الصفات الإلزامية التي يجب الاعتراف بها في حق الله تعالى تتسم بأنها خصائص ثابتة وملازمة لله عز وجل، وهي تعكس كل معاني الكمال والقدرة الإلهية.
تعتبر هذه الصفات أساسية للعديد من الصفات الأخرى المشتقة منها، ولا يمكن للمرء أن يكوّن فهمًا حقيقيًا لله عز وجل من دون التعرف على دلالات هذه الصفات.
الصفات الإلزامية في حق الله
أما الصفات التي يجب الاعتراف بها في حق الله عز وجل فهي كما يلي:
صفة الوجود
- تشير هذه الصفة إلى إيمان العبد بوجود الله عز وجل، إذ يُعتبر الإيمان بوجوده جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية. يجب الإيمان بأن الله موجود من الأزل، وأن وجوده ليس له بداية، كما جاء في قوله تعالى: “أفي الله شك”.
- من المهم التنويه إلى أن الوجود يُعتبر صفة من صفات الله وليس اسمًا له، كما ورد في قوله تعالى: “هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم”.
صفة القِدم
- تناول هذه الصفة مفهوم الأزلية، مما يعني عدم وجود بداية لوجود الله عز وجل، ولا يوجد في الكون شيء أزلي سوى الله سبحانه وتعالى.
- تتوزع الموجودات إلى ثلاثة أقسام، منها القسم الأزلي والأبدي وهو صفات الله عز وجل فقط، والقسم الأبدي وغير الأزلي وهو الجنة والنار، والقسم الثالث هو المخلوقات التي ليست أبدية ولا أزلية.
صفة البقاء
- تشير هذه الصفة إلى أن الله عز وجل باقي بلا نهاية، كما قال الله تعالى: “ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.
صفة العلم
- تدل هذه الصفة على أن الله عز وجل عالم بكل شيء، ولا يخفى عليه أمر في هذا الكون، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا. كما قال الله تعالى: “وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين”.
صفة الحياة
- وقد ذُكرت صفة الحياة في كل من السنة النبوية والقرآن الكريم، كما قال الله تعالى: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”.
- وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون”.
- تُشتق صفة الحياة من اسم الله “الحي”، مما يعني اتصافه بالحياة الأبدية التي لا يتبعها فناء أو موت.
صفة السمع والبصر
- الله عز وجل يمتلك القدرة على السمع والبصر، فهو يعلم كل ما يحدث في الأرض والسماء، كما قال الله تعالى: “قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير”.
صفة الوحدانية
- تعبر هذه الصفة عن أن الله واحد، وتنقسم الوحدانية إلى ثلاثة أقسام: وحدانيته في الربوبية، الألوهية، والأسماء والصفات.
- قال الله تعالى: “قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد”.
أنواع الصفات الإلزامية لله عز وجل
تختلف الصفات الإلزامية لله تعالى في أنواعها، كالتالي:
- الصفات النفسية: وهي تشير إلى الوجود الذاتي لله سبحانه وتعالى، مثل: الله، القدوس الإله.
- صفات المعاني: تمثل الصفات التي تقوم بالذات الإلهية، مثل: العلم، الحياة، التدبير، السمع والبصر، الكلام، والقدرة.
- الصفات السلبية: تشير إلى الصفات التي تُنفي عن الله سبحانه وتعالى ما لا يليق به، وتشمل خمسة أساسيات: البقاء، القدم، مخالفته للحوادث، الوحدانية، والغنى المطلق.
- الصفات المعنوية: هي الصفات التي يتصف بها الله تعالى مثل: القادر، الحي، المتكلم، المريد، العليم، البصير، السميع.
الصفات المستحيلة في حق الله عز وجل
يمكن تلخيص الصفات المستحيلة في حق الله عز وجل بما يلي:
- تُعرف الصفات المستحيلة بأنها الصفات التي يستحيل وصف الله بها، وذلك لأنها تتعارض تمامًا مع ما يليق بعظمة الله وصفاته الأساسية.
- تشمل الصفات المستحيلة: العدم، الحدوث، الفناء، الافتقار، نفي الوحدة، الموت، الجهل، العجز، الكراهة، الصمم، البكم، العمى وغيرها من مضادات الصفات الإيجابية.
أهمية الصفات الإلهية في حياة الفرد والجماعة
تعود الصفات الإلهية بالنفع على الأفراد والجماعات بشكل كبير، وذلك على النحو التالي:
- حينما يتذكر المسلم أي من أسماء الله الحسنى أو صفاته، ويتأمل فيها، فإنه يميل إلى تغيير سلوكه ليتماشى مع معاني تلك الصفة أو الاسم.
- تساعد الصفات الإلهية المجتمع والأفراد على التحلي بالأخلاق الحميدة والسعي نحو تحسين سلوكياتهم بما يتوافق مع هذه الصفات أو أسماء الله تعالى.
- يدفع إدراك العباد لصفات الله الإلهية إلى الإكثار من الأعمال الصالحة حيث يشعرون بمراقبة الله لهم، فالله السميع، العليم، البصير.
- توجه الصفات الإلهية الأفراد والجماعات نحو الأهداف التي تدل عليها، مما يسهم في التعاون على البر والتقوى.
- تشجع الصفات الإلهية مؤسسات الدولة على تربية النفوس، وحث الناس على التفكير في مخلوقات الله المختلفة.
حكم تعلم الصفات الإلزامية في حق الله
يجب على كل مسلم أن يعلم أن لله تعالى صفات يتوجب التعرف عليها من خلال استنباطها من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ولا يمكن للإنسان أن يتعلمها إلا من خلال التأمل والتفكر في هذه النصوص الدينية.