يمكن أن يصل به الأمر إلى فقدان الاتصال بالواقع بصورة كاملة.
- تظهر على الأشخاص المصابين بالفصام سلوكيات غريبة في كثير من الأحيان، وقد تبدو أفعالهم مخيفة للبعض.
- توجد مرحلة تُعرف بالمرحلة النهائية، حيث يفقد المريض في هذه المرحلة صلته بالواقع تمامًا.
أنواع مرض الفصام
يمكن تصنيف الفصام بناءً على الأعراض المحددة، ومن ضمنها فصام المطاردة، والذي يُعرف أيضًا بفصام زوراني، حيث يشعر المصابون بأنه يتم ملاحقتهم، على الرغم من أن سلوكهم قد يبدو طبيعيًا من الخارج.
1- فصام لا منتظم
يعاني الأفراد الذين يشخصون بهذا النوع من المرض من صعوبة في الاتصال بالواقع والآخرين، حيث تكون طريقة حديثهم غير واضحة، وقد يُظهرون افتقارًا للمشاعر وسلوكيات مضطربة.
2- فصام جمودي (catatonic schizophrenia)
يتميز هذا النوع من الفصام بأعراض جسدية ملحوظة، حيث يمكن أن يصبح جسد المريض في حالة صلابة تامة ولا يرغب في الحركة على الإطلاق، مما قد يتسبب في ظهور علامات جسدية واضحة وتعبيرات وجه ثابتة.
3- فصام لا متميز (undifferentiated -schizophrenia)
- يتم تشخيص هذا النوع عندما تظهر على المريض أعراض غير مفهومة تمامًا.
- يُعرف الفصام المتبقي بأنه عندما تبدأ أعراض الفصام، مثل الهلوسة والأوهام، في التراجع عن شدة تأثيرها كما كانت عليه في البداية.
أعراض مرض الفصام
يمكن تصنيف أعراض هذا الاضطراب إلى ثلاث مجموعات رئيسية.
1- الأعراض الإيجابية
- من الضروري أن نفهم أن كلمة “إيجابية” ليست تشير إلى أعراض جيدة، بل تعني ظهور أعراض واضحة مثل الأوهام (illusions).
- تتضمن الأعراض الهلوسة (hallucination).
- تشمل أيضًا أعراض الارتباك والبلبلة والتلعثم.
أعراض الارتباك والبلبلة
- صعوبة في تواصل المريض مع الواقع ومع الآخرين.
- تنقل سريع بين الأفكار أو الموضوعات المختلفة.
- بطء في الحركة.
- افتقار في القدرة على اتخاذ قرارات مهمة في الحياة.
- ميل الشخص المريض إلى فقدان بعض أغراضه أو نسيان مواقف معينة.
- يظهر المريض سلوكيات متكررة في حركاته.
- صعوبة في التفكير بشكل منطقي.
2- الأعراض السلبية
- هنا، تعني كلمة “سلبية” أن بعض الأعراض تتلاشى، مثل عدم قدرة المريض على التعبير عن مشاعره بشكل منطقي. على سبيل المثال، قد لا يضحك عند سماعه شيئًا مضحكًا بل قد يبكي بدلاً من ذلك.
- يعاني أيضًا من نقص الطاقة وصعوبة في الحركة.
- يفقد اهتمامه بنفسه وبالحياة بشكل عام، ويتبنى عادات صحية سيئة.
- قد يصبح أداؤه الوظيفي محدودًا تقريبًا، ويعاني من تقلبات مزاجية وعدم استقرار.
- يمكنه أن يبقى في وضع ثابت لفترات طويلة دون حركة، وهو ما يعرف بالجمود.
وجهة نظر الطب النفسي
- من وجهة نظر الدكتور شعبان فضل بمستشفى الأمل للعلاج النفسي والإدمان، يختلف الفصام تمامًا عن الانفصام. تظهر أعراض الفصام لدى الذكور بين سن 16 و30 عامًا، وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض بين 1.3 و1.7 من تعداد السكان.
- تظهر أعراض مرض الفصام في شكل خلل داخلي في التفكير واضطرابات غير منتظمة.
- يعتبر الدكتور شعبان أن الشخص المصاب بالفصام يشعر بأنه مراقب وأن المجتمع بأسره ضده وأنه غير مرغوب فيه.
- يصف الدكتور فضل الفصام بأنه مرض ذهاني، يعيق القدرة على التفكير العقلي المنطقي.
- يظهر على المريض بالفصام علامات فقدان الإدراك، وذلك لأنه يعيش داخل دائرة من الاضطراب والقلق وفقدان الثقة بالآخرين.
- غالبًا ما يصاحب الشخص المصاب بالفصام هلوسات، حيث قد يسمع أو يرى أشخاصًا غير موجودين بالفعل، بالإضافة إلى سماع أصوات غريبة.
- قد يعاني الشخص الفصامي من اضطرابات في الكلام وتلعثم، وهي تتفاقم نتيجة لعدم تلقي العلاج المناسب.
علاج مرض الفصام
1- العلاج الدوائي
- يشمل استخدام أدوية متخصصة ذات تركيبات كيميائية خاصة.
2- العلاج النفسي
- تتضمن المعالجة النفسية تدخل مجموعة من الأطباء عن طريق دورات علاجية.
3- العلاج النفسي الفردي
- يهدف هذا النوع من العلاج إلى تقديم جلسات نفسية فردية للمريض، لمساعدته على فهم طبيعة مرضه وكيفية التعامل معه.
4- العلاج النفسي العائلي
- يتطلب معالجة الأسرة دورًا نشطًا لدعم المريض والتوعية حول المرض وأعراضه، مما يساعد في دمج المريض بشكل أفضل في المجتمع.
5- التأهيل
- تشمل مرحلة التأهيل تعليم المريض بعض المهارات الاجتماعية ليتمكن من ممارسة حياته بشكل أفضل وطبيعي.
أساليب العلاج داخل المستشفى
- قد يتم استخدام الصدمات الكهربائية لتخفيف أعراض الفصام.
- في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي لتغيير بعض الأنسجة في الدماغ، حيث وُجد أن تركيب دماغ مريض الفصام قد يختلف عن الحالات الأخرى.
أسباب الإصابة بالفصام
- هناك عوامل وراثية، حيث إن وجود تاريخ عائلي للفصام يزيد من احتمالية الإصابة به.
- توجد أيضًا عوامل بيئية، مثل الإصابة بعدوى فيروسية تؤثر على خلايا الدماغ ولا تؤدي إلى موتها، أو التعرض لمواد سامة.
- قد يؤثر الإدمان بشكل واضح على الأفراد، خاصةً أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.
- يمكن أن تكون الاختلافات في أنسجة الدماغ لدى الشخص أيضًا عاملًا مؤثرًا.
- تؤثر فترة الحمل والولادة أيضًا على الجنين، فالمشاكل التي تحدث أثناء الحمل أو الولادة المبكرة قد تؤثر على خلايا الدماغ.
- تُعتبر الصدمات العاطفية، مثل فقدان شخص مقرب أو الطلاق، من العوامل المؤثرة في الإصابة بمرض الفصام.
مرض الانفصام
- الانفصام هو مرض نفسي أقل حدة من الفصام، ويُعرف أيضًا بأنه انفصام الشخصية.
- يُعد اضطرابًا نفسيًا يظهر في مرحلة عمريّة تتراوح بين 16 إلى 30 عامًا.
- يؤثر بشكل أكبر على الذكور مقارنة بالإناث.
- تظهر مشكلة الانفصام في وقت مبكر، إلا أنها لا تصبح ظاهرة إلا بعد سنوات عديدة.
أعراض الانفصام
- يشعر المريض بوجود أوهام وضلالات، مثل شعوره بأنه مراقب أو معرض للأذى، أو وجود شخص يحبه.
- قد يعاني من هلوسات، حيث يشعر بوجود أشياء يبصرها أو يسمعها وهي في الحقيقة غير موجودة.
- قد تحدث اضطرابات في التفكير والكلام، بحيث قد يتحدث بأشياء غير مفهومة أو يكون ردوده لا تتعلق بالسؤال المطروح.
- كما يمكن أن يواجه اضطرابات في الحركة والسلوك، مما يعوق التزامه بأي توجيهات.
علاج انفصام الشخصية
1- العلاج الدوائي
- يشمل العلاج استخدام مضادات الذهان من الجيل الثاني، وهي الخيار الأول لعلاج انفصام الشخصية نظرًا لانخفاض الآثار الجانبية.
- قد يُرافق أدوية الذهان من الجيل الثاني آثارًا جانبية مثل زيادة الوزن والنعاس.
- الأدوية المستخدمة في الجيل الثاني تشمل الكلوزابين والأريبيرازول والكويثيابين والأسينابين والأولانزابين والريسيريدون والزايبرزيدون والباليبيريدون والإيلوبيريدون واللورايسيدون.
- أما الجيل الأول من مضادات الذهان، فيمكن أن تكون فعالة ولكن لها آثار جانبية عديدة سواء على المدى القصير أو الطويل، مثل الاضطرابات الحركية التي تؤثر على الفك والعينين والعضلات.
- تشمل الأدوية المعروفة للجيل الأول الفلوفينازين والكلوربرومازين والهالوبيريدول والترايفلوبيرازين والبيرفينازين والثيوتيكسين والليكسابين.
- تعتبر حقن مطولة المفعول خيارًا جيدًا في بعض الحالات، خصوصًا لأولئك الذين يحتاجون إلى جرعات أقل.
- من أنواع حقن الذهان المتاحة الأريبيبرازول والديكانوات والريسيريدون والباليبيريدون.
2- العلاج النفسي
- يتضمن العلاج النفسي جلسات فردية مع الطبيب، حيث يساعد المريض على فهم مرضه وآثاره وكيفية التعامل معه.
- كما يُستخدم العلاج المعرفي (CET) لتحسين القدرات العقلية والانتباه وذاكرة المريض.
- يمكن للمريض الحاجة إلى 8 إلى 20 جلسة من العلاج المعرفي السلوكي على مدى 6 إلى 12 شهرًا.
3- العلاج النفسي الاجتماعي
- يتطلب العلاج العائلي دعمًا من العائلة لمساعدة المريض في فهم المرض وكيفية التعامل معه.
- يمكن لمريض الانفصام أن يعبر عن مشاعره من خلال الفن، مما يساهم في تخفيف الأعراض السلبية.
- تقدم برامج الدعم مساعدة للمريض وتعزز من تكيّفه مع المجتمع وتحثه على العناية الذاتية.
- توفر الخدمات المجتمعية المساعدة للمريض ليعيش بشكل مستقل، بما في ذلك توفير سكن أو منزل جماعي.