أين يُصنع القبعات المنسوجة الشهيرة المعروفة باسم “قبعة بنما”؟

القبعات

تُعتبر القبعات منذ القدم غطاءً يُستخدم على الرأس، سواءً للأغراض الواقية مثل القبعات الشمسية، أو كملحق للأزياء مثل القبعات الرياضية والعسكرية والدينية. تُرتدى القبعات أيضًا كمظهر من مظاهر الموضة، وتستقطب اهتمام الرجال والنساء على حد سواء في عصرنا الحالي. في العصور السابقة، كانت القبعات تُعبر عن مكانة الفرد الاجتماعية، حيث كانت شكلها وطريقة ارتدائها تُشير إلى الوضع المادي. أما في الوقت الراهن، فقد أصبحت استخداماتها بين الناس أكثر عشوائية، عدا عن تلك التي تحمل دلالات دينية أو عسكرية أو رياضية.

تتعدد أنواع القبعات في جميع أنحاء العالم، وكذلك أشكالها ورموزها. بالإضافة إلى ذلك، تختلف المواد المستخدمة في صنعها؛ حيث نجد قبعات مصنوعة من القش، وأخرى من القماش، والكتان، وحتى من البلاستيك، مما يوفر تنوعًا كبيرًا في تصاميم القبعات.

قبّعة بنما

اكتسبت قبعة بنما شهرة واسعة، إذ أصبحت تُرتدى من قبل مشاهير العالم، من علماء وفنانين وأشخاص بارزين في المجتمع. ارتداها شخصيات تاريخية مثل تشرشل، خروتشوف، روزفلت، وترومان. فما هو السر وراء هذا الانجذاب الكبير لهذه القبعة؟ وما سبب تسميتها، وأين يتم تصنيعها؟

أصل قبّعة بنما

كان أول ما جذب انتباه الإسبان عند وصولهم إلى أمريكا الجنوبية هو ملاحظة السكان المحليين يرتدون أغطية على رؤوسهم مصنوعة من قش نبات يُعرف باسم Carludovica Palmata، وذلك في القرن السادس عشر الميلادي. أثرت هذه الأغطية في الإسبان، مما دفعهم لتشجيع سكان إسبانيا على إنتاجها يدويًا.

صناعة قبّعة بنما

مع مطلع عام 1800 ميلادي، تطورت هذه الأغطية لتصبح بشكل قبعة، وعُرفت باسم “قبعة بنما” إذ صُنعت من شجرة توكيلا، وهي نوع من أشجار النخيل. وقد امتهن سكان بلدة مونتكريستي في الإكوادور هذه الحرفة. على الرغم من أن تصنيع القبعة كان يتم في الإكوادور، إلا أن العمال الذين كانوا يعملون في قناة بنما كانوا يرتدونها لحمايتهم من شمس حوض البحر الكاريبي، مما جعل الكثير من التجار يستوردونها ويعرضونها للبيع في موانئ بنما. وبالتالي، أصبحت هذه القبعة شائعة بين المسافرين عبر هذا الميناء، لتكتسب زخمًا عالميًا. بعد فترة قصيرة، تم عرضها في معرض عالمي في مدينة باريس، حيث نالت اهتمامًا كبيرًا من السكان، واشتُهرت بلقب “قبعة بنما” وليس “قبعة الإكوادور”.

وفي سياق الحرب بين الإسبان والأمريكان عام 1898، طلبت الحكومة الأمريكية من الإكوادور إنتاج نحو خمسين ألف قبعة لتوزيعها على جنودها المتوجهين إلى البحر الكاريبي. ولكن بعد انتهاء هذه الحرب الإسبانية الأمريكية، بدأت شعبية قبعة بنما تتراجع.

تجدر الإشارة إلى أن صناعة قبعة واحدة قد تستغرق من شهر إلى ستة أشهر أحيانًا. يتميز كل نموذج منها باختلاف بسيط يعود إلى يد الصانع. تعتبر قبعة بنما اليوم رمزًا من رموز الفنون التراثية التقليدية والثقافية في الإكوادور.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *