الأسود العنسي: أول المرتدّين عن الإسلام
يُعتبر الأسود العنسي، المعروف أيضًا باسم عيهلة بن كعب بن عوف العنسي، أول من ارتد عن الإسلام. كان من قبيلة بني مذحج، وكان يُعرف بكهنته وشعوذته، حيث تمكن من خداع الناس ببلاغته وفصاحته. أعلن العنسي النبوة في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خلال فترة مرضه بعد عودته من حجة الوداع، وجذبت دعاواه الكثير من اتباع قبيلته بمذحج.
لقّب الأسود العنسي نفسه بـ”رحمن اليمن”، واستولى على صنعاء وبلدات أخرى، حتى أمر النبي المسلمين في حضرموت بمحاربته. في النهاية، قُتل الأسود العنسي، وتولى معاذ بن جبل إدارة شؤون المسلمين بعد تلك الأزمة.
مواجهة الأسود العنسي
قاد الأسود العنسي مجموعة من 700 مقاتل وواجه عمال النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليمن، مطالبًا إياهم بالتوقف عن جمع الزكاة وغيرها من المتطلبات المالية. بعد ذلك، توجه إلى نجران واستولى عليها بالقوة، ثم انتقل إلى صنعاء حيث احتلها لمدة تقرب من الشهر.
غادر معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري من صنعاء إلى حضرموت، بينما انطلق بعض عمال النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المناطق المجاورة، مما جعل اليمن بكاملها تحت سيطرة الأسود العنسي، وقد ازداد نفوذه في تلك الفترة بشكل ملحوظ.
مقتل الأسود العنسي
تلقّى النبي -صلى الله عليه وسلم- معلومات حول الأسود العنسي، فأرسل ووَبْر بن يُحنَّس الديلمي ليأمر المسلمين بمحاربة العنسي. وبمجرد أن وصلت الرسالة إلى معاذ بن جبل، تحرك بسرعة لتنفيذ الأوامر الواردة فيها.
أبلغ معاذ عمال النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليمن بمحتوى الرسالة. وبعد اتفاقهم مع قادة جيش الأسود العنسي، مثل قيس بن عبد يغوث وداذويه -الذين كانوا قد تجنبوا مواجهته- على استهدافه، استدعت زوجته آزاذ فيروز الديلمي، التي تمكنت من إدخال الأخير إلى مخدعه وقتله بينما كان نائمًا.